حررته: كيلي فريلير

إن جوهر البقاء والمسايرة في مجال الراديو هو السعي باستمرار لإيجاد طرق للتواصل مع المجتمعات المحلية، ولهذا السبب فإن رواد مجال الراديو يطبقون تقنيات استراتيجية وينخرطون في جهودٍ جديدة. إذًا ماذا تتوقع من الراديو في المستقبل؟ الإبداع أو التواصل أو أن يبقى ذا أهمية.

لماذا الراديو مهم؟

ونظرًا إلى طبيعة عمل الراديو فإننا نرتبط ارتباطًا عضويًا مع المجتمعات التي تستمع لنا، وتلك الطبيعة تتجاوز المسجل بل غالبًا ما تستخدم لترويج الجمعيات الخيرية المحلية وتهدئة العائلات بعد ليلة عصيبة وتوعية المواطنين المشغولين بالأخبار المهمة. ولكن مع الخلل الذي تسببت به وسائط الإعلام الرقمية، هل ما زال الراديو مهمًا؟ يمكن إجابة هذا السؤال ببساطة؛ نعم، فإن مستقبل الراديو يبدو مشرقًا.

تدهور تغطية وأهمية الوسائط “التقليدية” بسبب الاختلال التي تسببت به وسائط الإعلام الرقمية من أكبر المفاهيم الخاطئة بشأن التقنية. ولكن الحقيقة هي أن تطبيقات الهاتف وتطبيق مهارات ألكسا ووسائل التواصل الاجتماعية توسعت تغطيتها وأصبح لديها فرصة أكبر للتفاعل حتى مع الوسائط “التقليدية”.

التواصل اليومي

أعطتنا التقنية فرصة للبقاء مترابطين مع مجتمعنا خلال اليوم. وفي المنزل اختفى الراديو التقليدي على مر الزمن ولكن السماعات الذكية أحيت الاستماع في المنزل.

وجدت جاكوبس ميديا أن الارتباط بمحطات أيه أم\أف أم كان أكثر استخداماً للسماعات الذكية.

طلب 25% من مستخدمي السماعات الذكية الاستماع إلى الموسيقى عبر محطات الراديو واستخدم 15% منهم السماعات الذكية للإستماع إلى الأخبار أو المحادثات من محطات أيه أم\أف أم.

عزز اضطراب التقنية ارتباط الراديو مع مستمعيه ومجتمعه، والآن فإن تغطية الأخبار المحلية تتعدى مستمعين محطات أخبار أيه أم. وبالإضافة إلى ذلك فإن أكثر من  40% من الأمريكيين يعرفون الأخبار من الفيسبوك، ولذلك فإنه باستخدام وسائل التواصل الإجتماعي استطاع موقعنا وتطبيقات الهاتف إيصال الأخبار المحلية إلى جمهور أكبر من أي وقت مضى.

تأثير الراديو على المجتمع

منذ البداية مفهوم الراديو كان له تأثير عميق على المجتمع. إذ أنه الأداة التي جلبت ولا تزال تنقل الموسيقى من ثقافة إلى أخرى، مما خلق فضولًا للتنوع وأعطى فرصًا للعديد من الفنانين الأقل حظًا. لطالما كان للراديو جذور مجتمعية منها إعطاء الخبرات أو تقديم المساعدة المالية أو تثقيف المستمعين حول ما يجري في العالم من حولهم. التواصل ودعم المجتمع الذي يوفره الراديو مذهل ومتسق، على الرغم من أن طريقة عمل الراديو تتغير باستمرار.

تأثير الموسيقى على الثقافة الأمريكية

يعني الراديو الكثير  للعديد من الناس، وهذا إلى حد كبير بسبب الموسيقى التي يقدمها.

أصبحت الموسيقى محورية في الثقافة الأمريكية لقد وحدت العديد من المجتمعات وساعدت المجتمع ككل على التعبير عن أنفسهم. فكر في الحفلة الأخيرة التي حضرتها، أنا على استعداد للمراهنة على وجود صوت الموسيقى الجميل في الخلفية، أو ربما كان التركيز الرئيسي في الحفلة، أصبحت الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من التعبير عن الاحتفال في الثقافة الأمريكية.

لا يمكن إنكار أن الموسيقى يمكن أن تثير العديد من المشاعر، وبصفتنا بشر تتأثر أفعالنا إلى حد كبير بما نشعر به. تؤثر الموسيقى على أفعالنا بشكل يومي. طوال فترة التحول التي مرت بها الموسيقى، عملت باستمرار على ضبط الحالة المزاجية وتسلية مجموعات كبيرة من الناس وإنشاء عدد كبير من المهن. تسمح الموسيقى للناس بالترابط، وبشكل عام خلقت تحولات أخلاقية ومعنوية في الثقافة الأمريكية. انتشرت الموسيقى لدرجة أنها تستخدم كعلاج للمرضى الذين يعانون من اضطرابات الذاكرة مثل مرض الزهايمر أو الخرف.

وهذا سبب آخر لأهمية الراديو.

الراديو والإبداع

يعد الابتكار جزء من ثقافتنا وجزء لا يتجزأ من كيفية تأثير الصناعة على المجتمع. قد يعني الابتكار عملية جديدة لإصدار التذاكر في جولات مصنع الجعة أو قد تكون استراتيجية جديدة على تيك توك بعد أن يتعلم المستمعون والموظفون من أطفالهم ما هو تيك توك (ثم يدركون أنه يأخذ وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق إلى مستويات جديدة). عادةً ما يؤدي القيام بهذه المهام إلى تحسين المجتمع من خلال تسهيل وصول أي شخص إلى المعلومات المهمة.

عند تقرير كيفية تحديد أولويات مبادرات الابتكار يتعين علينا استخدام المرشحات، إحدى عوامل التصفية الشائعة هو تحديد ما إذا كان يمكننا تنشيط شغفنا: خدمة مجتمعنا والتواصل معه والاحتفال به، ويكون تأثير الراديو أكثر وضوحًا في المجتمعات. هذا هو الراديو. نحن نهتم حقًا بمجتمعاتنا ويسمح لنا الابتكار بخدمتهم بشكل أفضل. كيف نواصل النمو ونبني التواصل في مجتمعنا؟ عبر تطبيقات الموبايل.

تطبيقات بث الراديو + الإستماع المباشر

ما زال الإستماع المباشر ينمو في كل فئة عمرية.

نشرت ذا إنفنت دايل (The Infinite Dial) دراسة أوضحت فيها زيادة مستمرة لأعداد الأشخاص الذين يستمعون إلى الصوتيات المباشرة أسبوعيًا من 17% في عام 2009 إلى 60% في عام 2019.

تستمر أوقات استخدام الهاتف بالإزدياد ويقضى معظم ذلك الوقت باستخدام التطبيقات عوضًا عن المتصفح ولذلك فإن ابتكار تطبيق يسمح للأشخاص بتعدد المهام أثناء الاستماع أو يرسل لهم تنبيهات للرجوع إلى التطبيق وإبقائهم منشغلين وذلك هو جوهر النمو المستمر.

وعند استخدامنا للتطبيقات فإن المستمع الذي في طريقه إلى عمله بإمكانه الإستماع إلى مباراة بطولة الولاية لكرة القدم التي عقدت في مسقط رأسه، عن طريق الإتصال ببث إذاعتنا في تطبيق الهاتف.

وعندما تحدث الأخبار العاجلة أو الإغلاقات والتأخيرات في شهور الشتاء، فإنه يمكننا أن نرسل تنبيهات لنضمن أن مجتمعنا يعرف ما يحصل من حوله.

 وإذا كان الشخص يعمل في مكان لا يمكنه الوصول إلى الراديو أثناء اليوم، بإمكانه البقاء على تواصل بعد طريقه الصباحي عن طريق التحقق من منشورات وسائل التواصل الإجتماعي وتحديثات الأخبار المحلية في تطبيق الهاتف أثناء استراحته أو أثناء تناوله الغداء أو ربما يستمع إلى بث مباشر لمحطة محلية عن طريق تطبيقهم.

حتى عند عدم وجود “إشارة بث” تقليدية فإنه ما زال بإمكان المستمعين التفاعل مع محطات الراديو المحلية.

سيكون استمرار رحلة استخدام تطبيقات الأجهزة المحمولة لتوزيع المحتوى ذا تأثير كبير ويمكن أن يقلل الانقسام المعرفي بين المجتمعات المختلفة.

إمكانيات التطبيقات

لا تعد تطبيقات الأجهزة المحمولة أخبار جيدة للمستمعين فقط؛ بل سيستفيد شركاء الراديو أيضًا.

في إذاعة لايتون (Leighton)، لدينا حاليًا رعاة داخل التطبيق لمنح العملاء فرصة لتوسيع علامتهم التجارية. سوف يستمع العديد من مستخدمي التطبيق / البث الأكثر نشاطًا إلى الإعلانات التجارية للعميل ويرون الآن شعار هذا العميل باعتباره راعينا للأخبار المحلية أو الطقس.

يسمح الرعاة الرقميين على التطبيقات ومشغلات البث للعلامات التجارية بوضع تأثيرها على جمهورنا في كل من التواجد الصوتي والمرئي عبر الأنظمة الأساسية، لدينا فرص على منصاتنا الرقمية لبناء محتوى جذاب؛ مثل اختبار”أي نوع جعة أنت؟”. يمكن للعلامات التجارية رعاية مسابقات جذابة تسعد الجمهور وتمنحهم فرصة للفوز بجائزة، إنها طريقة ممتعة لتعزيز الارتباط الإيجابي بالعلامة التجارية والتفاعل.

لا تتطلب أي من هذه الأمثلة أن يكون المعلن فعليًا على موجات البث لمحطة راديو، وهذا يفتح الباب أمام المحطات المحلية للوصول إلى المعلنين الذين تتجاوز منطقة خدمتهم مدى وصول الإشارة الأرضية.

ينشئ المحتوى التفاعلي عمومًا مشاركة أكبر من المحتوى غير التفاعلي، لذا فإن التعاون بين دعمنا على الهواء وتطبيقات الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة والعميل يخلق فرصة لتوسيع العلامة التجارية والإلمام بها وتوليد العملاء المحتملين.

راديو الإنترنت في السيارات

أنشئت تقنية رقمية أخرى “للمقاطعة” وهي القدرة على تخصيص تجربة الاستماع إلى الراديو في السيارة، وضعت تطبيقات الهاتف لمسة إيجابية على الاستماع إلى الراديو أثناء التنقل. الآن أكثر من أي وقت مضى، يبث الأمريكيون الراديو عبر خدمات الإنترنت مثل باندورا(Pandora)، خاصةً أثناء السير على الطريق، أصبح هذا ممكنًا باستخدام الإنترنت وبيانات الجوال. بالنظر إلى الاتجاه السائد في الاستخدام، فمن المرجح أن يستمر في كونه وسيلة مهمة لمجال الراديو.

وفقًا لدراسة قامت بها شركة نيلسن( Nielsen)، يصل الراديو إلى عدد أكبر من الأمريكيين أكثر من أي منصة أخرى، وفي أكثر الأحيان يكون ذلك في السيارة. هذا يؤكد فقط ما ذكرناه عدة مرات – إن الوصول إلى الفئة المستهدفة أثناء القيادة أمر مؤثر للغاية. يُنظر إلى الاستخدام المتزايد لراديو الإنترنت في السيارات على أنه تهديد للراديو “التقليدي”، ولكنه في الواقع أمرٌ مثير للغاية لمحطات الراديو والشركاء على حد سواء.

مع ظهور أبل كار بلاي( Apple Car Play) وأندرويد أوتو( Android Auto)، يمكن للمستمعين توصيل هواتفهم بالمركبات المدعومة واستخدام هذه التطبيقات لبث محطة راديو محلية عبر نظام الصوت في السيارة، حتى إذا كانت المحطة في الجانب الأخر من البلاد يمكن لهذا الشخص البقاء على اتصال بالمنزل.

تستخدم العديد من أنظمة الاستماع الموجودة في السيارات الجديدة تطبيقات الراديو لتشغيل المحتوى حتى بدون توصيل الهاتف المحمول. وأعتقد أنه في المستقبل القريب يجب الاستفادة من هذا التغيير، من المحتمل أن نبدأ في تركيز المزيد من الجهد على التطبيقات. مع وضع هذا التحول في الاعتبار، سيتمكن الزملاء في هذه الصناعة من المُضي قدمًا وتركيز جهودهم حقًا على تبسيط تجربة المستخدم، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح.

إذًا، ما هو مستقبل الراديو؟

هناك العديد من الفرص التي ستسمح للراديو بالتقدم بكامل قوته، فإن مستقبل الراديو يبدو أكثر إشراقًا مما يعتقده الأغلب، إذا كنت تعمل في مجال الراديو، فاحرص على الانتباه إلى التغييرات في استخدام الهاتف المحمول وراقب كيف يستمع جمهورك، ثم ابحث عن الطريقة التي تناسب الراديو.

نشهد حاليًا زيادة في الاتصال في حياة الأمريكيين، من مكبرات الصوت الذكية والسيارات الذكية إلى الهواتف المحمولة، يتوق جمهورنا إلى الراحة والاتصال. كيف يمكننا التكيف مع ذلك؟ من خلال التواصل مع جماهيرنا أينما وكيف كانوا.

نحن نرى التطبيقات كفرصة لتعزيز قدرتنا على تمييز أنفسنا وتعزيز نمو شركائنا المحليين، إن القدرة على امتلاك تطبيق محلي وسريع الاستجابة ويمكن الوصول إليه بسهولة ذلك هو مستقبل التسويق. نحن متحمسون لنرى كيف ستسير الأمور.

المصدر: https://blog.leightonbroadcasting.com

ترجمة: رهف الفرج

تويتر: @rahafalfaraj_

مراجعة وتدقيق: زينب محمد