crossorigin="anonymous">
24 ديسمبر , 2021
تكشف الدراسة عن وجود علاقة بين لحظات التواصل بالعين ومستويات أعلى من الانغماس في المحادثات.
من المعروف أننا نجري تواصلاً بصرياً بالعين باستمرار حين نتحدث إلى أحد، لكن لماذا نقوم بذلك؟ حين يتحدث شخصان إلى بعضهما، يحدث بينهما تواصلٌ بصري في أوقات ” الانتباه المشترك” عندما يكونان مستغرقين في المحادثة، فيتوسع بؤبؤ عينيهما بالتزامن نتيجةً لذلك.
تقول الباحثة الرئيسة، صوفيا وولتجن، الحاصلة على شهادة في علم النفس والدماغ من كلية دارتموث،« التواصل البصري بالعين أمر قويٌ و مثير للاستغراق»
«حين يجري شخصان محادثةً بينهما، يشير التواصل البصري أن الانتباه المشترك بينهما مرتفع-فهما في حالة عالية من التزامن مع بعضهم بعض. ومع استمرار التواصل البصري يقل التزامن. ونعتقد أن هذا أمر حسن، لأن كثرة المزامنة قد يجعل المحادثة مملة. فالمحادثة الشيقة تتطلب أن تتفق مرةً وأن تقول شيئاً جديداً مرة أخرى. والتواصل البصري قد يكون أحد الطرق التي ننشئ بها مساحةً مشتركة، مع وجود مساحة للأفكار الجديدة».
تقول تهاليا وياتلي، أحد كبار الباحثات ودكتورة علم النفس والدماغ في كلية دارتموث، «في السابق كان يُفترض أن التواصل البصري ينشئ التزامن، لكن نتائجنا تشير أن الأمر ليس بهذه البساطة».
«نحن نتواصل بصريًا حين نكون متزامنين بالفعل، والتواصل البصري يساعد حينها في كسر تلك المزامنة. فقد يعرقل التواصل البصري المزامنة للحظات حتى تحضر الأفكار والخواطر».
وحتى ندرس العلاقة بين التواصل البصري والتزامن بين بؤبؤ العينين في محادثة طبيعية، أحضرنا لمعملنا مجموعات يتكون كل منها من طالبين. يرتديان نظارة تتبع حركة العين ويجلسان بعضهما مقابل بعضاً، وطلبنا من كل اثنين يتحدثا لعشرة دقائق مسجلة صوتاً وصورة. وللمشاركين أن يتحدثوا عما يريدون.
وبهد انتهاء المحادثة، فصل بين كل مشاركين وانتقلا إلى غرف منفصلة، وطُلب منهما أن يشاهدوا المحادثة وأن يقيم درجة انغماسهما فيها.
وعاين فريق البحث كيف زاد التزامن بين بؤبؤ العينين وكيف قل في لحظات التواصل البصري بالعينين. وأظهرت النتائج أن الأشخاص يتواصلون بصرياً حين يكون التزامن في أعلى حالاته. وثم يقل التزامن البؤبؤي على الفور، ولا يعود مرة أخرى إلا بمجرد كسر التواصل البصري. وأوضحت البيانات أيضاً علاقة بين لحظات التواصل البصري وأعلى حالات الانغماس في المحادثة.
وتضيف ويتلي «المحادثة عمل إبداعي يبني فيه المتحدثين قصة مشتركة من أصوات مختلفة. ويبدو أن لحظات التواصل البصري تشير إلى أننا حققنا تفاهمًا مشتركًا ونحتاج إلى المساهمة بصوتنا المستقل».
وتأتي نتائج الفريق متوافقة مع أعمال أخرى قد أوضحت كيف يمكن لكسر التزامن أن يسمح بالإبداع والاستكشاف الفردي.
في المحادثة تلتقي العقول: فهي المكان حيث نتشارك المعلومات، ونظهر الأفكار، وتتشكل فيها المعايير الثقافية، وتقوى فيها الروابط الاجتماعية. وترددها وسهولتها يناقضان تعقيدها.
تنسج كل محادثة سردًا مشتركًا فريدًا من مساهمات العقول، ما يتطلب من الشركاء الانتقال بمرونة والخروج من المواءمة حسب حاجة المحادثة للترابط والتطور. كيف يمكن لعقلين اثنين تحقيق هذا التنسيق هو أمر غير مفهوم.
نحن هنا ندرس هل التواصل بالعين-وهو سمة شائعة للمحادثة-يتنبأ بهذا التنسيق عن طريق قياس تزامن البؤبؤ الثنائي (نتيجة طبيعية للانتباه المشترك) أثناء المحادثة الطبيعية.
نجد أن التواصل البصري يرتبط ارتباطًا إيجابيًا بالتزامن وكذلك معدلات انغماس المتحدثين في المحادثة. وتشير هذه العلاقة إلى أن الاتصال البصري يحدث عندما يكون الاهتمام المشترك مرتفعًا.
علاوةً على ذلك، نتوقع أن التواصل البصري يؤدي دورًا تصحيحيًا في تعطيل الاهتمام المشترك (تقليل التزامن) حسب الحاجة لتسهيل المساهمات المستقلة في المحادثة.
المصدر: https://neurosciencenews.com
ترجمة: عبدالرحمن نصرالدين
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً