crossorigin="anonymous">
8 يوليو , 2020 زينب محمد
الخوف آلية مهمة للبقاء على قيد الحياة وكذلك أيضًا المقدرة على تقليل الخوف عندما لا تكون هناك حاجة إليه . من أجل موازنة الخوف ، ينشغل العقل فى محو الخوف . فى هذه العملية ، تتشكل الذكريات أثناء التجارب غير المخيفة مع عناصر بيئية مشابهة . ثم تتنافس هذه الذكريات غير المخيفة مع ذاكرة الخوف الأصلية .
الآن ، في ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة Nature Neuroscience (علم الاعصاب ) ، أثبت تيم بريدي( Tim Bredy) أستاذ جامعة ( Queensland ) وزملاؤه أن القدرة على محو الذكريات المخيفة تعتمد على مرونة الحمض النووي الخاص بك.
يقول الدكتور( Paul Marshall )، الباحث في معهد المخ التابع لجامعة ( Queensland ) والمؤلف الرئيسي للدراسة: “يمكن للحمض النووي أن يتبنى مجموعة متنوعة من التراكيب المختلفة”.
” إن الشكل الأكثر شيوعاً و المعروف على نطاق واسع هو اللولب المزدوج ” B-DNA ، الذي يلف باتجاه عقارب الساعة. ولكن مع إعادة ترتيب طفيف لكيفية ارتباط أزواج قاعدة الحمض النووي ببعضها البعض، فإن الحمض النووي من الممكن أن يشكل التراكيب الحلزونية ألاخرى، مثل Z-DNA.
و كما شرح ( Dr Paul Marshall) ، فإن (Z-DNA ) عبارة عن نسخة ملتوية عكس اتجاه عقارب الساعة من( B-DNA )،. تخيل للحظة أن كلاً من يديك عبارة عن ضفيرة من الحمض النووي ، والإبهام هى القواعد.
إذا أمسكت يديك أمامك ، فأخرج راحتي يديك إلى الخارج، بحيث تلامس إبهاميك، فهذه هي الطريقة التي تُربط بها قاعدتان في B-DNA. إذا قمت الآن بقلب معصميك بحيث تكون راحة يدك متجهة للداخل وملامسة للخنصر ، فهذه هي الطريقة التي تنقلب بها القواعد أثناء تكوين Z-DNA . إذا واصلت تدوير يديك وضممت معهما الإبهام ، فهذا ما يحدث عندما يتم تثبيت Z-DNA فى طور جديد.
يحدث Z-DNA في مناطق قصيرة ويمكن أن تتحول تسلسلات معينة فقط من الداخل إلى الخارج مثل هذا. ولفترة طويلة ، لم يكن أحد يعرف سبب وجودها على الإطلاق.
يقول الدكتور مارشال: “نحن نعلم الآن أن Z-DNA يظهر حيثما يتم تشغيل الجينات”. “إنها علامة على نشاط الجينات.”
“لاحظ العلماء أيضًا وجود صلة بين Z-DNA وبعض الأمراض ، بما في ذلك السرطان ، وقد عُثر على مستويات عالية من Z-DNA في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر.”
هذا الارتباط المحتمل مع الذاكرة مفتون به كلاً من الدكتورMarshall والبروفيسور Bredy ، خاصةً منذ أن اتضح أن تشكُل محو ذكريات الخوف يحتوي على تغييرات سريعة في النشاط الجيني.
لاكتشاف المزيد ، وجهوا انتباههم إلى إنزيم يسمى ADAR1 ، والذي يتعرف على Z-DNA ويعلق به. من المعروف أن ADAR1 يلعب دورًا في تحرير RNA ، وهو أمر مهم لتعديل وظائف البروتين في الخلية. تشير الأدلة أيضًا إلى أن ADAR1 يمكنه تحويل Z-DNA مرة أخرى إلى B-DNA .
يقول الدكتور مارشال: “يقوم ADAR1 بالكثير من الأشياء دفعة واحدة ، ولكن هذا ما يجعله مثيرًا للاهتمام”.
أوقف هو وزملاؤه جين ADAR1 في الفئران ، وتحديداً في جزء من الدماغ معروف أنه يلعب دورًا في تبديد الخوف. نتيجة لذلك ، على الرغم من أن الفئران لا تزال تُشكل ذكريات الخوف ، إلا أنها لم تكن قادرة على تكوين ذكريات غير مخيفة. باختصار ، فقدوا القدرة على التخلص من الخوف. لاحظ الباحثون تأثيرًا مشابهًا عندما قاموا بتحوير ADAR1 ، لذلك لم يعمل بشكل جيد. تشير النتائج إلى أن Z-DNA يتشكل أثناء الخوف ، وبعد ذلك أثناء تبدد الخوف ، يرتبط انزيم ADAR1 بZ-DNA ويقوم بوظيفتين مهمتين: إنه يزيد تحوير RNA بسرعة ثم يقلب Z-DNA إلى B-DNA.
يقول الدكتور مارشال: “يبدو أنه كلما كان من السهل عليك التبديل بين تركيب الحمض النووي ، كانت ذاكرتك أكثر مرونة “.
ويضيف أن هذا يتيح استجابة مرنة لبيئتنا. “ذكريات الخوف يجب أن تكون مرنة يمكن أن تكون مفيدة جدًا للبقاء على قيد الحياة ، ولكن يمكنها أيضًا أن تعرقل دورها الطبيعي.”
يقول البروفيسور بريدي :” إن التوازن بين الخوف وتبديده أمر في غاية الأهمية لمرونة الإدراك. والواقع أن ضعف تبديد الخوف هو سمة أساسية من سمات اضطراب ما بعد الصدمة والرهاب. كلما زاد فهمنا لكيفية عمل تبديد للخوف ، زادت فرصتنا في العثور على علاجات أفضل لتلك الحالات.
المصدر: https://www.sciencedaily.com
ترجمة : نهلة سامى
مراجعة: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً