قوة اللطف في تحسين صحة الدماغ

قوة اللطف في تحسين صحة الدماغ

26 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

ود فيصل

دقق بواسطة:

إيمان رمضان

يعد اللطف قوة لا تؤثر على مشاعر المتلقي فحسب، بل بإمكانه التأثير على صحة دماغ العائلة بأكملها، وسعى فريق من الباحثين والأطباء ذوي التخصصات المختلفة من مركز صحة الدماغ بجامعة تكساس في دالاس لمعرفة ما إذا كان برنامج التدريب على اللطف عبر الإنترنت قد يحسن السلوكيات الاجتماعية الإيجابية للأطفال لمرحلة ما قبل المدرسة ومرونة والديهم أثناء جائحة كورونا ١٩.

انتشرت نتائج البحث مؤخرًا في Frontiers in Psychology والذي أجراه باحثو صحة الدماغ: ماريا جونسون، وهي حائزة على الماجستير ومديرة قسم الشباب وابتكارات الأسرة، وجولي فراتانتوني وهي حائزة على الدكتوراه وعالمة في الأعصاب الإدراكية ورئيسة العمليات في مشروع صحة الدماغ، والطبيبة كاثلين كيت وأنطونيا موران طالبة الدراسات العليا في UT Dallas، واكتشف الفريق بأن تعليم وممارسة اللطف في المنزل يساعد في تحسين مرونة الوالدين وتعاطف الأطفال.

ودرس الباحثون تأثير برنامج التدريب على اللطف عبر الإنترنت وهو مقتبس من منهج شبكة التعاطف مع الأطفال (Children’s Kindness Network) والتي أسسها تيد درير وأجريت على ٣٨ والدة وأطفالهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين ٣ و٥ سنوات، ويتميز برنامج عقول لطيفة مع موزي بخمس وحدات قصيرة تصف فيها بقرة رقمية تدعى موزي (Moozie) تمارين إبداعية يمكن للوالدين القيام بها مع أطفالهم لتعليمهم اللطف.

وأفاد جونسون قائلاً: “نهدف إلى تشجيع الوالدين على المشاركة في التواصل مع أطفالهم على نحوٍ عملي وصحي للدماغ وهذا يساعد للوصول لفهم أفضل لبعضهم البعض وخصوصًا عند التوتر”، وأضاف قائلاً: “أظهرت الأبحاث أن اللطف هو محفز قوي للتواصل الاجتماعي النشط والذي يعد بدوره عنصر حاسم في صحة الدماغ بشكل عام”.

ولتحديد مدى تأثير اللطف على صحة الدماغ فقد طلب الفريق من الوالدين إجراء فحص لمرونتهم وتقديم تقرير عن تعاطف أطفالهم قبل وبعد برنامج التدريب، فوجدوا بأن الوالدين أصبحوا أكثر مرونة وأن الأطفال ما قبل سن المدرسة أصبحوا أكثر تعاطفًا بعد برنامج التدريب على اللطف، فيتطلب كل من المرونة والتعاطف مهارات معرفية مثل الاستجابة الجيدة للضغوط، أو التفكير في وجهات النظر المختلفة ولذلك فتدعم النتائج المحققة فكرة أن اللطف يمكن أن يؤثر على الوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ بشكل عام.

ومن المثير للدهشة اكتشاف الباحثين أن مستويات التعاطف لدى الأطفال استمرت أقل من المتوسط على الرغم من التحسن الملحوظ بعد التدريب، وقد يرجح ذلك إلى تدابير السلامة المتبعة خلال كوفيد ١٩ والتي حدت من التعلم الاجتماعي والعاطفي الطبيعي لدى الأطفال على نحو كبير.

واختبر الباحثون ما إن كان فهم العلم وراء برنامج التدريب على اللطف قد يؤثر على مرونة الوالدين، فتلقت مجموعة عشوائية مكونة من ٢١ والدة مشاركة في بعض الفقرات الإضافية عن مرونة الدماغ لقراءتها، ولكن الباحثين لم يجدوا أي اختلافات في مستوى مرونة الوالدين أو تعاطف أطفالهم مع إضافة تعليم علوم الدماغ.

ويستطيع الوالدين تعلم استراتيجيات بسيطة لممارسة اللطف بفاعلية في منازلهم ولخلق بيئة مناسبة لصحة أدمغة أطفالهم، وأضاف فراتانتوني: “استقطاع لحظات من وقتك خصوصًا عند القلق لتعامل نفسك بلطف وتظهر ذلك كقدوة لأبنائك قد يعزز من مرونتك ويحسن السلوكيات الاجتماعية الإيجابية لطفلك، وقال: “لا تتهاون بمدى قوة اللطف، لأنه في نهاية المطاف بإمكانه تغيير وتشكيل صحة الدماغ”.

وقد تمتد تأثيرات اللطف إلى ما هو أبعد من نطاق العائلات، فقد قال جونسون: “يمكن أن يكون اللطف معززًا قويًا لصحة الدماغ والذي يساهم في زيادة المرونة، ولا يقتصر الأمر على الوالدين والعائلات فقط بل يمتد للمجتمع ككل”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ود فيصل

تويتر: @wed_translator  

مراجعة وتدقيق: إيمان رمضان


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!