هل يجدر بنا خلط ومطابقة لقاحات فايروس كورونا (كوفيد-19)؟ أدلى بعض الخبراء بدلوهم

هل يجدر بنا خلط ومطابقة لقاحات فايروس كورونا (كوفيد-19)؟ أدلى بعض الخبراء بدلوهم

4 فبراير , 2022

ترجم بواسطة:

أمجاد الغامدي

دقق بواسطة:

زينب محمد

بقلم: ياسمين سابلاكوغلو

سيتمكن الكثيرون الآن من خلط ومطابقة أنواع لقاحات فايروس كورونا (كوفيد-19) المعززة – بمعنى أنه يمكن الحصول على جرعة مختلفة من اللقاح كجرعة معززة كما أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الأربعاء الموافق 20 من أكتوبر.

حيث أظهرت الدراسات وبيانات العالم الحقيقية أن طريقة الخلط هذه آمنة، ويمكن أن تكون أكثر فاعلية في بعض الحالات من عدم الخلط، إذاً هل يجدر بك الحصول على جرعة معززة مختلفة عن جرعتك الأساسية؟ تحدث الصحفيون لدينا في “Live Science” مع بعض الخبراء الذين اتفقوا أن خلط اللقاحات آمن تماماً، ولكن اختلفت توصياتهم اختلافاً طفيفاً.

وقد سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بمنح جرعة معززة للبالغين منقوصي المناعة، الذين تكون أعمارهم فوق 65 عام أو المعرضون لأخطار صحية، أو المعرضون إلى حد خطير لفيروس كورونا (كوفيد-19)، ويُعد الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من لقاح فايزر-بيونتيك أو موديرنا محصنين بالكامل، وقد يصبحون مؤهلين لتلقي جرعة معززة بعد 6 أشهر على الأقل من آخر جرعة تلقوها، بينما يُعد جميع البالغين الذين تلقوا جرعة واحدة من لقاح جونسون & جونسون مؤهلين لتلقي جرعة معززة بعد شهرين من جرعتهم الأولى.

وتشير البيانات إلى أن الأشخاص الذين تلقوا أحد لقاحي الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) – وتشمل لقاح فايزر ولقاح موديرنا – فإن الحصول على جرعة معززة من لقاح مختلف من نوع الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) سيكون معادلاً لأخذ نفس النوع من اللقاح، بينما يكون الحصول على جرعة معززة من لقاح  فايزر أو موديرنا بعد تلقي جونسون & جونسون محفزاً لاستجابة مناعية أفضل من تلقي جرعة أخرى من جونسون & جونسون.

أدلة فاعلية الخلط بين اللقاحات

يستند إعلان إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الذي يسمح بخلط ومطابقة اللقاحات على النتائج المبكرة لدراسة مستمرة بواسطة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH)، حيث قدم مجموعة من الباحثين نتائج الدراسة في 15 أكتوبر، ولم تتم مراجعتها بعد ولكنها نُشرت كطبعة أولية في medRxiv للجنة خبراء من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

واختبر الباحثون 9 تركيبات مختلفة من لقاحات جونسون & جونسون وموديرنا وفايزر، والتي أُعطيت إلى 458 مشاركاً في الدراسة، ووُجد أن خلط اللقاحات آمن وفعال للغاية، حيث إن تلقي جرعة معززة أدى إلى زيادة عدد الأجسام المضادة المتداولة في الدم إلى حد كبير، بما يتضمن الأجسام المضادة المعدلة – وهي الجزيئات التي ترتبط بالفيروس وتوقفه عن نقل العدوى للخلايا – المكافحة لفيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، وهو الفيروس المسبب لمرض فيروس كورونا (كوفيد-19).

كما وُجد أن مستويات الأجسام المضادة المعدلة عند الأشخاص الذين تلقوا جرعة معززة مختلفة عن سلسلة اللقاحات المأخوذة سابقاً قد ارتفعت من 6.2 إلى 76 ضعفاً اعتماداً على تركيبة اللقاحات التي تقلوها، بينما ارتفعت مستويات الأجسام المضادة المعدلة عند الأشخاص الذين تلقوا نفس نوع اللقاح كجرعة معززة من 4.2 إلى 20 ضعفاً اعتماداً على اللقاح الذي تلقوه.

وكانت أكبر نسبة ارتفاع لمستويات الأجسام المضادة المعدلة عند أولئك الذين تلقوا أولاً جرعة جونسون & جونسون وحيدة متبوعة بجرعة معززة من لقاح موديرنا، حيث كان لهذه المجموعة متوسط ارتفاع بنسبة 76 ضعفاً في الأجسام المضادة بعد 15 يوماً من تلقي الجرعة المعززة مقارنةً بما قبلها، وكانت أقل نسبة ارتفاع في الأجسام المضادة – مع أنها ارتفعت – عند أولئك الذين تلقوا لقاح جونسون & جونسون لجرعتهم الأولى وللجرعة المعززة، (أُعطيت جرعة لقاح موديرنا المعززة في هذه الدراسة بنفس الجرعة المعطاة في اللقاح الأساسي، ولكن اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نصف الجرعة للجرعة المعززة التي ستُقدم لعامة الناس).

متوسط ارتفاع مستويات الأجسام المضادة المعدلة

 جرعة لقاح فايزر-بيونتيك المعززةجرعة لقاح موديرنا المعززةجرعة لقاح جونسون & جونسون المعززة
جرعتين أوليتين من لقاح فايزر – بيونتيك 20 ضعفاً31.7x ضعفاً12.5x ضعفاً
جرعتين أوليتين من لقاح موديرنا11.5x ضعفاً10.2x أضعاف6.2 أضعاف
جرعة أولية من لقاح جونسون & جونسون35.1x ضعفاً75.9x ضعفاً4.2 أضعاف

تم قياس المستويات بعد ١٥ يوماً من تلقي الجرعة المعززة ضمن جزء من دراسة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH).

وكان هناك فائدة بسيطة ولكنها أقل شأناً عند أولئك الذين تلقوا أولياً أحد لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) متبوعاً بجرعة معززة من لقاح آخر من لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA).

فأولئك الذين تلقوا لقاح فايزر أولياً ثم جرعة معززة من لقاح فايزر حصلوا على ارتفاع بنسبة 20 ضعفاً في الأجسام المضادة، بينما أولئك الذين تلقوا جرعة معززة من لقاح موديرنا حصلوا على ارتفاع بنسبة 31.7 ضعفاً في الأجسام المضادة؛ وأولئك الذين تلقوا لقاح موديرنا أولياً ثم جرعة معززة من لقاح موديرنا حصلوا على ارتفاع بنسبة 10.2 في الأجسام المضادة، بينما حصل أولئك الذين تلقوا جرعة معززة من لقاح فايزر على ارتفاع بنسبة 11.5 في الأجسام المضادة.

وقال الطبيب كارلوس مالفيستوتو، وهو طبيب معالج للأمراض المعدية في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو: “أوصي على الأرجح بتلقي أحد لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) كجرعة ثانية بدلاً من جرعة ثانية من لقاح جونسون & جونسون لأولئك الذين تلقوه كجرعة أولية بناءً على البيانات التي رأينها وكل ما تعلمناه من خبرات الدول الأخرى”.

وأضاف: “ولكن بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا أحد لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA)، فلا بأس بالحصول على جرعة معززة من نفس النوع أو الآخر، ولا زلت ستحصل على استجابة إيجابية”.

واتفق معه الطبيب إريك كريستوفر شيو بينا مدير الصحة العالمية في مركز نورثويل للصحة بنيويورك.

فقد استجاب مع “Live Science” في رسالة الكترونية قائلاً: “يتضح لنا من البيانات أن أفضل استجابة مناعية تأتي من أحد لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) المتوفرة حالياً”، فالأشخاص الذين تلقوا لقاح جونسون & جونسون (أو لقاح أكسفورد/أسترازينيكا المشابه في الصيغة للقاح جونسون & جونسون والذي اعتمدته الدول الأخرى) سيحصلون على استجابة مناعية أقوى إذا تلقوا جرعة معززة من لقاح الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA).

وأضاف: “بينما من غير الواضح ومن غير المنطقي على الأرجح الخلط بين أنواع لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA)، فلا يبدو أنه يوجد فرق كبير احصائياً في طريقة عمل هذين اللقاحين اللذان يعملان بشكل متشابه وملحوظ”.

ومع ذلك لا يبدو أن الجميع متفقون.

حيث صرح الأستاذ رودني رود من جامعة ولاية تكساس ورئيس برنامج مختبرات الجامعة الطبية العلمي إلى “Live Science”: “إذا استطعنا ضمان توفر كميات كبيرة من جميع اللقاحات الثلاث المعتمدة في الولايات المتحدة الأمريكية، فسأوصي شخصياً بالالتزام بلقاحك الأساسي” وهذا يشمل أولئك الذين تلقوا لقاح جونسون & جونسون، “فجميعهم سيستفيدون من الجرعة المعززة” وتتوفر بيانات إضافية طويلة المدى عن فعالية تلقي جرعة معززة من نفس نوع اللقاح، “ولكنني ما زلت لا أعتقد أنه من الآمن الخلط والمطابقة، وقد يكون القرار محصوراً في النهاية بما هو متوفر”.

بيانات العالم الحقيقية

لا تشير دراسة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH) وحدها إلى أمان وإمكانية الاستفادة من خلط ومطابقة اللقاحات، فقد كانت دول أخرى مثل تركيا تخلط وتطابق اللقاحات منذ فترة، عن طريق إعطاء جرعة أو جرعتين معززة من لقاح فايزر إلى أولئك الذين تلقوا جرعتين من اللقاح الصيني سينوفاك.

كما أظهرت بيانات من المملكة المتحدة وكندا اللذان يُعطيان جرعة ثانية من لقاح فايزر بعد جرعة أولية من لقاح أسترازينيكا – وهو لقاح فيروس غدي يستخدم نفس قاعدة لقاح جونسون & جونسون – أنه يمكن للخلط والمطابقة بين اللقاحات أن يكون آمناً وشديد الفاعلية.

وكان واضحاً من دراسات العالم الحقيقية حتى قبل دراسة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH) أن الخلط والمطابقة آمن ويحفز استجابة مناعية فعالة، حيث يقول مالفيستوتو: “كان ما رأيناه أساساً نفس النوع من [التفاعلات المضادة] التي نراها في الجرعة الأولى والثانية من هذه اللقاحات، ولكن لم نرَ أي شيء أسوأ أو مخيف، ويظهر الدليل أن ذلك آمن تماماً”.

بالإضافة لإشارة بعض الأدلة إلى أن خلط ومطابقة هذه اللقاحات قد يؤدي إلى استجابة مناعية أوسع تتصدى بشكل أفضل لمتحورات فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، ويقول مالفيستوتو: “مازال هناك الكثير من الأسئلة تجاه مدى فعالية هذا الأسلوب للأجزاء الأخرى من الاستجابة المناعية”.

“فالمناعة لا تتمحور فقط حول مستويات الأجسام المضادة؛ فهناك جزأين من هذا الأمر، حيث ركزت دراسة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH) فقط على مستويات الأجسام المضادة، بينما يوجد جزء آخر شديد الأهمية من الاستجابة المناعية ويسمى خلايا الذاكرة، والتي تبقى في الدورة الدموية للجسم لوقت طويل بعد استنفاذ مستويات الأجسام المضادة المعدلة وتحفيز الجهاز المناعي لصنع المزيد من الأجسام المضادة المستهدفة بمجرد التعرض لمسبب المرض”.

ويضيف: “ما زلنا بحاجة لبيانات عما إذا كان أسلوب الخلط والمطابقة أفضل أو أسوأ أو لا يشكل فرقاً في انتاج استجابة خلايا الذاكرة المناعية”.

“وتقترح البيانات على أي حال أن هذا أسلوب الخلط والمطابقة آمن وفعّال، ولكن الرسالة الأكثر أهمية هي أن يكمل الأشخاص جرعاتهم الأولية، وأن يحصلوا على جرعة معززة إذا كانوا من المجموعات عالية الخطورة”.

المصدر: https://www.livescience.com/

ترجمة: أمجاد الغامدي

تويتر: @Gloriees

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!