الأجسام السوداء بين الحقيقة والخيال

الأجسام السوداء بين الحقيقة والخيال

14 أبريل , 2024

دقق بواسطة:

زينب محمد

ما هي الأجسام السوداء؟ الكثير منا يجهل الأجسام السوداء ربما لو نظرنا إلى السماء لم نجد أي  جسيمات سوداء، وربما تكون الجسيمات السوداء بين الحقيقة والخيال. فالبعض يعتقد أنها حقيقة والبعض يعتقد أنها خيال ولكن علميًا هي حقيقة وليست خيال.

 هنالك الكثير من الطلاب الدارسين في أقسام العلوم الطبيعية يدرسون المادة السوداء ولكن لا يرونها بالعين المجردة فيعتقدون أنها خيال لعل الكثير من طلاب الفيزياء قد مر عليه مصطلح المادة السوداء.

 المادة السوداء هي عبارة عن مادة فرضت لكي تفسر جزء من كتلة الكون بحيث لا يمكن أن ننظر إليها بالعين المجردة، لذلك لاحظ العلماء أن المادة السوداء هي مادة معتمة تمامًا لا تعكس الضوء ولا تمتصه كذلك الإشعاع الكهرومغناطيسي مثله مثل الضوء لا ينفذ من تلك المادة العجيبة.

 لقد كانت المادة المظلمة هاجسًا عند علماء الفيزياء الفلكية نتيجة تباين بين كتل الأجسام الفلكية المحددة، وقد افترض العالم جون أورت المادة المظلمة عام 1932 لكي يحسب السرعات المدارية للنجوم في مجرتنا الحلزونية، مجرة درب التبانة.

المادة المظلمة يصعب الكشف عنها ولكن ليس مستحيلاً، لأن عملية الكشف عنها تحتاج إلى تجارب معقدة مصممة تصميمًا دقيقًا لرصد هذا المادة حيث لابد من وجود مجموعة جديدة من العيارات لتحسين دقة  أجهزة الرصد للكشف عن المادة السوداء، مثل استخدام كاشف دقيق جدًا لكي يكشف عن هذا المادة المعتمة.

يقوم ذلك الكاشف الدقيق بالبحث عن جسيمات ذات كتلة أكبر ولكن بتفاعل أضعف، وهنا نلاحظ العلاقة العكسية بين الكتلة والتفاعل. نستطيع أن نقول كلما زادت الكتلة، قل التفاعل وهذا فقط في طريقة عمل ذلك الكاشف للبحث عن تلك الجسيمات التي تسمى اختصارًا wmip وهي جسيمات لها كتلة تتجاوز مضاعف كتلة البروتون، ومن مميزاتها أن تفاعلها مع المواد الأخرى ليست مقصورة على مادة بعينها.

 يقول العالم ريك: “إننا تمكننا من تحسين حساسية الكاشف المستخدم بمقدار 20 مرة لرصد الكتلة المنخفضة للمادة المظلمة”.

 وأضاف قائلاً: “من المهم جدًا أن نستمر في تطوير قدرات وإمكانيات الكاشف في البحث عن الجسيمات المظلمة والتي وصفها بالمراوغة”.

 تلك الجسيمات السوداء التي لا تُكشف إلا بكواشف  ذات دقة وقدرة أعلى من الكواشف الأخرى المستخدمة في التجارب، حيث شكلت هذا المادة أعجوبة من عجائب العلم في زمننا الحالي، لعل العلم في المستقبل يخبرنا عنها أكثر.

لو تمعنّا النظر، سنلاحظ أن هنالك ترابط بين الأجسام السوداء والثقوب السوداء. فالثقوب السوداء تبتلع الضوء ولا يستطيع أن ينفذ منها وأن الأجسام السوداء كذلك تبتلع الضوء ولا ينفذ منها؛ فهل هنالك علاقة بين الثقوب السوداء والأجسام السوداء؟ لعل الفيزياء تخبرنا بالمستقبل عن العلاقة بين الثقوب السوداء والجسيمات السوداء ولماذا؟ وكيف؟ يسقط الضوء ولا ينفذ.

بقلم: خالد سعود الصالحي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!