تأثير الإجهاد على نمط معيشة الفرد| يمكن لبيئة المدرسة أن تجعل الأمر أسوأ

تأثير الإجهاد على نمط معيشة الفرد| يمكن لبيئة المدرسة أن تجعل الأمر أسوأ

20 مارس , 2021

ترجم بواسطة:

أشواق التميمي

دقق بواسطة:

ثريا البرقان

إن المدرسة مرهقة بحد ذاتها ويجب على الطلاب أيضاً التعامل مع المشاكل العاطفية التي تحدث مع أغلب طلّاب المدارس والتي تنشأ من العلاقات العاطفية بين الصبيان والفتيات. بالإضافة إلى المشاكل العائلية التي تحدث والتي يجب على الطالب التعامل معها. يمرّ الطلاب أيضًا بمخاوف حول ظاهرة التنمر التي من الممكن أن يتعرض لها الطالب ومحاولات مستميتة لنيل شعبية كبيرة داخل نطاق المدرسة ومخاوف عميقة بشأن مستقبلهم.

يملك طلّاب الجامعات عدد هائل من التعديلات التي يجب عليهم اجراؤها والتي تدور حول المرحلة الانتقالية من مغادرة المنزل والبيئة المنعزلة التي اعتادوا عليها في المرحلة الثانوية. أما بالنسبة للبالغين الذين عادوا للالتحاق بالمدرسة، فعليهم تحمّل تكاليف الرسوم المدرسية بالإضافة إلى إيجاد الوقت الكافي للأسرة والعمل.

تتعامل جوانب أسلوب المعيشة  مع الإجهاد والتمارين الرياضية والنوم والتي غالبًا لها أكبر تأثير مباشر على التعلم، حيث ينطوي التعلم في مرحلة ما على الإجهاد. فيمكن أن يكون الإجهاد الحاد الذي يعزّز مادة الأدرينالين في جسد الإنسان شيئًا جيدًا لقدرته على تعزيز الانتباه المركّز. ومع ذلك، فإن الإجهاد المُزمن يُضعف التعلّم. فعندما يكافح الطلاب من أجل التحسن ينتج عن ذلك إجهاد مزمن ويخلق حلقة مفرغة يضعف فيها الإجهاد أداء الطالب، مما ينتج عنه المزيد من الضغط على الطالب.

لقد عرف العلماء لمدة طويلة عن مدى الضرر الذي يُحدثه إجهاد عقلك. يبدو أن العقل يصبح  أكثر ضعفًا في فترة المراهقة، لا يقتصر الامر على استمرار بناء عقل المراهق بل وأيضاً يُعاد بناءه في سنوات المراهقة.

أظهرت دراسات التصوير البشرية أن القشرة الدماغية تتقلص خلال فترة المراهقة. وجد الباحثون في دراسة حديثة أُجريت على مراهقين أن القشرة تتقلص في كل من الذكور والإناث، وأظهرت الدراسة أن هناك فقدان للخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي البطني، وهو الجزء من الدماغ الذي يستخدمه البشر لاتخاذ قرارات عقلانية، حيث لوحظ أن الاناث أكثر ضرراً من الذكور في هذا الجزء من الدماغ.

لم يُكتشف سبب فقدان أنسجة المخ حتى الآن، لكننا قد نكون قادرين على تفسير ذلك من خلال النظر في الضغوطات التي يعاني منها المراهقون والذين يتحملون بشكل دائم أنواع التنمر الذي يتعرضون إليه. تظهر العديد من الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن الإجهاد يُضعف وظائف المخ والذاكرة، فحتى حالة تنمر واحدة يمكن أن تكون ضارة.

وُجِدت بعض النتائج المماثلة في دراسات متعددة على البشر. ففيما يلي مثال حقيقي على ضعف الذاكرة المتأثرة بالتوتر والذي يكون سببه التنمر البشري في المدارس والذي قد يدركه القليلون. تضمنت الدراسة على اختبار لعدد من الرجال الأصحاء من أجل اختبارهم في قدرتهم على تذكر عدة قوائم والتي تشمل على 10 كلمات إيجابية و10 كلمات محايدة و10 كلمات سلبية، حيث تم منح الرجال دقيقتان لمعرفة القوائم ليتم اختبارهم بعدها على الفور. تعرضوا جميعًا بعد ثلاثين دقيقة من الاختبار لضغط نفسي اجتماعي والذي تضمن مقابلة عمل وهمية والعدّ تنازليًا أمام القضاة.  ألقت مجموعات المقارنة خطابًا مدته خمس دقائق وقامت بنفس العدّ التنازلي، ولكن ليس أمام القضاة. ففي اليوم التالي، اُختبر الأشخاص مرة أخرى في استدعاء متأخر وذلك بعد 10 دقائق من حقنهم مادة الكورتيزول، حيث أُجريت اختبارات نفسية أخرى وقياس كمية الكورتيزول في اللعاب في عدة نقاط رئيسية.

أشارت النتائج بوجود كمية مرتفعة من مادة الكورتيزول لدى المجموعة المُجهدة على الرغم من أن الإجهاد كان خفيفًا. فالدماغ آنذاك أعاق عملية التذكر لكل من الكلمات السلبية والإيجابية المثيرة عاطفيًا ولكن لم يكن هناك تأثير على الكلمات المحايدة. لا يمكن أن تُنسب هذه التأثيرات إلى تشتت الانتباه أو خلل في الذاكرة العاملة والتي أظهرت اختبارات الذاكرة أنها لم تتأثر بالتوتر. وقد أدّى تقديم إشارات لعملية التذكر إلى القضاء على علامات تأثير التوتر على الكلمات المشحونة عاطفيًا.

تظهر هذه الدراسة أن استدعاء المعلومات المشحونة عاطفيًا يمكن أن يضعف في ظل ظروف الإجهاد. تخيل حجم التأثير الضار الذي يحدثه التوتر في المواقف التي يوجد فيها ضغط حقيقي كما هو الحال في مشاهدة حوادث السيارات أو الجرائم أو المواقف الخطيرة التي قد يكون فيها تذكر ما حدث أمر في غاية الأهمية. تتوافق دراسات أخرى مثل هذه الدراسة مع العديد من الملاحظات الواقعية مع روايات شهود العيان حيث قد يكون ما يتم تذكره خاطئًا.

تأتي أكثر ضغوطات الطلاب من الاختبارات، حيث يتسبب “القلق من الاختبار” في تشتت الطلاب وعادة ما يفشلون في تذكر المعلومات التي متأكدين بمعرفتها ولكن لا يستطيعون ذلك في ظل ظروف الاختبار المُجهدة.

أظهرت عدة دراسات أن درجات الاختبار ترتفع إذا سُمح للطلاب القلقين بالكتابة عن مخاوفهم من الاختبار لمدة 10 دقائق قبل الاختبار مباشرة، كما أنه من الممكن أيضاً تدوين سمات حل المشكلات بنجاح قبل الاختبار بشكل مباشر.

السؤال هو، لماذا تخفف هذه الكتابة من قلق الاختبار؟

أظهرت إحدى الدراسات أن تدوين هذه المخاوف زادت من فعالية الطلاب في الاختبار. أي أن الطلاب الذين كانوا قلقين، كانوا يشعرون بالتشتت بسبب قلقهم ولم يصبوا كامل تركيزهم في حل الاختبار.

الالتزام بهذا النوع من الكتابة قبل الاختبار قد يكون مفيدًا فقط للطلاب الذين يعانون من قلق الاختبارات، فالطلاب الآخرين لا يحتاجون إلى تطبيق هذه الاستراتيجية لاحتمالية وجود نسبة من التشتت والذي يؤدي إلى ضعف في اداء الاختبار. فأفضل طريقة للتعامل مع التوتر في الاختبارات هي: 1) معرفة وفهم للمواد التي يتم اختبارها. 2) تعزيز وتطوير الثقة بالنفس من خلال سلسلة من الاختبارات الناجحة. فإذا كنت حقًا تعرف مستواك وتؤمن بقدراتك كطالب، فلا يوجد مبرر للقلق من الاختبار.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: أشواق التميمي

تويتر: AshwaqTamimi_

مراجعة: ثريا البرقان


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!