التعامل مع المواقف الباعثة على التوتر عندما تكون بمفردك | ذكرى معينة قد تعينك على السيطرة على الوضع

التعامل مع المواقف الباعثة على التوتر عندما تكون بمفردك | ذكرى معينة قد تعينك على السيطرة على الوضع

30 سبتمبر , 2021

ترجم بواسطة:

وفاء القحطاني

دقق بواسطة:

زينب محمد

النقاط الرئيسية:

  • أظهر بحث لجامعة أريزونا أن التفكير في شخص مُتَقَبِّل أمر يبعث على الهدوء كالتواجد معه.
  • وَضَّح الباحث ستيفن بورجيس كيف نهدأ لا شعورياً عندما نتواجد مع شخص لا ينتقدنا.
  • نهدأ بفعل إشارات تنبعث من ملامح الوجه ونبرة الصوت ولغة الجسد.
  • الربط المسبق لذكرى ملامح وصوت ولمسة شخص هادئ بالموترات قد يساعد في السيطرة على الهلع والتوتر ورهاب الأماكن المغلقة.

جميعنا لدينا نظام تهدئة يطلق عليه الجهاز العصبي اللَّاوُدِّي (PNS) ولتنشيطه ينصحنا البعض بممارسة تمارين التنفس، لكنها لا تنشطه إلا عند الزفير، أمَّا الشهيق فيعطله، ففي محيط لا يبعث التوتر لن يكون هناك فرق. فالاطمئنان المنبعث من الزفير لن يقاطعه الشهيق، لكن لو تعرضنا لتوتر فإن السكينة المنبعثة من الزفير ستتلاشى عند الشهيق.

لقد شهدتُ ذاك بأم عيني، فقد كان هناك برنامج للتخلص من خوف الطيران في الخطوط الجوية التي عملتُ فيها، عُلِّم المشاركين في البرنامج تمارين التنفس، وقيل لهم أن هذه التمارين ستتكفل بتهدئة مخاوفهم في رحلة التخرج، لكنها لم تكن ذات فائدة، فقد رأيتُ المشاركين مرارً وتكراراً يُنفذون تمارين التنفس كما عُلِّموا تماماً وهم في حالة هلعٍ تام، لم يكن مشهداً يسر الناظرين، بل كانت خيانة، فتمارين التنفس لن تتحكم بالهلع، ففي محيط هادئ حينما يكون القلق منبعه الأفكار قد يمنع الإلهاء المقترن بتنشيط الجهاز العصبي اللَّاوُدِّي تصاعد القلق، لكن في وضع يصحبه توتر عالٍ  لن تجدي تمارين التنفس، فالذُعر يسيطر على الأشخاص ومحاولة التخلص منه ستزيد الأمر سوءاً، فالوضع كما في النكتة القديمة؛ عندما ترى شخصاً يحمل حِملاً فتسأله هل عندك عود ثقاب؟

ليس الهلع أمراً هيناً، وعادةً ما يُتهاون بوضع من يعانون منه بل وقد يُخبرون أنه لا ضرر منه وأنَّ عليهم التعايش مع المشاعر، هذه النصيحة غير منطقية لأن هناك إجراءات تتخذ للسيطرة على المشاعر.

فعوضاً عن تنشيط الجهاز العصبي اللَّاوُدِّي عند الزفير فقط، فإنه يمكن تنشيطه باستمرار، هذه الطريقة الأكثر فاعلية لتنشيط الجهاز العصبي اللاودي -وتحييد التوتر تحييداً أكثر شمولاً- تستند إلى بحث أجراه ستيفن بورجيس Stephen Porges، فقد اكتشف أنه عندما نكون مع شخص ما فإننا نرسل ونستقبل باستمرار إشارات تخبرنا بمدى سلامتنا، فإن كان ذاك الشخص لا يمثل تهديدًا لنا بأي شكل من الأشكال، فإن إشاراته تُنشِّط بشكل كامل جهازنا العصبي اللَّاوُدِّي PNS، ثم يقوم بتحييد هرمونات التوتر الموجودة، مما يبعث الاطمئنان، يسمي بورجيس اكتشافه نظام المشاركة الاجتماعية، لأنه يعتقد أن الإشارات المتبادلة دون وعي تجعل التفاعل الاجتماعي التعاوني ممكنًا.

فعندما تكون في مصعد مع أشخاص لاتعرفهم، فإن لوزة الدماغ تتفاعل وتفرز هرمونات التوتر فتعمل هذه الهرمونات على تنشيط الجهاز العصبي الودي (SNS) المسؤول عن زيادة معدل ضربات القلب ومعدل تنفسك لتستعد للجري أو القتال، كما أنه يحول الكثير من الدم الذي يُمَد به الجهاز الهضمي إلى العضلات، ولأنك لا تستطيع إيقاف المصعد والهرب فإن الأحاسيس الجسدية تُفسر على أنها إشارات خطر.

حينها تتدخل مشاعر المشاركة الاجتماعية لتجعل لحظات ركوب المصعد مريحة، فقد ترى صديقاً، وتتواصل بصرياً وتلقي التحية، فأنت تتلقى إشارات أمان من ملامح وجه صديقك وصوته، لقد تدخلت مشاعر المشاركة الاجتماعية، مشاعر الاطمئنان نشطت جهازك العصبي اللَّاوُدِّي، الذي سيطر على جهازك العصبي الوُدِّي وأبطئ دقات قلبك ومعدل تنفسك، وبث فيك الإطمئنان.

لكن مالحل لو باغتك التوتر وأنت بمفردك؟ إنَّ ربط ذكرى صديقك بمشاعر توتر متصاعد، يحفز الذكرى مما ينشط الجهاز العصبي اللَّاوُدِّي ويبث فيك الإطمئنان، فقد أظهرت أبحاث جامعة أريزونا أن تأثير ذكرى الصديق مماثل لتأثير وجوده.

ضم البحث ١٠٢ مشاركاً كانوا مرتبطين عاطفياً، قُسموا لثلاث مجموعات، وعُرِّض أعضاء المجموعات بشكل فردي لموقف باعث للتوتر، طُلِب من أفراد المجموعة الأولى أن يلتهوا بالتفكير بيومهم، وطُلِب من أفراد المجموعة الثانية أن يفكروا بشركائهم، أما أفراد المجموعة الثالثة فقد كان شركائهم موجودين بقربهم، أظهرت النتائج أن ضغط دم أفراد المجموعتين الثانية والثالثة كان منخفضاً حين تعرضهم للتوتر مقارنة بضغط دم أفراد المجموعة الأولى. لقد كان ضغط دم أفراد المجموعتين الثانية والثالثة متماثلاً، قال كايل بوراسا Kyle Bourassa أحد الباحثين: “يبدو أن التفكير بشريكك على أنه مصدر للدعم مماثل لقوة وجوده الفعلي”.

يمكن للوجود الفعلي أو النفسي لشخص ما أن يبث فينا اطمئناناً بالغاً، فقد أظهرت تجربة علاج الخوف من الطيران أنه من السهل جدًا الاستعانة بذكرى صديق للسيطرة على التوتر، يُحدد العميل شعوره عندما يبدأ التوتر في التصاعد ويربط هذه المشاعر بذكرى ملامح وجه صديقه، وصوته، ولمساته، ولغة جسده.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: وفاء القحطاني


مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!