فوائد إدارة الوقت| سيكون بمقدورك إنجاز القليل، ولكن الفائدة الكبرى تكمن في شعورك حيال ما فعلت

فوائد إدارة الوقت| سيكون بمقدورك إنجاز القليل، ولكن الفائدة الكبرى تكمن في شعورك حيال ما فعلت

15 سبتمبر , 2021

ترجم بواسطة:

سماح الرفاعي

دقق بواسطة:

زينب محمد

بقلم: بولي كامبل

نقاط رئيسية:

– إن إدارة الوقت ستعينك لإنجاز الكثير وتجعلك تشعر برضا أكبر.

– إن الطريقة التي نخطط بها لقضاء وقتنا تؤثر على صحتنا النفسية.

– هناك الكثير من الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لإضافة أنشطة هادفة إلى جدولك.

لقد تلقيت اللقاح. وعاد جدولي لما كان عليه من قبل حافلاً بمزيد من الأنشطة الاجتماعية، ومواعيد العمل النهائية، والمهام الضرورية مثل المواعيد المؤجلة لزيارة الطبيب. وفي الوقت الذي عدت فيه إلى جدول منتظم، أدركت أن أحد الجوانب الإيجابية من فترة الجائحة بالنسبة لي هو أنني لم أكن مشغولة.   

ولقد قضيت وقتاً أكثر مع أسرتي – وقتاً خاصاً بالأسرة فُرض علينا بسبب الظروف، وقد أبلينا بلاء حسناً – وقمت أنا بأداء عملي، وكانت الحياة أكثر هدوءًا من شتى النواحي لأن وقتي لم تمزقه كثرة المتطلبات.

فحتى عندما أضيف أنشطة إلى جدولي بعناية فائقة مثل زيارات العائلة والأصدقاء، لم أعد أرغب في العودة إلى حياتي اليومية المزدحمة بالمهام. وذلك لأنني بدأت مؤخراً بإدارة وقتي بشكل مختلف وأشعر بالرضا حيال  ذلك.

وقد تعلمت خلال فترة الجائحة بأن أحرص على أن أكون بصحة جيدة، وأن أتواصل أكثر، وأن أقلل من ردود أفعالي، وأن أتخفف من الضغوط وذلك عندما أعدت هيكلة وقتي لكي أقوم بأنشطة تعني لي الكثير، كالقراءة، ووجبات العشاء العائلية، والكتابة لأجل متعة الكتابة ذاتها لا لأجل النشر. وعندما تحدثت مع أصدقائي عبر برنامج الزووم أو عبر الهاتف، كانت هذه المكالمات حقيقية وذات معنى بالنسبة لي.

وقد أجرى مجموعة من الباحثين من جامعة كونكورديا في مونتريال تحليلاً وجدوا من خلاله أن إدارة الوقت تُحسّن من إنتاجيتنا بشكل معتدل، وإن الفائدة الحقيقية تكمن في الراحة النفسية التي نجدها جراء ذلك.

إعادة هيكلة الوقت هي وسيلتنا للشعور برضا أكبر

عندما نقوم بإعادة هيكلة الوقت، فإننا نميل إلى بناء الأنشطة التي تسهم إسهاماً كبيراً لتحقيق حياة مُرضية. وهذا لا يعني أن الأمر سيكون سهلاً أو أن يمر دون أن تشعر به. إضافة إلى ذلك، عليك أن تعي أن عيش حياة هادفة لا تعني أنها ستكون بالضرورة حياة سعيدة – فأنا امرأة أعيش مرحلة ما قبل سن اليأس وقضيت فترة الحجر الصحي مع ابنتي المراهقة، لذا نعم، أن تكون اللحظة التي تعيشها ذات معنى لا تستلزم أن تكون لحظة سعيدة. فسواء كانت هناك لحظة صراع أو صفاء، فقد شعرتُ بالرضا والأمان لدى معرفتي أنني في المكان الذي أردت التواجد فيه في فترة الجائحة وذلك في منزلي ومع أسرتي. وهذا ما ساعدني في مواجهة التحديات للعثور على بعضٍ من السلام.

قام الباحثون بتقييم النتائج المكونة من 158 دراسة وورقة والتي يدور موضوعها حول تقييم ممارسات إدارة الوقت لـ 50,000 شخصاً تم تسجيلهم على مدى 30 سنة، ووجدوا أن 72% يشعرون برضا كبير نحو حياتهم عندما كانوا يستطيعون إعادة هيكلة وإدارة أوقاتهم.

ويقول الباحث الرئيسي لتلك الدراسة براد إيون: ” تساعد إدارة الوقت الناس على أن يشعروا بشعور بأفضل تجاه حياتهم، لأنها تساعدهم على جدولة مهامهم اليومية طبقاً لقيمهم ومعتقداتهم وبالتالي تمنحهم شعوراً بتحقيق الذات”.

وعلاوةً على ما سبق، يمكن لاستراتيجيات إدارة الوقت أن تخفف من القلق والضغط. فعندما نشعر وكأنه لدينا حسٍ عالٍ بالتحكم والاستقلالية في حياتنا، سنشعر حينها بضغط أقل. وبالطبع، لا يزال على الكثير منا أن ينجز عمله، وعلينا أن ندرك أن هناك الكثير مما لا يمكن أن نتحكم به بخصوص هذا العمل إن كنا نريد الحفاظ على وظائفنا. لكن هناك طرق لإعادة هيكلة أوقاتنا لكي تجعلنا نشعر بشعور أفضل حتى حيال الالتزامات.

كيف يمكننا أن نحقق هذا حتى في ظل تدخل ما يسمى بالحياة الطبيعية في جدول مهامنا؟

1- قم بعمل قائمة طويلة وقائمة قصيرة

أنا أفضل كتابة قائمة المهام. وكنت معتادة على أن أقوم بكتابة كل شيء فيها لليوم الجديد. أما الآن فلا. لأن جدولي اليومي يبدأ بثلاثة أشياء أساسية وهي: ما يجب القيام به. في البداية، كان من الصعب تقليص المهام الموجودة في القائمة، ولكن مع التدريب ستكتشف ما خلصت إليه، وهو أن معظم المهام ليست أساسية، ويمكن القيام بها في أوقات أخرى أو تركها إطلاقاً. لذا قم بكتابة المهام الأساسية ثم اكتب كل ما يخطر ببالك عن القائمة الرئيسية مما تخفيه بين كومة الأوراق. وهذا سوف يريح عقلك لأنك لن تقلق بشأن نسيان ما تريد إنجازه، كما أنه لن يحبسك في دوامة مستمرة من المشاغل. ومن ثم قم بإخراجها وقتما تريد أن تضيف مهاماً أساسية للغد، أو في وقت فراغك وذلك فقط في حال إتمامك للمهام الثلاث الرئيسية.

2- قم بتسجيل اللحظات اليومية التي تحمل معنى في جدولك

ستكون بصحة أفضل، وأكثر سعادة، وأقل توتراً عندما تقوم بفعل أشياء تتوافق مع قيمك. فأنا قمت بتسجيل التمارين الرياضية في جدولي اليومي للتأكد من ممارستها، وأيضاً أضفت أي أعمال منزلية أريد القيام بها. وغالباً ما ستكون الأعمال الروتينية والعادات الصحية من المهام الأساسية الموجودة في قائمتي. وإنني لأتمهل قليلاً لكي يكون هناك توازن بين مهامي اليومية. وفي يوم ما قد أقوم بإضافة مباراة غولف مع زوجي. وفي يوم آخر أنعم بالقراءة الهادئة لبعض من الوقت، أو وقتاً آخر أمضيه في رفقة أحد أو مشاهدة حلقات برنامج تلفزيوني بشكل متتالٍ. ولا يعد ما يسمى بوقت الفراغ شيئاً عبثياً. بل هو ما يجعلني أستعيد طاقتي. وعندما تقوم بإعادة هيكلة وقتك لإضافة مهام ذات قيمة ومتعة بالنسبة لك ستشعر بالرضا والإنجاز وسيزيد ذلك من دافعيتك للمهام الأخرى.  

3- قم بالتخطيط الجيد لوقتك لكي تتواجد في المنزل أو في مكان آخر مريحاً بالنسبة لك

أحب المكوث في المنزل وأقدر وجبات العشاء العائلية، لذلك أخطط لوقتي جيداً حتى أتواجد في المنزل ولا أحب الخروج ليلتين متتاليتين. ومن هنا، أنصحك بأن تحاول العثور على مساحتك الخاصة، سواء كانت طريقاً في الغابة، أو كرسياً في فناء منزلك الخلفي، أو مساحة هادئة داخل المنزل، واقضِ بضع دقائق كل يوم هناك في عزلة، وأضف ذلك إلى جدولك.

4- أعد صياغة اللحظات المملة

في هذه النقطة، سيتبقى لديك المهام التي تحتاج إلى إتمامها فقط والتي تبعث على شيء من الملل، ولكن يمكننا أن نعيد صياغتها لنشعر حيالها بالمتعة. فإن كنت تقدر التعلم والنمو، استغل وقت خروجك للاستماع إلى كتاب صوتي أو تدوين صوتي. وإن كان إعداد الفواتير ودفعها يرهق كاهلك، فعليك أن تدرك قيمة بناء عمل تجاري مستدام وأسرة. هل يساورك شعور بأنك لا تحب وظيفتك؟ إذن، استغل وقت راحتك لفعل شيء تقدره مثلاً: ارسم أو اكتب أو ابتكر شيئاً  أو تنزه خارج منزلك أو مارس الرياضة.

5- وفي نهاية يومك، اكتب ملاحظات عن يوم الغد

 احفظ ما عليك القيام به من مهامك الأساسية في ذهنك والتي تدور حول كيفية الاستفادة من أوقات الراحة، والأشياء التي تريد القيام بها لأنها تجلب لك المتعة وتشعرك بالرضا. ومن ثم، اكتب شيئاً تتطلع إليه في اليوم التالي، وأمعن النظر في ذلك لوهلة، لتدرك أن هذا النوع من التخطيط للمستقبل لا يساعدك فقط على تحقيق التفوق في جدولك، بل يزرع فيك التفاؤل والذي كثيراً ما يوجهنا لفعل ما يعنينا  وما يحسن حياتنا وما يشعرنا أيضاً بشعور رائع.

عندما نعيد هيكلة وقتنا وندرس بتروٍ كيفية استغلال هذه الإمكانيات المحدودة، سنقوم بإنجاز المزيد من المهام. ولكن المردود الأكبر هو الشعور الإيجابي تجاه ما نفعله.     

ليس علينا أن نكون منهمكين في العمل أو في حالة ذعر، بل نستطيع أن نكون واثقين ومنسجمين ونشعر بالإثارة لما هو قادم في مستقبل الأيام. وعندما تقوم بإعادة هيكلة وقتك ليشمل الأشياء التي تقدرها ستعزز من صحتك النفسية دون أن تصبح أكثر انشغالاً.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: سماح عيد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!