علاقة التمارين الرياضية بالصحة العقلية

علاقة التمارين الرياضية بالصحة العقلية

6 فبراير , 2022

ترجم بواسطة:

إسراء محمد

إن الاشخاص الذين يتمرنون أكثر، خصوصاً عندما يمارسون النشاطات البدنية خارج المنزل،  أقل عرضة للاكتئاب والتوتر مقارنةً بالأشخاص الذين لا يمارسون نشاط بدني.

أظهر بحث كايزر بيرماننت في ١١ نوفمبر في الطب الوقائي أن الأشخاص الذين تمرنوا أكثر خلال الفترة الأولى من الحظر خلال جائحة كورونا لم يعانوا من القلق والاكتئاب، كالذين لم يمارسوا التمارين الرياضية. كما أن الأشخاص الذين قضوا وقتاً أكثر خارج المنزل هم أقل عرضة للقلق والاكتئاب مقارنةً بأولئك الذين قضوا وقتهم في منازلهم.

شارك في الدراسة الاستقصائية أكثر من عشرين ألف مشارك، وتضمنت الدراسة ست مناطق تمت خدمتها بواسطة كايزر ماننت عبر الولايات المتحدة الأمريكية، من ضمنها هاواي، وكولورادو، وولايات وسط المحيط الأطلسي، بما في ذلك جنوب وشمال كاليفورنيا.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة ديبورا روم يونغ، الحاصلة على درجة الدكتوراه ومديرة قسم البحوث السلوكية في كايزر بيرماننت الجنوبية ”تُخبرنا نتائج هذه الدراسة بأنه حتّى في ظل الجائحات أو أي أزمات صحية أخرى عامةً، يجب تشجيع  الجميع على ممارسة النشاط الجسدي في سبيل الحفاظ على صحتهم العقلية و الجسدية”. كما صدر عن قسم كاليفورنيا للبحوث والتقييم بياناً يفيد بضرورة تواجدك بالمنتزهات والمناطق ذات المناظر الطبيعية أثناء حالات الطوارئ الصحية العامة لحثك على القيام بالنشاط البدني في الهواء الطلق.

تطورت كورونا لتصبح جائحة عالمية في مارس من سنة ٢٠٢٠. مع عدم وجود علاج معروف للفيروس المستجد، حاول مسؤولو الصحة العامة الحد من انتشاره عن طريق قطع العلاقات المباشرة للأشخاص بعضهم ببعض من خلال سياسة الحجر الصحي المنزلي.

وأُغلِقَت الأعمال أو تغيرت نشاطاتها للحد من انتشار الفيروس مما أدى إلى تأثر الاقتصاد، كما أثر ذلك على وظائف العديد من الأشخاص. وأدت هذه العوامل المجهدة، جنباً إلى جنب مع انخفاض فرص التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والعائلة، إلى زيادة أعراض الاكتئاب والقلق للكثير من الناس.

ومن المتعارف عليه وجود ارتباط بين النشاط الجسدي وقضاء الوقت في الأماكن ذات المناظر الطبيعية وتحسن الصحة.  لذلك سعى الباحثون في كايزر بيرماننت في جنوب كالفورنيا لدراسة يتم من خلالها تحديد كيفية ارتباط التمارين الرياضية وقضاء الوقت في الهواء الطلق بسلامة الصحة العقلية للناس في أثناء ذروة الانتشار لوباء كورونا.

 في الشهر الرابع من سنة ٢٠٢٠، أرسل الباحثون سلسلة من الفحوصات المتعلقة بفيروس كورونا لأكثر من ٢٥٠,٠٠٠ مشارك في بنك البحث لكايزر بيرماننت (مجموعة من الدراسات الاقتصادية المتعلقة بالحياة اليومية، بيانات السجل الصحي الالكتروني، والعينات الحيوية التي تطوع بها أعضاء كايزر بيرماننت). لم تتضمن هذه التحاليل الأشخاص الذين اُكتشف لديهم أعراض فيروس كورونا، مما أدى إلى ٢٠,٠١٢ مستجيباً. أكمل كل من هؤلاء المستجيبين أربع دراسات استقصائية على الأقل ما بين شهر أبريل وشهر يوليو من سنة ٢٠٢٠.

شكلت النساء من العِرق الأبيض واللاتي تتعدى أعمارهن الخمسين عاماً،  نسبة عالية من المشاركين الذين جاوبوا على الاستبيان. قال مُعظم المستجوبين أنهم متقاعدون وأنهم التزموا عموماً بأوامر الحجر الصحي المنزلي أثناء فترة الاستبيان. وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية:

١- انخفضت أعراض القلق والكآبة مع مرور الوقت.

٢- كانت معدلات القلق والاكتئاب أعلى عند النساء والأشخاص الأصغر سناً، وأقل عند الآسيويين والعِرق الأسود مقارنةً بالأشخاص ذوي العرق الأبيض.

٣- سجلت الدراسة أعلى معدلات استجابة للقلق والاكتئاب عند المشاركين الذين لا يمارسون النشاطات البدنية مقارنةً بأولئك الذين مارسوا النشاط البدني.

٤- ارتبط قضاء وقت أقل في الهواء الطلق بمعدلات أعلى من القلق والاكتئاب.

٥- سجّل بعض الأشخاص الذين قضوا وقتاً أكبر في الخارج معدلات أعلى من القلق والاكتئاب، لكن لم يستطع البحث تفسير النتيجة.

قال دكتور يونج: “ما نتعلمه من هذه النتائج هو أنه خلال حالات الطوارئ المستقبلية سيكون من المهم معرفة حجم القرار الذي يُصدر بحق إغلاق الحدائق، وغيرها من الأماكن المفتوحة ومدى التأثير السلبي الذي ينعكس من هذه القرارات بما فيه من تأثيرات سلبية على صحة الناس العقلية”.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: إسراء محمد

تويتر: @tho0ghtfull

مراجعة: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!