نداء للآباء، قد لا تحتاجون دائمًا للترفيه عن أطفالكم فالملل مفيد لهم.

نداء للآباء، قد لا تحتاجون دائمًا للترفيه عن أطفالكم فالملل مفيد لهم.

27 يونيو , 2020

ترجم بواسطة:

ميهاف الزهراني

دقق بواسطة:

زينب محمد

في ظل أزمة انتشار(كوفيد-١٩)، معظم الأطفال الاستراليين قد أُجبروا على الجلوس في منازلهم ولذلك، قد يحتاجوا إلى إيجاد طرق أخرى للتواصل الاجتماعي مع الآخرين والقيام بواجباتهم المنزلية، وأيضًا ممارسة الرياضة والترفيه  عن أنفسهم.

ليس من المفاجئ أن يسمع الآباء “أشعر بالملل” في هذه الفترة أكثر من ذي قبل.

في الواقع، يكره الأشخاص الشعور بالملل لدرجة أنه في إحدى الدراسات، قال ربع المشاركين إنهم يفضلون أن يصابوا بصدمة مؤلمة بدلاً من أن يكونوا في غرفة بدون محفز خارجي كالموسيقى أو الكتب، أو الهواتف النقالة لمدة ١٥ دقيقة.

وهذا قد يوضح مدى رغبة الأشخاص في الهروب من شعورهم بالملل.

ولكن في حين أن الملل قد يسبب مشاعر غير مريحة مؤقتا، إلا أنه يمكن أن يكون مفيدًا لنا من نواحٍ عديدة كتعزيز الإبداع وزيادة التركيز.

لماذا نشعر بالملل؟

الملل هو حالة عاطفية مؤقتة. يشعر الشخص حينها بالملل ومشاعر مزعجة ويفتقر إلى الاهتمام بإنجاز مهامه ويصبح لديه مشاكل في الانتباه. بالرغم من إنه قادر على القيام ببعض الأنشطة ،إلا إنه لا يستطيع إرغام نفسه على القيام بها.

قد يأتي الملل من قلة الراحة والتغذية، أو انعدام التحفيز الذهني أو انعدام التجديد.

علاوةً على ذلك، أكثر الاشخاص عرضة للملل أولئك الذين لديهم حساسية عالية وبالتالي يحتاجون إلى التحفيز المستمر للشعور بالرضا.

يمكن أن يشعر الشخص بالملل إذا لم تكن المهمة محفزة بما يكفي، أو إذا كان العمل صعبًا جدًا أو سهلاً للغاية، او إذا كانت الأنشطة تفتقر إلى المعنى والتحدي.

يمكن أن يساهم انعدام السيطرة أيضًا في الملل. في إحدى الدراسات، أظهر الطلاب المزيد من الملل عندما اختار البالغون نشاطهم الترفيهي مقارنةً عندما سُمح لهم باختيار نشاطهم الخاص.

قد يسبب كوفيد-١٩ الأرق، انعدام الابداع وانعدام التحكم أيضًا.

منافع ومساوئ الشعور بالملل

يمكن للملل أن يؤدي إلى الإبداع. أظهر المشاركون في إحدى الدراسات تفكيرًا إبداعيًا أكثر بعد القيام بمهمة مملة مثل العثور على استخدامات متعددة للعناصر، وإقامة روابط بين أفكار غير مترابطة وتوليد أفكار إبداعية متعددة.

وفي دراسة أخرى، كان على المشاركين إما إكمال نشاط ممل لفرز الحبوب حسب اللون، أو نشاط حِرفي ممتع قبل إكمال مهمة إبداعية. أظهر المشاركون الذين اضطروا لفرز الحبوب نوعية وكَمية أفضل من الأفكار من أولئك الذين شاركوا في نشاط حِرفي قبل المهمة الإبداعية.

يظهر الإبداع عندما يشعر الشخص بالملل، يسعى الأشخاص بنشاط إلى شيء محفز. فإن الإبداع هو التحدي الذي يلبي هذه الحاجة. يساعد الشعور بالملل أيضًا على تدريب تركيزنا واهتمامنا. في حين أنه من السهل اللجوء إلى الأجهزة الإلكترونية للترفيه والتشتيت عندما نشعر بالملل، أظهر بحثٌ أن الأجهزة الإلكترونية لا تُساعد في القضاء على الملل.

في الواقع، هذا التفاعل الضئيل مع أجهزتنا يقلل من قدرتنا على التركيز، وإنجاز المهام وإيجاد التدفق.

لذلك إن الجلوس في وقت الملل ومحاولة حله هو طريقة فعالة لتدريب أنفسنا على التركيز والمثابرة خلال المهام الصعبة أو المملة.

قد يعلمنا الملل أيضًا أن نتعمق في طريقة تفكيرنا عندما لا يكون لدينا تحفيز خارجي. وبعبارة أخرى، نحصل على تمرين عقلي لذلك، الملل مفيد لنا ولطفلك.

حلول للقضاء على الملل

إذا وجدت أن طفلك يشعر بالملل، فلا داعي للشعور بالذنب لأنك لا تستطيع تسليته بدلاً من ذلك، فكر فيما يلي:

●تحقق من أن طفلك ليس جائعًا أو متعبًا ،لأنه في تلك الحالات سيزداد شعوره بالملل، ولن يشعر بالملل وحسب ولكن سيشعر حينها بانعدام طاقته مما يجعله لا يرغب في أن يشارك في أي نشاط.

●هذه أوقات غير اعتيادية حيث يشعر الكثيرون بأنهم خارج نطاق السيطرة ،لذا انظر كيف يمكنك تزويد طفلك بخيارات يومية جديدة مثل قائمة لأعمال اليوم، أو أين تتناول العشاء أو ترتيب واجباتهم المدرسية.

●لا تشعر بالالتزام أو المسؤولية لإيقاف هذه “التجربة السيئة ” لأطفالك. يمكنهم تطوير الصفات الداخلية كالانتباه والتنظيم الذاتي والإبداع من خلال حل مشكلة الملل بأنفسهم.

●علّم طفلك ألا يخاف من المشاعر التي تأتي مع الملل بل أن يكون متحمساً لها. الملل هو إشارة تشير إلى الحاجة إلى التغيير. ساعدهم في توليد الأفكار ثم اختر فكرة للمشاركة فيها. اجعلهم مسؤولين عن الاختيار. حملهم على إنشاء صندوق ملل بأفكار يمكنهم الاختيار من بينها.

●في بعض الأحيان قد لا يشعر طفلك بالملل، إنه فقط لا يعرف من أين يبدأ. ساعدهم على تقسيم المهمة والبدء بها.

●تسرق أجهزتنا المحمولة انتباهنا بكل سهولة لأنها توفر وسيلة سهلة للإلهاء. حاول تخصيص وقت معين مع عائلتك، اغلق جميع أجهزتك واجعل الجميع يشارك في شيء مفيد لمدة ٢٠ دقيقة. تقول العبارة الشهيرة “يظهر الابداع في الفراغ” لذلك لن تعرف أبداً ما يمكنك تحقيقه حتى تستعيد انتباهك.

تقول عالمة النفس هيذر لينش، التي تستكشف الدافع:” إن الملل يمنعنا من الخوض في مسائل قديمة ويدفعنا إلى محاولة البحث عن أهداف جديدة أو استكشاف مناطق أو أفكار جديدة. بدلًا من رفضه، تعامل معه وانظر إلى ما يمكنك أنت وأطفالك فعله”.

المصدر: https://theconversation.com

ترجمة: ميهاف الزهراني

تويتر: @Mehafsaadi

مراجعة: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!