crossorigin="anonymous">
8 أغسطس , 2023
ومن هذا المنطلق، هل المجرة بأكملها داخل ثقبٍ أسود؟
عندما ننظر إلى الفضاء نحن سكان الأرض، فستبدو لنا مجموعتنا الشمسية محاطة ببلايين النجوم في مجرة درب التبانة. لكن لو نظرنا إلى الفضاء عن بعد، فهل سنجد دليلًا بأننا نعيش في شيء أكثر إبهارًا، كالثقوب السوداء مثلًا؟
الثقوب السوداء عبارة عن أماكن في الكون لها جاذبية هائلة، تعبث بالزمان والمكان الذي حولها، وعند الدخول إليها لن يخرج شيء – حتى الضوء- منها.
إحدى السيناريوهات تعتقد بأن الثقب الأسود قد ابتلع الأرض منذ وقت طويل. يقول جواراف خانا، وهو عالم ثقوب سوداء فيزيائي في جامعة رود آيلاند، بأنه لو كان هذا السيناريو صحيحًا فستكون قوى سحب الجاذبية كارثية، فعند اقتراب الأرض من الثقب الأسود سيتباطىء الوقت، واعتمادًا على حجم الثقب الأسود، ستتمدد المواد ويصبح شكلها كمعكرونة السباجيتي.
أخبر خانا لايف ساينس بأنه حتى وإن نجت الأرض من هذا التمدد، فستتورط بارتباطها بتفرد كثيف و ضئيل، وبالتالي ستحترق بفعل ضغط ودرجة حرارة قوى الجاذبية التي لا مفر منها.
أوضح خانا بأننا سنستبعد إمكانية ابتلاع الثقب الأسود للأرض في وقت ما في السابق، لأن الأرض ستمحى في غضون جزء من الثانية لو حدث ذلك.
ولكن هناك احتمالية أخرى لوجود الأرض داخل ثقبٍ أسود، وهي أن تكون الأرض قد تكونت هناك أصلًا.
يقول خانا: “يشبه الثقب الأسود إلى حد كبير الانفجار العظيم ولكن بطريقة عكسية”. فالثقب الأسود يتهاوى في نقطة عالية الكثافة، بينما الأنفجار العظيم يولد من النقطة ذاتها.
إحدى النظريات تفترض بأن الإنفجار العظيم ما هو إلا تفرد لثقب أسود كان في الكون الأم أي كون كان سلفًا لكوننا الحالي. وأوضح خانا: “فالمركز المكثف كان ينضغط و ينضغط أكثر فأكثر، حتى بشكل أو بآخر انفجر ثم تكون كونٌ صغير داخل الثقب الأسود”.
يقول خانا بأن هذه النظرية تعرف بظاهرة شفارتزشيلد الكونية، وتقترح هذه النظرية بأن كوننا الحالي يتمدد بداخل ثقب أسود وهو جزء من الكون الأم. في هذه النظرية، هذا السيناريو يعني بأن الأكوان تتواجد بداخل أكوانٍ أخرى، كلعبة دمى الشاي الروسية، والسفر للوراء عبر الثقوب السوداء- أمرٌ مستحيل؛ لأن حتى الضوء لا يستطيع المرور من خلال الثقوب السوداء.
ولكن لا يمكن على الأرجح إثبات هذه النظرية، فلا شيء يمكنه السفر للوراء عبر منطقة أفق الحدث المحيطة بالثقوب السوداء.
فإذا كانت الأرض داخل ثقب أسود، فقد قدر الخبراء حجم فجوة الفضاء. يقول سكوت فيلد، وهو أستاذ مشارك في الرياضيات من جامعة ماساتشوستس دارتموث: “لو كنا في داخل ثقب أسود فسيكون حجم فجوة الفضاء هائلًا”.
أخبر فيلد لايف ساينس، أن الأرض ليست في داخل ثقب أسود بحجم الكواكب أو حتى بحجم المجموعة الشمسية، فلو كان الأمر كذلك فسيلاحظ العلماء هذا، وستكون هناك آثار ملحوظة لدوران الثقب الأسود، فسنرى التشوه الطفيف الذي قد تخلفه الجاذبية الشديدة- كبطء الوقت وتمدد المواد- مع تحرك البشر داخل ثقبٍ أسود.
لو كانت الأرض تتواجد في ثقب أسود بنفس حجمها، فسيلاحظ البشر آثارًا لهذه القوى العاتية عند سفرهم من مكان لآخر فيها، كتمدد الأجسام على شكل سباجيتي، أو بطء الوقت، هذا ما قاله فيلد الذي يعمل في تصميم ومحاكاة الجاذبية، والتي تتضمن محاكاة اصطدامات الثقوب السوداء.
ويقول فيلد، بأن الثقب الأسود التي ستتواجد فيه الأرض لابد أن يكون هائلًا، كحجم الكون، ثقبٌ شاسع الآفاق لا يمكننا أن ندركه بالسفر مهما سافرنا بعيدًا أو سريعًا فلن نستشعر التشوه الذي ستخلفه جاذبيته الهائلة.
وأضاف خانا: “في داخل كون الثقب الأسود، من المستحيل أن يشعر سكان الأرض بوجود الكون الأم، سنكون غافلين عنه تمامًا، لذا إمكانية إيجاد أسلاف كوننا لا تزال على الأقل حاليًا صعبة. إنه شعورٌ لطيف بالطبع لو كانت هذه النظرية صحيحة”.
المصدر: https://www.livescience.com
ترجمة: روان الرفاعي
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً