5 فبراير , 2021
يتناول المقال العلاقة بين الانقطاع في العمل بشكل متكرر والضغوط النفسية ليتضح من خلال الدراسات التي قام بها مجموعة من الباحثين أن الانقطاعات خلال العمل تسبب زيادة في الضغوط النفسية. وهذا ماتم قياسه من خلال ارتفاع مستوي إفراز الكورتيزون والتوتر الذي ظهر علي المشاركين في عينة البحث، مما دفع الباحثين في هذا المجال إيجاد طرق تخفف من التوتر وتزيد من تركيز العاملين خلال ممارسة العمل.
أثبت باحثون (ETH) باستخدام تجربة في بيئة عمل مكتبية جماعية تحاكي الواقع بأن الانقطاع المتكرر أثناء العمل، تؤدي لإفراز هرمون التوتر وهذا يشكل ضغطًا نفسيًا أكثر مما نتصور.
وفقًا لمؤشر الإجهاد الوظيفي لعام ٢٠٢٠ الذي أعدته المؤسسة الصحية السويسرية Stiftug GesundheitsförderungSchweiz بأن ثلث العاملين السويسريين يعانون من ضغوط مرتبطة بالعمل و إن استمر الحال على هذا المنوال، سيؤثر سلباً على الصحة العامة و الاقتصاد.
يعمل فريق يتكون من أشخاص ذوي تخصصات مختلفة من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ و في مختبر موبيلير (MobiliarLab)، على اكتشاف حالات الإرهاق باستخدام تعليم الآلة لمعرفة الإجهاد فورًا. تقول عالمة النفس جاسمين كير: «كانت خطوتنا الأولى معرفة كيف نقيس الضغوط الاجتماعية والانقطاعات وهذه من أكثر الأسباب شيوعًا للتوتر في مكان العمل». تقود كير هذا المشروع مع عالمة الرياضيات مارا نجلين و عالم الكمبيوتر رفائيل ويبل. شارك طلاب الدكتواره ( كير، و نجلين، و ويبل) في دراسة حديثة نشرت في مجلة Psychoneuroendocrinology، و قد استخدموا منصة الجامعة و عينوا ٩٠ مشاركًا وافقوا على المشاركة في تجربة استغرقت أقل من ساعتين. فحولوا مختبر العلوم (DecisionScienceLaboratory) في المعهد الفدرالي للتكنولوجيا بزيوريخ إلى ثلاث بيئات عمل مكتبية لإجراء تجربتهم وكل بيئة احتوت على كرسي وجهاز كمبيوتر وأدوات لجمع عينات من اللعاب.
كل مشارك مثّل دور موظف في شركة تأمين (خيالية) و أدوا مهام الموظفين، مثل الكتابة يدويًا لمعلومات من النماذج المكتوبة و ترتيب مواعيد مع العملاء. أثناء أدائهم، لاحظ العلماء استجاباتهم النفسية. بمجموع ست نقاط خلال التجربة، قيم الباحثون نفسية المشاركين من خلال استبيان وبينما جهاز القلب المحمول يقيس نبضات قلبهم باستمرار، استخدموا عينات اللعاب لقياس تركيز هرمون الكورتيزول.
خلال التجربة، قسم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات ووضعوا كل مجموعة أمام تحديات مختلفة و كلهم واجهوا أعباء العمل. زار اثنان من الأشخاص المجموعات كممثلين لقسم الموارد البشرية في شركة التأمين. المجموعة الأولى (الضابطة) تحدثوا معهم عن المبيعات، أما المجموعتين العاملتين تحدثوا معهم عن الأشخاص المستحقين للترقية. الفرق بين المجموعتين العاملتين هو أن الأولى العاملة توقفوا عن العمل لأخذ عينة من لعابهم فقط. أما العاملة الثانية توقفوا عن العمل عدة مرات مثل أن تأتيهم رسائل من روؤسائهم لطلب معلومات بشكل عاجل.
التقييم، تشير البيانات عند التحدث مع المشاركين عن المنافسة للحصول على ترقية كانت كافية لرفع معدل نبضات القلب و تحفيز الكورتيزول. تقول نجلين: «صدر من المجموعة الثانية من مجموعة العاملين مضاعفة تحفيز الكورتيزول عن المجموعة العاملة الأولى». وأضاف ويبل: «معظم الأبحاث ركزت على تأثير الانقطاعات في مكان العمل على الأداء و الانتاجية فقط، أما في بحثنا، أثبتنا لأول مرة أثر الانقطاعات على إفراز هرمون الكورتيزول؛ أي أنها فعلًا تؤثر على مستوى استجابة الإجهاد البيولوجي».
ما أدهش الباحثون هو ردة فعل المشاركين لإدراكهم للضغط النفسي، ولاحظوا أن المجموعة العاملة الثانية الذين وصلتهم رسائل من روؤسائهم أقل توترًا وفي مزاج أفضل من المجموعة العاملة الأولى الذين لم ينقطعوا. كلا المجموعتين العاملتين واجهت تحديات، إلا أن المثير للاهتمام أن المجموعة العاملة الثانية كانت أقل توترًا. فاستنتج الباحثون أن إفراز الكورتيزول أثناء التعرض للضغط تؤدي لاستجابة عاطفية و إدراك أفضل للتوتر. وقد يكون الانقطاع قد صرف المشاركون عن حالة الإجهاد الاجتماعي. وأدى إلى ضغط و إجهاد أقل.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: مداد البابطين
تويتر: mizmedd
تدقيق وتلخيص: محمد حسين
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً