crossorigin="anonymous">
21 أغسطس , 2020 زينب محمد
يحب بعض الناس أن يكون لديهم روتين يومي ثابت، بينما يرتعد الآخرون لفكرة أن يكون لديهم جدول متوقع، إلا أن الحفاظ على نظام وروتين خلال أوقات الشدة يمكن أن يمنحك الشعور بالتنظيم والسيطرة.
إن وجود روتين يمكن أن يساعد في أي وقت، وخاصة إذا كنت تحاول تكوين عادات صحية، إلا أنها تكون مهمة أكثر عندما تكون جوانب من حياتك مبهمة.
إن الخلل الذي سببه وباء فيروس كوفيد 19 قلب الروتين العادي لكثير من الناس جذريا، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة للتأقلم مع الضغط الذي يشعر به الناس.
الكثير من الناس إما أنهم يعملون من بيوتهم عن بعد أو يواجهون احتمالية البطالة لأجل غير مسمى، فالذين يعملون من بيوتهم سرعان ما سيكتشفون أن استمرار العزلة وعدم وجود جدول يومي عادي يمكن أن يكون مرهقا نفسيا. وتوضح راشيل جولدمان -الطبيبة النفسية والأستاذ السريري المساعد في كلية نيويورك للطب- قائلة: “عندما لا يوجد روتين أو نظام في يوم الناس فإن هذا يسبب زيادة الضغط والقلق، بالإضافة إلى شعورهم بالانهزامية ونقص في التركيز.
وانعدام النظام والروتين هذا يمكنه أن يفاقم شعورك بالإحباط ويجعلك تركز أكثر على مصدر مشاكلك. وتقول الدكتورة جولدمان: “إذا لم يكن للناس نظام يشغلهم، فإنهم قد يجدون أنفسهم وهم يفكرون أكثر بالأوضاع المكربة، مما يزيد الأمر سوءًا فيزيد القلق”.
وإحدى طرق الخروج من هذه الدوامة التي تجعلك عالقا في التفكير في مصدر إجهادك هي المحافظة على بعض النظام والروتين طوال يومك.
تتفق الأبحاث على أن الروتين يلعب دورا هاما في الصحة النفسية، فعلى سبيل المثال وجدت إحدى الدراسات أن الروتين قد يساعد الناس على التحكم بالإجهاد والقلق بصورة أفضل.
فالمحافظة على روتين منظم يمكن أن يساعد في:
●تقليل مستويات الإجهاد.
●تكوين عادات يومية جيدة.
●الاعتناء بصحتك أكثر.
●مساعدتك على الشعور بإنتاجية أفضل.
●مساعدتك على التركيز أكثر.
كما أن الانتهاء من المهام الضرورية يمكنه أن يساعدك في إيجاد متسع من الوقت لسلوكيات صحية مثل الرياضة، ويفسح لك المجال للاستمتاع بالأنشطة والهوايات المسلية.
ومن بين الأمور التي يمكنك القيام بها لتساعدك في المحافظة على روتين عندما تكون مجهدا:
يمكن أن يمنحك التحكم بتصرفاتك الشعور بالسيطرة على الوضع، وتنصح الدكتورة جولدمان بالتركيز على الأشياء التي في وسعك التحكم بها، قائلة: “أفضل طريقة لبدء روتين جديد هو تحديد أوقات الاستيقاظ والنوم، بالإضافة إلى أوقات الوجبات والأنشطة”، النقطة الأساسية هي وضع روتين يضيف تنظيما ونوعا من التوقعية إلى يومك.
بالطبع قد يتغير برنامجك نوعاً ما بحسب أيام الأسبوع، لكن الالتزام بالجدول الأساسي لمواعيد الاستيقاظ والأكل والعمل والقيام بالأنشطة والنوم يمكنه أن يساعد في التقليل من شعورك بالإجهاد ويجعلك أكثر تنظيما.
كما أن تنظيم يومك يضمن إنجازك لتلك المهمات الأساسية التي يجب القيام بها، مما يفسح لك الوقت لتنظيم أوقاتٍ للأمور التي تريد إنجازها.
ستشعر بالتنظيم والإنتاجية أكثر في وجود روتين منظم، مما سيمنحك الشعور بالفاعلية والسيطرة لمواجهة المواقف الصعبة.
هناك بعض الأشياء التي يمكنك جعلها جزءًا من روتينك اليومي وتساعدك في السيطرة على مستويات الإجهاد، ومن بينها:
●المحافظة على نشاطك والقيام بالتمارين الرياضية يوميا.
●أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة.
●تناول وجبات صحية في أوقات منتظمة.
●وضع أهدافٍ واقعية.
●المحافظة على تفاؤلك.
●الاستعداد للتحديات دون إرهاق نفسك في التفكير في الأمور التي لا تستطيع التحكم بها.
● التواصل مع أصدقائك وأفراد أسرتك.
●تخصيص وقت للأنشطة التي تستمتع بالقيام بها.
لا شك أن الظروف التي تمر بها شخصيا قد تؤثر على مدى سهولة أو صعوبة الالتزام بروتين يومي، فقوانين الحجر المنزلي بسبب كوفيد -19 قد تركت فراغا في الروتين اليومي لكثير من الناس، مما يجعل المستقبل مفزعا لهم. لذا فإن من المهم أن تجد أشياء تملأ بها فراغك حتى لا ينتهي بك الحال إلى سلوكيات غير نافعة أو غير صحية.
من الأنشطة المفيدة كتابة قائمة بالأشياء التي عادة ما تفعلها خلال اليوم، اكتب فيها كل شيء من العمل إلى تحضير الوجبات إلى الأعمال المنزلية، فبمجرد أن تكون لديك فكرة عن المهام الأساسية التي يجب عليك إنجازها، يمكنك البدء بوضع مخطط عام للأمور التي تحتاج إنجازها كل يوم لتبقى في المسار الصحيح.
الإجهاد يجعل التركيز صعبا، ولذا فإن وضع مخطط لهذه الأنشطة اليومية يساعدك في التركيز بشكل أفضل على ما هو مهم.
بالرغم من ضرورة إنجاز المهام الأساسية، حاول إيجاد أشياء تتشوق إلى فعلها، كمشاهدة برنامج تلفازي أو الاتصال بصديق. إن جعل مثل هذه المكافآت الصغيرة جزءًا من روتينك يمكن أن يشعرك بالحماس ويساعدك في التركيز عندما تعمل على مهمة قد لا تستمتع بها بنفس القدر.
هل من الأفضل وجود جدول يومي منظم أم مجرد قائمة بمهام اليوم؟ ينجح بعض الناس أكثر في وجود جدول يومي شديد التنظيم يقسم الأنشطة إلى كتل محددة من الوقت، بينما يبلي آخرون بلاء حسنا مع قائمة مهام أكثر تساهلا.
كيف يمكنك معرفة الطريقة الأنسب إليك؟ فكر في دوافعك إلى جانب المهام التي تحتاج أداءها. وتنصح الدكتورة جولدمان قائلة: “إذا كان الأمر عالي الأهمية ويجب القيام به في يوم محدد فقد يكون من الضروري جدولته ضمن روتينك واستقطاع وقت له لضمان إنجازه”.
بمعنًى آخر تعمد تخصيص وقت محدد لإنجاز المهام التي لها الأولوية، فمعرفة أنك قد خصصت وقتا لتلك المهام سيساعدك على التركيز في استغلال ما تبقى من وقت بفاعلية.
كما أنها تنصح بتخصيص وقت للأعمال التي قد لا تجد الدافع لفعلها، فتقول: “عندما لا يكون لدينا الدافع للقيام ببعض المهام، يصبح من السهل تسويفها ونستمر في تأجيلها يوما بعد آخر”، إن معرفتك بأن عليك القيام بذلك النوع من المهام في وقت محدد في يوم محدد سيساعدك على البقاء في المسار الصحيح والتغلب على الرغبة في تأجيلها.
كما هو الحال في خلق أي عادة جديدة، فإن البدء في روتين جديد والالتزام به يستغرق وقتا وجهدا، أنت أفضل من يعرف عن نفسك فإذا لم تسر معك الأمور بشكل جيد حاول أن تعدل جدولك ليتناسب مع احتياجاتك.
وتنصح الدكتورة جولدمان بالانتباه إلى شعورك طوال اليوم حتى تستطيع تحديد أكثر الأوقات إنتاجية بالنسبة إليك، فتقول: “إذا شعرت كل يوم بفقدان الدافعية والخمول في وقت ما، فإن هذه علامة على حاجة عقلك إلى استراحة في ذلك الوقت”.
فإذا وجدت نفسك في مثل تلك الأوقات، فكر فيما يمكن أنك تحتاج إليه حتى تشعر بالتحسن والدافعية، قد تكون محتاجا إلى استراحة أو الخروج للمشي أو تناول وجبة خفيفة، أو قضاء بعض الوقت في هواية.
نظم يومك بطريقة تساعدك على استغلال كل لحظة من لحظات المد والجزر في مستويات طاقتك، وبهذا ستنتج أكثر وتضمن تلبية احتياجاتك من الراحة والاسترخاء.
صحيح أن المحافظة على الروتين أمر مهم، إلا أنك يجب أن تمنح نفسك بعض الحرية ولا ترهق نفسك إذا واجهت صعوبة في الالتزام بجدولك، فكل شخص يتأقلم مع الضغوطات بطريقة مختلفة. والمحافظة على الروتين يمكن أن يساعدك على الشعور بالاستقرار والتركيز خلال الأوقات الصعبة، لكن لا ترهق نفسك إذا حدت أحيانا عن خططك.
تقول جولدمان: “لا تسير الخطط دائما كما خُطط لها، لذا تذكر أن ترفق بنفسك، فهذا ليس الوقت لوضع المزيد من الأعباء والتوقعات على نفسك، ليس من السهل خلق روتين جديد أو إضافة النظام إلى يومك عندما تكون حياتنا مضطربة تماما ومقلوبة رأسا على عقب، لذا فقد يستغرق الأمر وقتا للاعتياد على هذا الروتين “الجديد” وتستطيع الشعور بالإنجاز.
ترجمة: ديمة حنون
تويتر: dhanoon3
مراجعة: تركي طوهري
تويتر: turkeyaltohari
المصدر: http://www.verywellmind.com
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً