صعّق الأعصاب بالموجات فوق الصوتية يُقلل من ضغط الدم المقاوم للأدوية!

صعّق الأعصاب بالموجات فوق الصوتية يُقلل من ضغط الدم المقاوم للأدوية!

3 أغسطس , 2021

ترجم بواسطة:

عهود هادي

دقق بواسطة:

ريم عبد الله

دراسة مقدمة من: Columbia University Irving Medical Center

أَنتَجت نبضات قصيرة من الموجات فوق صوتية -التي تم توصيلها بالأعصاب القريبة من الكلى- انخفاضًا ملحوظًا في ضغط الدم لدى الأشخاض الذين لم يستجب ارتفاع ضغط الدم لديهم لمزيج مختلف من ثلاث أدوية، وذلك وفقًا لدراسة جديدة قادها باحثون من جامعة كولومبيا، كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين (مستشفى نيويورك – بريسبيتيريان).

وقد اعتمدت نتائج الدراسة السريرية على إجراء يُسمى” نزع العصب الكلّوي”، حيث لُوحظ انخفاض ضغط الدم خلال النهار بمقدار 8 نقاط بعد شهرين من إجراء العملية مقارنًة بانخفاض قدره 3 نقاط في المرضى الذين عُولجوا بإجراء وهمي، وسجلت الدراسة انخفاضًا في ضغط الدم الليلي أيضًا بمعدل قدره 8.3 نقاط في المجموعة العلاجية مقابل 1.8 نقطة في المجموعة الوهمية.

وقد ذكر أجاي كيرتين – مساعد الباحث الرئيسي في التجربة و أستاذ الطب في كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا، وطبيب القلب التدخُلي في مركز إيرفينق الطبي في مستشفى نيويورك – بريسبيتيريان، حيث قال: بالنسبة للمرضى الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم المقاوم للأدوية، فإن انخفاض ضغط الدم بمقدار 8 نقاط -إذا تم الحفاظ عليه ومتابعته على مدى بعيد – سيساعد بالتأكيد في تقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وغيرها من المضاعفات القلبية”.

و تشير هذه النتائج إلى أن عملية نزع العصب الكلوي قادرة على أن تصبح إضافة مهمة للعلاج الدوائي – بما في ذلك أولئك الذين يجدون صعوبة في تناول العديد من الأدوية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم لديهم”.

وتم تقديم بيانات هذه التجربة المسماة بـ RADIANCE-HTN TRIO  في 16 من مايو في مؤتمر الكلية الأمريكية لأمراض القلب وتم نشرها في نفس الوقت في مجلة The Lancet.

ولا يزال العلاج تحت التجريب، حيث لم يتم الموافقة على استخدامه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهو متاح فقط من خلال التجارب السريرية. وسيقوم الباحثون بمتابعة المرضى لمدة خمس سنوات لتحديد ما إذا كان انخفاض ضغط الدم سيحافظ على استمراره مع مرور الوقت.

الحاجة إلى علاجات إضافية لخفض ضغط الدم

حوالي ثلثي الأشخاص الذين يتناولون أدوية لخفض ضغط الدم قادرون على السيطرة على وضعهم الطبي، في حين أن البعض الأخر يواجه صعوبة في أخذه بناءًا على التعلميات الموصوفة له أو لبعض الأسباب الجيّنِية قد لا تؤثر عليه الأدوية كما تؤثر على غيره.

و يقول أجاي كيرتين: ” إن هناك مجموعة متنوعة من الأدوية الفعّالة لخفض ضغط الدم، لكن يحتاج الكثير من الأشخاص إلى تناول العديد من الأدوية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والذي بدوره قد يكون له آثار جانبية، بالإضافة إلى أن الكثير من المرضى لا يرغبون في تناول أدوية إضافية ويتأثر إلتزامهم تبعًا لذلك بشكل سلبي”، وأضاف “من الواضح أننا بحاجة إلى أساليب علاجية إضافية أُخرى لمساعدة المرضى على ضبط ضغط الدم لديهم”.

لماذا نزع العصب الكلوي؟

تلعب الكلى دورًا مهمًا في ضغط الدم من خلال التحكم في كمية الماء الموجودة في مجرى الدم (المزيد من الماء = المزيد من الضغط) وتعمل كمركز إشارات مركزي للأنظمة الأخرى التي تنظم ضغط الدم. و إزالة العصب الكلوي هو إجراء جراحي طفيف يستخدم طاقة الموجات فوق الصوتية لتعطيل إشارات الأعصاب ذات النشاط المُفرط في الشرايين الكلوية، ويتم هذا الإجراء عبر قسطرة يتم تمريرها عبر شريان في الساق.

إن استهداف هذه الأعصاب ليست فكرة جديدة في علاج ارتفاع ضغط الدم؛ العديد من الأدوية الموجودة تعمل على تقليل نشاط العصب الكَلَوي وبالتالي تقليل ضغط الدم. وأوضح أجاي كيرتين” أنه على عكس الأدوية التي تختفي فعاليتها بعد فترة من تناولها والتي يجب أخذها يوميًا للمحافظة على استمرار الفعالية، فإن إزالة العصب الكلوي هو علاج ذا فعالية مستمرة ” .

وجدير بالذكر أن الدراسات الأولية على ” نزع العصب الكلوي” كان لها العديد من العيوب بما في ذلك : عدد المشاركين في المجموعة التي ستُستَخدم كمعيار للمقارنة غير كافي، والقياس المتغير لضغط دم المشاركين، والتغيرات المتكررة في أدوية الضغط الأساسية المستخدمة؛ كلها عوامل جَعّلت تفسير النتائج صعبًا.

ماهي آلية عمل الدراسة ؟

في هذه الدراسة، قام الباحثون باختبار سلامة وفعالية الجهاز الذي يُوصل من 2 إلى 3 نبضات قصيرة من الموجات فوق الصوتية للألياف العصبية التي تمُر بالقرب من الشريان الكلوي.

وقد شملت عينة الدراسة البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم الذي يترواح شدته من متوسط إلى شديد و الذين يتناولون ثلاثة أو أكثر من الأدوية الخافضة للضغط، حيث تم وضع جميع المرضى على نفس نظام العلاج المستخدم لارتفاع ضغط الدم. ( ولمساعدة المريض على الإلتزام، تناول المشاركون حبة واحدة تجمع ثلاثة أدوية أساسية تستخدم كثيرًا في علاج ارتفاع ضغط الدم).

ويضيف أجاي كيرتين: ” 80٪ من المرضى في دراستنا استمروا في تناول أدويتهم وفقًا للتوجيهات، وعلى الرغم من أن معدل إلتزام هذا  جيد ، إلا أنه لا يزال يعني أن واحدًا من كل خمسة مرضى لم يكن ملتزمًا بأخذ حبة الدواء هذه”.

وفي نهاية الدراسة، بلغ عدد المرضى الذين مازال ضغط دمهم عالي بعد أربعة أسابيع من النظام الجديد ما يقارب 136 مريضًا ( 69 منهم كانوا ضمن المجموعة التي خضعت للإجراء الجراحي و 67 مريضًا كانوا على إجراء وهمي).

وقد أظهرت الدراسات السابقة التي أجريت على المرضى الذين يعانون من ارتفاع بسيط في ضغط الدم والذين لا يتناولون أي أدوية خافضة للضغط، على أن نزع العصب الكلوي كان أكثر فاعلية من الإجراء الوهمي في خفض ضغط الدم.

و يقول أجاي كيرتين: ” سيكون هناك احتياج لدراسات أكثر؛ لتحديد ما إذا كان هذا الإجراء فعالًا لعينات أُخرى، مثل: المرضى الأكبر سنًا الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى المزمنة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة : عهود هادي بحاري

تويتر: @Drgpo

تدقيق ومراجعة: ريم عبدالله


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!