حاسة الشم هي أقوى نظام إنذار في جسم الإنسان

حاسة الشم هي أقوى نظام إنذار في جسم الإنسان

31 يناير , 2022

ترجم بواسطة:

هند عادل

غريزة البقاء التي يتحلى بها كل من الإنسان والمخلوقات الأخرى تتمثل في القدرة على تحديد الروائح المريبة والاستجابة وفقاً لذلك، ويعزز ذلك دراسة  نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في معهد كارولينسكا في السويد.  ويُفسرُ الباحثون في الدراسة ما يحدث في العقل عندما يرصد الجهاز العصبي المركزي رائحةٌ معينةٌ تشكل خطراً، حيث يتلقى الإنسان الروائح السلبية غير المريحة بشكل أسرع ويستجيب لها بسلوكٍ انتحائيٍ أقوى من الروائح المرغوبة. حيث صرح بهزاد إيرافاني، الباحث الرئيسي في الدراسة والذي يعمل في قسم علم الأعصاب السريري لمعهد كارولينسكا: “إن السلوك الانتحائي تجاه الروائح المريبة التي تشكل خطراً لطالما فُسر كعملية عقلية إدراكية، لكن للمرة الأولى في هذه الدراسة نثبت غير ذلك”.

و يأخذ العضو الشمي خمسة بالمائة تقريباً من حيز العقل البشري ومن خلاله نستطيع تمييز ملايين الروائح المختلفة بعد استنشاقها بسرعة ١٠٠ إلى ١٥٠ جزء من الثانية، والغالبية العظمى من هذه الروائح تشكل تهديداً على صحة أو حياة الإنسان كرائحة المواد الكيميائية، والطعام الفاسد.

تدور لعبة الحياة بين “خطر الهلاك أو نعيم النجاة” حول قدرة المخلوقات على تحديد الخطر حولهم والابتعاد عنه.  وعند الإنسان بالذات، فأن العضو الشمي هو المسؤول عن تحديد الخطر.

و بالحديث عن هذا الموضوع، ماهي علاقة ابتعاد الإنسان عن ما يحمل رائحة مريبة؟

ولتفسير ذلك،  كانت آلية الخلايا العصبية لغزاً بالنسبة للباحثين لعدم وجود طرق غير جراحية لقياس الإشارات المرسلة من البصلة الشمية. حيث تُربط  البصلة الشمية عبر شكل “أحادي المشبك” الأجزاء المركزية المهمة من الجهاز العصبي والتي تساعدنا على اكتشاف وتذكر مواقف أو مواد هددت حياتنا. لكن في وقتنا الحالي -للمرة الأولى- حدث تغييرٌ قلب الموازين، وذلك عندما اتفق الباحثون في معهد كارولينسكا على طريقة يستطيعون من خلالها قياس إشارات البصلة الشمية لتحويلها إلى أوامر في أجزاء الدماغ المسؤولة عن الحركة والسلوك الانتحائي.

وتعتمد هذه الطريقة بالتفصيل على ثلاث تجارب،  يُطلب خلال التجارب من المشاركين أن يُقيّموا ما شعروا به بعد استنشاق ست روائح مختلفة منها الإيجابي، ومنها السلبي، تزامناً مع قياس ردة فعل الفيزيولوجية الكهربائية للبصلة الشمية تجاه كل منها. حيث علَقَ يوهان لوندستروم أحد الباحثين في الدراسة، والأستاذ المشارك في قسم علم الأعصاب السريري في معهد كارولينسكا قائلاً: ” كان من الواضح أن البصلة الشمية تستجيب فوراً للروائح السلبية وترسل إشارات إلى القشرة المخية الحركية في غضون 300 جزء من الثانية لتحفز الشخص بأن يتراجع إلى الخلف بغير قصد عن مصدر الرائحة”.  و يضيف على ذلك: “النتائج تُقِر بأن حاسة الشم مهمة جداً لتحديد الخطر في بيئتنا المحيطة، بل تتفوق على حاستي النظر والسمع فيما يتعلق بردود أفعالنا السريعة تجاه مصدر الخطر”.

تم تمويل الدراسة من قبل مؤسسة كنوت، وأليس، والنبرغ، المعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل الأخرى، ومجلس البحث السويدي

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: هند عادل

مراجعة: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!