4 مايو , 2023
يعتبر مرض الكلى المزمن أحد عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب، مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو فشل القلب.
قامت دراسة جديدة أجراها باحثون من مستشفى بريغهام والنساء، العضو المؤسس في نظام بريغهام للرعاية الصحية الشاملة العام، ومركز بوسطن الطبي بتحليل هذه العلاقة بمزيدٍ من التفصيل من خلال فحص أنسجة الكلى المجموعة من خزعات سريرية لعدد 597 بالغًا ليس لديهم أي تاريخ من أمراض القلب. وأبلغ الفريق في ورقة بحثية منشورة في دورية جاما لطب القلب عن ارتباطات بين أنواع مختلفة من أمراض الكلى وعلامات تطور مرض الكلى المزمن.
قال المؤلف الرئيسي د. ليو إف باكلي، من قسم الصيدلة في مستشفى بريغهام: “الكلى والقلب أعضاء مرتبطة ببعضها بقوة، وتساعد دراستنا في توضيح كيفية ارتباط الكلية نفسها بالقلب بشكل أكثر وضوحًا. وقد درسنا ذلك مباشرةً بالنظر إلى قطعة من أنسجة الكلية التي جمعناها لمعرفة ما إذا كانت الآفات الموجودة بها مرتبطة بالقلب”.
لم يُدرس الارتباط بين آفات خزعة أمراض الكلى وخطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة خارج دراسات الأتراب الصغيرة في الماضي. اعتمدت هذه الدراسات السابقة أيضًا على المقاييس التقليدية لأمراض الكلى مثل معدل الترشيح الكبيبي التقديري (eGFR)، الذي يحدد مدى كفاءة عمل الكلى أو البيلة الزلالية (كمية البروتين في البول نتيجة تلف الكلى). أوضحت المعلومات المأخوذة من الخزعة (ليست مرتبطة بدراسة الترشيح الكلوي والبيلة الزلالية)، العلاقة بين أمراض الكلى وأمراض القلب بشكلٍ أكبر.
قال كبير المؤلفين د. سوشروت وايكار، رئيس أمراض الكلى في مركز بوسطن الطبي، وأستاذ نورمان جي ليفينسكي للطب في جامعة بوسطن تشوبانيان وكلية الطب بجامعة بوسطن: “لقد عرفنا منذ سنوات أن المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي معرضون لخطر الموت من أمراض القلب وأن مرضى القلب غالبًا ما يعانون خللاً وظيفيًا في الكلى. حاولت دراستنا فهم هذه العلاقة ثنائية الاتجاه من خلال النظر مباشرةً إلى تشوهات الكلى بالميكروسكوب وربطها بالنتائج السريرية لمرضانا”.
وجد الباحثون أنه على مدى خمس سنوات ونصف من المتابعة، حدثت أمور عكسية كبيرة في القلب والأوعية الدموية لدى 126 مشاركًا، مثل قصور القلب والسكتة الدماغية والنوبات القلبية والوفاة؛ حيث برز تشوهان في بنية الكلى وهما: التراكم الزائد للمواد في المسراق الكبيببي بوحدة ترشيح الكلى “التوسع المسراقي”، وسماكة جدران الأوعية الدموية الصغيرة “التصلب الشرياني” وكلاهما مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. بالإضافة إلى مرض الكلى الوعائي، ومرض الكلى السكري، وأمراض الكلى المزمنة التي تزيد منخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أيضًا.
أوضح باكلي: “وجدنا أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري المزمن الحاد الذي أدى إلى تلف الكلى، معرّضين للإصابة بأمراض القلب بنسبة كبيرة، مما يشير إلى ارتباط السكري بالكلى والقلب”.
كانت هذه الارتباطات مستقلة عن الأمراض الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، بالإضافة إلى مقياس ترشيح الكلى، ومستويات البروتين في البول. تم حساب معدل الترشيح الكلوي باستخدام المعادلة المعتمدة على الكرياتينين والتي تعتمد على العَرَق والمستخدمة سريريًا في وقت دخول المرضى.
استُبدلت هذه المعادلة الآن بأساليب تقديرية أقل تحيزًا لا تعتمد على العَرَق.
قال باكلي: “لم يكن هدفنا معالجة مسألة العَرَق ووظائف الكلى بشكل مباشر، لكن نتائجنا توضح مشكلات وسائل القياس التي تعتمد على العَرَق ومعدل الترشيح الكلوى الكبيببي التقديري. فبدلاً من ذلك يمكننا فقط النظر فقط إلى كليتيّ المريض لتحديد مدى الضرر”.
وأضاف: “لم ندرس على وجه التحديد ما إذا كان يجب على الأشخاص الخضوع لخزعة أم لا، ولكن عندما يقرر الطبيب بالفعل إجراء الخزعة، يمكن أن تساعده نتائجنا في تحديد مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى الكلى”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: هبة زكريا على
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً