يحسّن وضع الأهداف وتقديم التوجيهات من قدرة المرء على التركيز

يحسّن وضع الأهداف وتقديم التوجيهات من قدرة المرء على التركيز

6 فبراير , 2022

ترجم بواسطة:

آلاء العزابي

دقق بواسطة:

رحاب الدوسري

إنّ وضع المرء لهدف معين يسعى لتحقيقه يعتبر طريقة مفيدة وفعالة تمكنه من تركيز انتباهه على مهمة ما لمدة طويلة من الزمن، ولكن الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة تكساس في أرلينغتون أثبتت أّن تلقي المرء للملاحظات والتوجيهات على عمله له تأثير وفائدة أكبر.

قال ماثيو روبيسون، الأستاذ المساعد في علم النفس والكاتب الأول للدراسة : “يصعب على المرء تركيز انتباهه على شيء ما لمدة طويلة، وهو أمر يمكن ملاحظته؛ فكلما زادت مدة عمل الفرد كلما ازداد أداءه سوءًا”.

وأضاف: ” إذا أردت أن تحثّ الناس على التركيز على مهمة ما سواء أكانت متعلقة بالدراسة أو العمل، أو إذا كنت تخطط لشيء ما وتود أن يتفاعل الناس معه، فإنّ إعطائهم ملاحظات حول أدائهم يعد محفزًا فعالًا”.

نشرت الدراسة التي كان عنوانها: ” اختبار مدى تأثير وضع الأهداف، وإعطاء التوجيهات، والتحفيز على استمرارية الانتباه” في مجلة علم النفس التجريبي: الإدراك والأداء البشري ( Experimental psychology: human perception and performance).

أجرى الباحثون أربع تجارب كلّفوا خلالها مجموعة من الأفراد  بأداء مهمات بسيطة ولكنها تتطلب التركيز، وطلبوا منهم القيام بها لمدة 30 دقيقة، وقاسوا أثناءها مدى تأثير كل من وضع الأهداف وتقديم الملاحظات وعبارات التحفيز على قدرة المشاركين على الحفاظ على تركيزهم، وقدم بعد ذلك المشاركون إفاداتهم حول مستويات تحفيزهم ويقظتهم، وبيّنوا حالة انتباههم خلال المهمة (من حيث التشتت أو الانعدام).

وجد الباحثون في التجربة الأولى أنّ وضع هدف محدد حسّن من مستوى انتباه المشاركين، ولكن لم يكن له أي تأثير يذكر على مستوى الالتزام في العمل ( تحفيز أعلى وعدد أقل من الأفكار غير المرتبطة بالمهمة).

وفي التجربة الثانية قسّم الباحثون الوقت إلى فترات وقدّموا ملاحظاتهم وتوجيهاتهم في نهاية كل فترة، ومن ثم توصلوا إلى أدلة مقنعة أظهرت أن الجمع بين وضع هدف محدد وبين تقديم التوجيهات حسّن من مستويات الانتباه والتحفيز، وبالإضافة إلى ذلك فقد تبيّن أن تقديم التوجيهات لوحده كان منظمًا ممتازًا للأفكار التي لا علاقة لها بالمهمة.

كما وجدت الدراسة دليلاً بسيطًا على أنّ الحوافز، مثل العلاوات أو التسريح المبكر من العمل في التجربة زادت من مستوى الالتزام في المهمة والأداء وكان لها تأثير أكبر مقارنة بوضع الأهداف وإعطاء التوجيهات.

لاحظ الباحثون في كل التجارب التي أجروها انخفاضًاً ملحوظًا في الأداء لدى المشاركين مع مرور الوقت، كما وقال المشاركون بأنهم شعروا بالتعب والإعياء وانخفاض مستوى الدافعية لديهم إلى جانب كثرة التشتت وشرود الذهن.

قال روبيسون: “حتى في الحالات التي قال فيها الناس أنهم كانوا منهمكين في العمل وكانت مستويات الدافعية لديهم في أعلاها كان من الصعب عليهم تقديم أداء مثالي خاصة في المهام التي تتطلب الكثير من التركيز والانتباه”.

وأضاف: “على القادة أن يكونوا على وعي بمحدودية قدرة نظام الإدراك البشري على أداء المهام ذات الوتيرة الواحدة لمدة طويلة من الزمن”.

وتابع قائلًا: ” إنّ الوظائف، مثل وظائف الإنقاذ، وإدارة أمن المواصلات، ومراقبة الرادار، التي من النادر أن تحدث فيها أحداث مهمة ولكنها مع ذلك تتطلب قدرًا كبيرًا من اليقظة قد تكون قادرة على الدفع بقدرة الفرد على الانتباه والتركيز لتتجاوز حدودها المعتادة.”

واختتم حديثه قائلًا: “علينا أن نكون على وعي بمستويات الصعوبة المتعلقة بإمكانية الحفاظ على التركيز عندما نطلب من الناس أداء مهام تتطلب الانتباه لمدة طويلة من الزمن، فقد نكون نلقي بأنفسنا إلى التهلكة من خلال اعتمادنا الكبير على نظام الانتباه والتركيز البشري وحده لتحقيق معجزات قد تكون مستحيلة الحدوث”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: آلاء العزابي

مراجعة وتدقيق: رحاب الدوسري

تويتر: lectoror


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!