crossorigin="anonymous">
14 فبراير , 2021
النشاط البدني يجعل الإنسان سعيداً وله أهمية في المحافظة على الصحة النفسية. وقد درس الباحثون بمعهد كارلسروه للتكنولوجيا (KIT) وبالمعهد المركزي للصحة النفسية (CIMH) في مدينة مانهايم Mannheiمناطق في الدماغ تؤدي دوراً رئيسياً في هذه العملية. تكشف نتائج هذه الدراسة أنه حتى عند القيام بالأنشطة اليومية كصعود الدرج مثلاً فإنها تعمل على تحسين الصحة النفسية بشكل ملحوظ وخاصة بالنسبة للأشخاص المعرضين للاضطرابات النفسية. ونُشرت هذه الدراسة في مجلة تقدم العلوم Science Advances..
تساعد ممارسة التمارين الرياضية في رفع مستوى السلامة البدنية والنفسية. إلا أنه لم يتسنى حتى الآن دراسة تأثير الأنشطة اليومية بشكل فعال على الصحة النفسية للإنسان ومن هذه الأنشطة صعود الدرج أو المشي أو الذهاب سيراً على الأقدام إلى محطة قطار الشوارع بدلاً من قيادة السيارة. وعلى سبيل المثال، لم يتضح بعد أي تركيبة من تراكيب الدماغ هي المسؤولة عن ذلك.
وفي الوقت الراهن، قام فريق مكون من المعهد المركزي للصحة النفسية (CIMH) بمدينة مانهايم ومعهد (KIT) للألعاب الرياضية وعلوم الرياضة والفريق المعني بعلم المعلومات الجغرافية وأبحاث الجيومعلوماتية بجامعة هايدلبرج Heidelberg Universityبدراسة الأنشطة اليومية التي تأخذ الحيز الأكبر من وقتنا المخصص للتمارين الرياضية. ويقول الكتّاب الأوائل لهذه الدراسة: ” إن صعود الدرج بشكل يومي قد يساعدنا بالشعور باليقظة ويجعلنا مفعمين بالطاقة وهذا ما يعزز شعور السعادة لدينا.” وهؤلاء الكتّاب هم الدكتور ماركوس رايشرت Dr. Markus Reichert المسؤول عن إجراء البحوث بالمعهد المركزي للصحة النفسية (CIMH) ومعهد (KIT) والدكتور أورس براون Dr. Urs Braunرئيس مجموعة أبحاث الأنظمة المعقدة بعيادة الطب والعلاج النفسي بالمعهد المركزي للصحة النفسية (CIMH).
تكتسي نتائج البحث أهمية خاصة إزاء الوضع الحالي للقيود التي فرضت بسبب جائحة كورونا ودخول فصل الشتاء. وتقول الأستاذة هايك توست Heike Tost رئيسة مجموعة أبحاث أنظمة العلوم العصبية للطب النفسي بعيادة الطب والعلاج النفسي: ” نواجه حالياً قيوداً صارمة للحياة العامة وللتواصل الاجتماعي والتي قد تؤثر سلباً على الراحة النفسية.” وتضيف: ” قم بممارسة صعود الدرج مراراً فقد يساعدك هذا على أن تشعر بحال أفضل”.
يقول الأستاذ أولريش إبنر Ulrich Ebner-Priemerرئيس مجموعة أبحاث أساليب الصحة عبر الهاتف للطب النفسي، ونائب رئيس (IfSS)، ورئيس مختبر الصحة النفسية عبر الهاتف التابع لمعهد (KIT): ” لقد جمعنا مؤخراً بين أساليب بحثية مختلفة متعلقة بالحياة اليومية وبالمختبر لغرض إجراء دراساتنا”. وكان التقييم المتنقل أحد الأساليب المستخدمة وذلك بالاستعانة بأجهزة استشعار الحركة واستطلاعات الرأي عبر الهواتف الذكية حول الصحة النفسية التي أظهرتها بيانات الموقع الجغرافي بمجرد تحرك الأشخاص الخاضعين للاختبار.
وقد خضع 67 شخص للتقييمات المتنقلة لتحديد تأثير الأنشطة اليومية على شعور اليقظة لمدة 7 أيام ومن ثم اتضح أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا أكثر تيقظاً ونشاطاً بعد ممارسة هذه الأنشطة مباشرةً. وهكذا ثبت أن اليقظة والنشاط عنصران مهمان للسعادة والصحة النفسية للمشاركين.
لقد جُمعت هذه التحليلات مع التصوير المقطعي بالرنين المغناطيسي بالمعهد المركزي للصحة النفسية (CIMH) لمجموعة أخرى مكونة من 83 شخصاً، حيث قِيس حجم المادة الرمادية الموجودة في الدماغ لاكتشاف المناطق المسؤولة عن الأعمال اليومية، وقد تبين أن القشرة الحزامية الأمامية الواقعة أسفل الرُكبة – وهي قسم من القشرة الدماغية – مهمة لعملية التفاعل بين الأنشطة اليومية والصحة النفسية والعاطفية.
وفي هذه المنطقة من الدماغ بالتحديد يجري تنظيم المشاعر والمقاومة للاضطرابات النفسية وقد حدد الكتّاب هذه المنطقة من الدماغ على أنها منطقة الارتباط العصبي الحاسم والتي تعمل كحلقة وصل في العلاقة بين النشاط البدني والطاقة الذاتية. وتعلق هايك توست Heike Tost حول هذا الأمر: ” إن الأشخاص الذين لديهم كمية أقل من المادة الرمادية في هذه المنطقة من الدماغ وأكثر عرضة لخطر الإصابة بالاضطرابات النفسية ويشعرون بنشاط أقل حين عدم ممارستهم أي نشاط بدني.” كما تقول:” ولكن بعد ممارسة أي نشاط يومي يشعرون أنهم مفعمين بالطاقة بشكل أكبر مقارنة بالأشخاص الذين لديهم كمية أكبر من المادة الرمادية في الدماغ.”
يلخص لنا مدير المعهد المركزي للصحة النفسية (CIMH) والمدير الطبي لعيادة الطب والعلاج النفسي الأستاذ أندرياس ماير ليندنبرج Andreas Meyer-Lindenberg رؤيته حول هذا الموضوع في قوله: ” تشير النتائج بأن النشاط البدني في الحياة اليومية يعود بالفائدة على صحة الإنسان النفسية، لاسيما الأشخاص المعرضين للاضطرابات النفسية”.
وفي المستقبل، قد تستخدم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في تطبيق للهواتف الذكية مما سيشجع المستخدمين ليصبحوا نشيطين ويحسنوا من صحتهم النفسية في حال انخفاض نشاطهم. ويقول أورس براون Urs Braun معلقاً: ” وتبقى المسألة تحت الدراسة وذلك حول ما إذا كانت الأنشطة اليومية قد تغير من الصحة النفسية وحجم المادة الرمادية في الدماغ وكيف يمكن لهذه النتائج أن تساعد في الوقاية من الاضطرابات النفسية ومعالجتها”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: سماح عيد
مراجعة: عائشة السويركي
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً