crossorigin="anonymous">
5 أبريل , 2025
اضطرابات طيف التوحد (ASD) تشمل درجات متفاوتة من القصور في القدرات الاجتماعية والسلوكية والتواصلية، ويمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات تأثيرًا كبيرًا على الأداء في المدرسة والعمل ومجالات أخرى من الحياة، ومع ذلك، لا يملك الباحثون معلومات كافية حول كيفية حدوث هذه الاضطرابات في مراحل النمو المبكرة. وقد وجد علماء الأعصاب في جامعة كاليفورنيا سان دييغو أدلة على تطور غير طبيعي للجهاز العصبي في نماذج الفئران لاضطرابات طيف التوحد.
ربط الباحثون الأشكال البيئية لاضطرابات طيف التوحد بالتغيرات في الناقلات العصبية، وهي الرسائل الكيميائية التي تسمح للخلايا العصبية بالتواصل مع بعضها البعض، كما اكتشفوا أن التلاعب بهذه الناقلات العصبية في المراحل المبكرة من النمو يمكن أن يمنع ظهور السلوكيات المشابهة للتوحد.
وقد نُشرت الدراسة في أغسطس 2024 في مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم”.
قال البروفيسور نيكولاس سبايزر من قسم علم الأعصاب ومعهد كافلي للدماغ والعقل في كلية العلوم البيولوجية: “في سعينا لمعرفة الأسباب الجذرية لسلوكيات اضطرابات طيف التوحد في الدماغ، وجدنا تغييرًا مبكرًا في الناقلات العصبية الذي يعتبر مرشحًا جيدًا ليكون السبب الرئيسي”، وأضاف: “التحكم في الأحداث المبكرة التي تؤدي إلى اضطرابات طيف التوحد قد يسمح بتطوير وسائل جديدة من التدخل لمنع ظهور هذه السلوكيات”.
تشخيصات اضطرابات طيف التوحد ازدادت في السنوات الأخيرة، لكن كيفية ظهور هذه الاضطرابات على المستويات الخلوية والجزيئية الحيوية لم تكن مفهومة فهمًا كافيًا.
قادت الدراسة العالمة المساعدة في المشروع الدكتورة سويثا جودافارثي وزملاؤها، حيث قاموا بدراسة تعبير الناقلات العصبية في القشرة الجبهية الأمامية الوسطى، وهي منطقة في الدماغ تتأثر غالبًا لدى الأفراد الذين شخصوا باضطراب طيف التوحد، وقد اختبروا الفرضية التي تقول إن التغيرات في نوع الناقل العصبي الذي تعبر عنه الخلايا العصبية في القشرة الجبهية الأمامية يمكن أن تكون مسؤولة عن خلل كيميائي يسبب سلوكيات مشابهة لاضطراب طيف التوحد.
أظهرت الدراسات السابقة زيادة في حدوث اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال عندما تعرضت النساء الحوامل لاستجابة مناعية مرتفعة أو لبعض الأدوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل (أشكال بيئية لاضطراب طيف التوحد).
وقد أعاد الباحثون إنتاج اضطراب طيف التوحد في الفئران عن طريق إعطاء أجنة الفئران في الرحم هذه العوامل البيئية، وتسببت هذه العوامل في فقدان مؤقت للناقل العصبي “GABA” المثبط واكتساب الناقل العصبي “الجلوتامات” المثير في الفئران حديثة الولادة، وعلى الرغم من أن هذا التبديل من GABA إلى الجلوتامات قد عُكس تلقائيًا بعد بضعة أسابيع، إلا أن الفئران البالغة أظهرت سلوكيات متغيرة مثل التكرار في التنظيف وانخفاض التفاعل الاجتماعي.
وقد منع التلاعب بهذا التبديل المبكر للناقل العصبي في الفئران حديثة الولادة من تطوير هذه السلوكيات المشابهة للتوحد في الفئران البالغة.
قال سبايزر: “تحفيز إنتاج GABA في الخلايا العصبية التي استبدلت GABA بالجلوتامات تمنع ظهور السلوكيات المتكررة النموذجية وانخفاض التفاعل الاجتماعي”.
وأضاف: “توضح هذه النتائج أن تغيير النشاط الكهربائي وتحفيز الخلايا العصبية تحفيزًا خاطئًا في المراحل المبكرة من النمو يمكن أن يغير تركيب الجهاز العصبي”.
تشير التغيرات في تعبير الناقلات العصبية في مرحلة مبكرة من النمو إلى تأثيرات محتملة على السلوكيات في مراحل لاحقة من الحياة، حيث يُبنى باقي الجهاز العصبي على على بنية غير سليمة، مثل بناء منزل على أساس هش.
قال سبايزر: “يمكن لتبديل الناقل العصبي أن يغير تركيب الجهاز العصبي ويؤثر تأثيرًا كبيرًا على المراحل التالية”.
يقول الباحثون إن النتائج الجديدة تتماشى مع أدلة أخرى تشير إلى أن تغيير الإشارات في الجهاز العصبي خلال المراحل المبكرة من النمو يمكن أن يحمل عواقب سلبية لاحقًا مع نضج الدماغ.
المصدر: https://neurosciencenews.com
ترجمة: رزان محمود بخش
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً