crossorigin="anonymous">
2 أغسطس , 2020 زينب محمد
قالت انجفيلد ساكسفيك ليهويلير أستاذ مشارك في قسم علم النفس في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (NTNU):”التأثير لا يكون على نحو مشاعر عميقة مثل الاحباط والاكتئاب ،بل ما شعر به المشاركون الذين ناموا أقل من المعتاد في هذه التجربة بنوع طفيف من المشاعر السلبية مثل، القليل من المتعة والحماس كما قلّ انتباههم و إنجازهم في اليوم التالي.”
تتم أغلب دراسات النوم في المختبرات، لكن في هذا البحث قررت ساكسفيك ليهويلير و فريق الدراسات من الجامعة
النرويجية للعلوم و التنكولوجيا دراسة المشاركون في منازلهم.
في أول مرحلة نام المشاركون في منازلهم سبع ليالِ مثل نومهم المعتاد و أجروا لهم مجموعة اختبارات في ثلاثة أيام.
ثم في المرحلة الثانية نام المشاركون ساعتين أقل من المعتاد لمدة ثلاث ليال، و في يومين أجروا لهم نفس الاختبارات.
قالت ساكسفيك ليهويلير :”لدى الجميع نظام نوم مختلف بالطبع. والهدف من اتمام هذه الدراسة في منازل المشاركين هو جعل الظروف مشابهة جداً لحياتهم اليومية. في المرحلة الثانية خلال حرمانهم من النوم ، تأخر المشاركون لمدة ساعتين عن وقت نومهم المعتاد،
وكان عليهم الاستيقاظ في الوقت المعتاد.”
يُجرى الاختبار بعد استيقاظ المشتركين بساعة ونصف تقريباً وبدون أن يحصلوا على أي كوب من القهوة.
الاختبار عبارة عن ٣٦٥ صورة بحروف عشوائية معروضة على شاشة الكمبيوتر على مدى ١٤ دقيقة. المطلوب إذا كانت
الصورة لا تحتوي على حرف “X” أن يضغط المشارك زر المسافة وإذا كانت تحتوي على حرف “X” لا يضغط شيء.
علّقت ساكسفيك ليهويلير :”كنا نختبر الاستجابة والدقة. فبعد حرمان المشاركين من النوم انخفض وقت الاستجابة
وازداد معدل الأخطاء. فيبدو وكأننا نستجيب بسرعة ،عوضاً عن تركيزنا فبالتالي تزداد الأخطاء. فمن الذكاء أن نتجنب التمارين التي تتطلب دقة عالية إذا لم نحظى بنوم جيد.”
أثبتت الدراسات السابقة أن اضطرابات النوم لها نفس تأثير الكحول على القيادة.
فقد كان أداء المشاركين جيد في الاختبارات المقدمة لهم بعد ما ناموا نومهم المعتاد بعكس الأيام التي اضطرب فيها نومهم، كان هناك انخفاض في الدقة.
قالت ساكسفيك ليهويلير “نعلم أن النوم مهم في عملية التعليم وربما هذا ما نحاول إثباته في هذه التجربة”
في الجزء الثاني من التجربة، أجاب المشاركون على استبيان لتحديد ٢٠ نوع من المشاعر الايجابية والسلبية.
علّقت ليهويلير” لم نجد فروقات واضحة بالنسبة للمشاعر السلبية، لكن فرق واضح في المشاعر الايجابية. فقد قلّت المشاعر الايجابية لدى المشاركين بعد يوم واحد فقط من قلة النوم وانخفضت أكثر بعد ثلاث ليالِ.
أظن أن هذا اكتشاف مهم! فجمعينا نعلم أن القليل من المشاعر الايجابية لها تأثيرها على صحتنا النفسية،
وقلة النوم أيضاً تؤثر فعلياً على تشخيصات الصحة النفسية.”
قالت أيضاً أن الدراسة بالأصل لا تختبر مدى تأثير اضطرابات النوم على إيجابيتنا، لكن خطط فريق البحث
لاختبار مدة هذه الحالة العقلية.
ولا تخص هذه الدراسة فقط النرويجين الذين ينامون أقل من المعتاد! بل هي دراسة عالمية خصوصاً للأشخاص
الذين يعملون دوام كامل.
ليهويلير كانت قلقة أكثر بشأن الشباب وأخبرت أنه “من السهل جداً أن نسهر خصوصاً إذا كنا نفكر كثيراً أو لدينا مسلسل
ننهيه قبل النوم. لكن بالمقابل يجب علينا الاستيقاظ في الوقت المحدد للذهاب للعمل أو الدراسة أو لإيصال أطفالنا
للروضة وهذه أسباب تجعلنا ننام أقل. لكن تذكر، مدة النوم فقط جزء من الصورة و وقت النوم أيضاً مهم!
فاضطراب الساعة البيولوجية أسوأ من النوم القليل. لذلك يُنصح بالنوم والاستيقاظ في وقتك المعتاد.”
” المراهقون الأكثر حاجة للنوم والأكثر تأثراً باضطرابات النوم، يشعرون أنه من اللازم تواجدهم على الانترنت ولكثرة
المغريات الترفيهية قد يخلدون للنوم وبيدهم هواتفهم ومازال يجب عليهم أن يستيقظوا صباحاً للذهاب إلى مدارسهم.
فتؤثر اضطرابات النوم بشكل أسرع عليهم.
كما يعاني الكثير من المراهقين من مشاكل في النوم خلال فترة الامتحانات فبالنسبة لهم،
من الجيد معرفة أن الدراسات التي تظهر أن قلة النوم في مدى قصير لا يؤثر على تعليمهم”
لكن أثبتت دراسات طويلة المدى أجريت على العمال الذين ينامون أقل، لفترة طويلة من الزمن بسبب نظام المناوبات عواقب سلبية على صحتهم وأنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض مثل السكري والسرطان.
أضافت ساكسفيك ليهويلير:” النوم شيء فردي. فليس جميع الأشخاص بحاجة للنوم سبع ساعات ونصف كل ليلة. كما أننا مجموعتين مختلفتين من البشر، بعضنا يحب أن يسهر إلى الساعات الأولى من الصباح والبعض الآخر يحب أن يستيقظ بنشاط وحيوية في الصباح الباكر.
المهم هو شعورك، فإذا استيقظت بنشاط ومزاج جيّد هذه علامات تدل على أن عادات نومك تناسبك.”
فليس بالضرورة أن يكون النوم القليل سلبي، فالجسم يعوض الساعات القليلة بالنوم الجيد والاستيقاظ أسرع.
ترجمة: الهام عبدالله
تويتر: @Elhamab5
المصدر: https://medicalxpress.com
مراجعة: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً