أهمية اللغة العربية للأنظمة التعليمية في المستقبل

أهمية اللغة العربية للأنظمة التعليمية في المستقبل

4 يوليو , 2023

ترجم بواسطة:

سارة آل صقر

دقق بواسطة:

زينب محمد

تتسائل لاتريسا ويلسون حول غياب اللغة العربية في المدارس خاصةً في سن مبكرة على الرغم من أن اللغة العربية هي إحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم.

أصبح الوصول إلى اللغات التي لها حاجة ماسة، وخاصةً اللغة العربية، ذا أهمية كبيرة فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية.

فمن دون إمكانية تعلم اللغة، يعاني موظفو القرن 21، ولاسيّما أولئك المهمشين، من فقر اقتصادي واجتماعي وثقافي شديد.

ووفقًا لتحليل مؤسسة راند (RAND) لعام 2022، فإن كل جنيه إسترليني يُستثمر في تعليم اللغة العربية، أو الفرنسية، أو الماندرين، أو الإسبانية في المملكة المتحدة يدر عائدًا قدره 2 جنيه إسترليني.

وذكر التقرير أيضًا أن إزالة جميع الحواجز اللغوية مع الدول الناطقة بالعربية والصينية والفرنسية والإسبانية يمكن أن تعزز صادرات المملكة المتحدة بنحو 19 مليار جنيه إسترليني (21.8 مليار يورو) سنويًا.

رُغم أن هذه الأرقام تخص المملكة المتحدة وحدها، إلا أن تعزيز تعليم لغات عديدة سيكون له تأثير إيجابي هائل على الاقتصادات الأوروبية في جميع المجالات.

الموظفون الذين يتحدثون لغتين سيكون لهم مستقبل أفضل

إن التأثير الاجتماعي والاقتصادي لأهمية التعددية اللغوية في تزايد، ولهذا السبب تظهر الدراسات أن تعلم اللغات الأجنبية، خاصةً اللغات التي لا تُدّرس عادةً أو قليلاً ما تُدّرس واللغات المهمة المطلوبة، يرتبط بتحسين الرواتب وزيادتها.

ولقد أشار أحد الأبحاث في الولايات المتحدة إلى أن معرفة لغة ثانية يؤدي إلى زيادة أجور خريجي الجامعات بمتوسط 2٪ مقارنةً مع أولئك الذين لم يكتسبوا لغة أخرى.

ويتمتع الموظفون الذين يتحدثون بلغتين ويتميزون بمهارات لغوية بإمكانية الوصول إلى الفرص للتعرف على الثقافات المختلفة والمشاركة في ساحة سوق العمل العالمية بطرق لن يتمكن الموظفون الآخرون الذين ليس لديهم هذه المهارات.

إن النظام التعليمي الحالي غير مجهز لتلبية هذه الحاجة الماسة، والذي يجب أن يبدأ في سن مبكرة.

“نظرًا لأن اللغة العربية هي إحدى اللغات الأكثر انتشارًا في العالم، فلماذا لا تقوم المزيد من المدارس بإدراجها كمنهج للتدريس في سن مبكرة؟”

يواجه الطلاب صعوبات في المساواة والاندماج، وسيظل خريجو المستقبل يفوتون فرص تغيير الحياة التي يوفرها تعلم اللغة.

ويعد تعليم اللغة أمرًا مهمًا إذا كان الهدف منه هو تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للعيش في بيئة اجتماعية وثقافية متنوعة ومعقدة، لذلك يمكننا القول إن تعليم اللغة هو الأساس.

ولقد أدرج الاتحاد الأوروبي التعددية اللغوية كمهارة رئيسية، لكننا نحتاج أن تتقدم المزيد من المدارس وتتحد العقول الشابة الموهوبة لاكتساب وتطوير مهارات لغوية مفيدة.

لماذا تعد اللغة العربية لغة أقلية في المدارس؟

اللغة العربية هي اللغة الرسمية في أكثر من 27 دولة، وإحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة.

ودائمًا ما تصنف اللغة العربية على أساس أنها واحدة من أكثر اللغات تحدثًا في الاتحاد الأوروبي، وتروج الحكومات للغة العربية كلغة ذات أهمية عالمية واقتصادية.

وتعتبر اللغة العربية خيارًا شائعًا في برامج اللغات الجامعية، وغالبًا ما يشار إليها كواحدة من لغات المستقبل، وتضمن في السياسات التي تعزز التنوع والشمول.

ومع ذلك، فإن الاهتمام والاستثمار في اكتساب اللغة يقصران فقط على المرحلتين الابتدائية والثانوية (عندما يكون تعلم اللغة أكثر أهمية).

لا يمثل توفير اللغة العربية تمثيلًا تامًا وكاملًا ويحتاج أن يعكس التركيبة السكانية المتغيرة. ورغم أن اللغة العربية هي اللغة الثانية الأكثر استخدامًا في المنزل في العديد من الدول، إلا أنه نادرًا ما تقدم كمنهج دراسي.

عادةً ما تتمحور اللغة العربية تمحورًا أساسيًا حول تعليم اللغة للأسرة والمجتمع أو يتم توفيرها فقط في المدارس التكميلية أو خارج سياق المدرسة الرسمي، مع تركيز خفيف أو معدوم على دراسة اللغة الأجنبية الحديثة ما لم تكن بيئة تعليمية خاصة أو متميزة.

لذلك يحرم هذا التأطير عامة الناس من فرصة تعلم اللغة العربية، وهي من أقدم وأغنى لغات العالم.

فأولئك الذين يعتمدون على مؤسساتنا التعليمية التي تمولها الدولة لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي في السوق العالمية يفقدون مجموعة متنوعة من الفرص التي يوفرها اكتساب اللغة، وخاصةً اللغة العربية.

يجب أن تكون هذه الفرص متاحة الجميع.

نحن بحاجة إلى بيئة تعزز الوعي الثقافي والتفاهم المتبادل

إن الطلاب الذين بدأوا في تعلم اللغة العربية في سن مبكرة لديهم قدرات تواصلية عالية. ولقد رأينا مرارًا وتكرارًا التأثير الذي يغير الحياة بسبب تعلم لغة ثانية.

الطلاب الذين تعلموا اللغة العربية من خلال البرامج المدعومة من مؤسسة قطر الدولية (QFI)، سواء كانوا يتحدثون العربية أم لا، عملوا في مجالات سياسية، وتجارية، وقانونية، وإعلامية، وتعليمية.

عندما يتحد مدراء المدارس والمعلمون والطلاب وأولياء الأمور معًا حول أهمية تعلم اللغات، تتغير المجتمعات بأكملها.

يحتاج برنامج تعليم اللغة المبكر الناجح إلى: صانعي السياسات و/أو صانعي القرار الذين يدعمون التعددية اللغوية من خلال تخصيص الموارد الكافية، والإداريين الملتزمين بتطوير تعليم اللغة، ومعلمي اللغة المعتمدين، والتقييمات المناسبة لتقدم اللغة، والآباء المتحمسين، والطلاب الفضوليين.

فلذلك يمكن لنظام كهذا أن يعزز المعرفة الثقافية المتزايدة والتفاهم المتبادل والترابط الاجتماعي. وهذا أمر بالغ الأهمية لجميع اللغات، ولكن للغة العربية بشكل خاص.

المصدر: https://www.euronews.com

ترجمة: سارة آل صقر

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!