الأطفال الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية في خطر متزايد للإصابة باضطرابات نفسية مثل البالغين

الأطفال الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية في خطر متزايد للإصابة باضطرابات نفسية مثل البالغين

18 يناير , 2022

ترجم بواسطة:

إيناس بن العمودي

دقق بواسطة:

كريم طارق

الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية معرضين لخطر الاصابة باضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.  من الضروري أن يتم تدريب المعلمين بشكل أفضل على تحديد مشاكل الصحة العقلية، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الأطباء النفسيين في المدارس.  

دراسة لمعهد مردوخ لبحوث الأطفال

توصّلت مراجعة منهجية حديثة إلى أنّ الأطفال الذين يعانون من أمراض عقلية كانوا عرضة للإصابة باضطراب عقلي عند البلوغ.

وجد البحث الذي قاده معهد مردوخ لبحوث الأطفال والذي نشرته مجلة علم الأعصاب ومراجعات السلوك الحيوي، أنّ الوقاية و التدخل المبكر يجب أن تستهدف الأطفال من سن المدرسة الابتدائية وكل أولئك الذين يعانون من الأعراض، بدلاً من انتظار التشخيص.

وجدت الدراسة أن الذين يعانون من أعراض مرض عقلي قبل سن الرابعة عشر، وحتى قبل سن الخامسة، يُتوقّع اصابتهم باضطرابات عقلية عند البلوغ. و الأهم من ذلك، ترتبط الأعراض، عدا عن التشخيص في مرحلة الطفولة، ارتباطاً وثيقاً باحتمالية الإصابة باضطراب عقلي عند البلوغ.  

حددت المراجعة المنهجية لـ 40 دراسة أجريت على 50 ألف مشترك، إلى أن مشاكل الصحة العقلية في الطفولة تؤثر لاحقاً على مرحلة البلوغ، وذلك في أستراليا، والولايات المتحدة، ونيوزيلندا، وهولندا، والمملكة المتحدة، وفنلندا، وفرنسا، والبرازيل، وإسبانيا.

قالت الدكتورة ميليسا مولراني بمعهد مردوخ لبحوث الأطفال، أن احتمال استمرار مشاكل الصحة العقلية الموجودة في الطفولة حتى مرحلة البلوغ، بدلاً من تشخيص اضطرابات جديدة.

ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من القلق الشديد هم أكثر عرضة للإصابة بعُصاب قلقيّ بنسبة تصل إلى 10 مرات كشخص بالغ، وأن أولئك الذين يعانون من أعراض مزاجيّة واكتئاب هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 28 مرة كشخص بالغ. وعلى نحو مماثل، فإن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية معرضين لخطر الاصابة باضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في مرحلة البلوغ.  

أظهرت المراجعة أن التعرض لأي اضطراب نفسي بين سن التاسعة إلى السادسة عشر يزيد من احتمالات الإصابة باضطرابات نفسية متعددة بستة أضعاف في سن الرشد، وأنّ الأطفال الذين عانوا من الشره المرضي في سن 13 تزيد احتمالات إصابتهم به 20 مرّة كشخص بالغ.

وقالت الدكتورة مولراني: “إن معظم خدمات علاج الصحة العقلية كانت تستهدف الشباب أو البالغين على الرغم من ظهور الأعراض إلى حد كبير في مرحلة الطفولة”.

يعاني واحد من كل 7 أطفال أستراليون تتراوح أعمارهم بين سن الرابعة و السابعة عشر من اضطراب عقلي, ولكن نصفهم فقط تحصلوا على خدمات علاج الصحة العقلية.

 تم تشخيص ابنة سامانثا في سن العاشرة بالقلق الشديد, واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، و التوحد.

قالت أنها انتظرت 12 شهراً لرؤية طبيب نفسي، وأخصائي علاج وظيفي مهني وتخاطب، ومع ذلك لا تزال ابنتها في حاجة إلى عامل معني بدعم الأطفال.

كما قالت: “هناك طلب كبير على خدمات الصحة العقلية، ما تسبب في فترات انتظار طويلة وتأخير للعلاج”، و أضافت “ابنتي كانت ستكون في مكان مختلف تمامًا الآن إذا تلقت تدخلاً طبياً في وقت مبكّر”.

قالت سامانثا أنه من الضروري أن يتم تدريب المعلمين بشكل أفضل على تحديد مشاكل الصحة العقلية، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الأطباء النفسيين في المدارس.

كما وقالت: “المدارس ليست مجهزة بشكل مناسب لدعم وفهم سلوكيات وآثار الاصابات العقلية”.

“التركيز على سنوات الدراسة الابتدائية  سيجهّز الطلاب بشكل أفضل للانتقال إلى المدرسة الثانوية. إن محاولة إعداد طفلي الآن للمدرسة الثانوية يكاد يكون مستحيلًا بالنظر لتأخر جاهزية العلاج”.

قال الأستاذ بمعهد مردوخ لبحوث الأطفال هارييت هيسكوك، أن الحصول على فهم أكبر لمسارات نمو اضطرابات الصحة العقلية الرئيسية من الطفولة إلى البلوغ كان أمراً بالغ الأهمية للإبلاغ عن توقيت العلاج وجهود التدخل.

وقالت: “نظرًا لأن جائحة كوفيد – 19 قد زادت من تفاقم مشاكل الصحة العقلية، فمن المهم تحديدها لدى الأطفال الصغار وتصميم، وتقييم، وتنفيذ برامج الوقاية والتدخل المبكر للأطفال قبل سن المراهقة”.

“يحتاج دعم الاضطرابات العقلية للأطفال في سن المدرسة الابتدائية إلى تعزيزهم بمقدمي الخدمات في الخطوط الأمامية، مثل الأطباء العامين، والممرضات، وأطباء الأطفال، وكما يحتاج الأخصائيون النفسيون إلى تحسين المهارات للتعامل مع مشاكل الصحة العقلية للأطفال”.

قال الأستاذ هيسكوك أن مرشد  “جماعة الممارسة” في غرب وشمال ملبورن كان يهدف إلى تحسين قدرة أطباء الرعاية الأولية والثانوية لتحديد وإدارة عروض الصحة العقلية للرضع والأطفال والمراهقين، وتقليل الضغط على الخدمات المتخصصة، ودعم الوصول المبكر إلى العلاج والرعاية.

جاءت هذه النتائج بعد دراسة استقصائية حديثة أجراها معهد مردوخ لبحوث الأطفال، والتي وجدت أن اثنين من كل خمسة شبان يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، وأن واحدًا من كل خمسة كانت لديه أفكار انتحارية خلال جائحة كوفيد- 19 العام الماضي في فيكتوريا. كما شهد إغلاق المدارس أيضاً أن أربعة من كل خمسة مراهقين أبلغوا عن زيادة التوتر المرتبط بالمدرسة.

كما ساهم في النتائج باحثون من معهد علم الأعصاب الاجتماعي، وجامعة ملبورن، ومستشفى الأطفال الملكي، وجامعة ديكين، وشبكة صحة المرأة والطفل في شمال أديلايد، وجامعة أديلايد.

رابط المقال الأصلي: https://medicalxpress.com

ترجمة: إيناس بن العمودي

تويتر:  @Benlamoudii

مراجعة وتدقيق: كريم طارق                                       


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!