كيفية استخلاص الدماغ للمعلومات ودمجها لأداء الأعمال بمهارة

كيفية استخلاص الدماغ للمعلومات ودمجها لأداء الأعمال بمهارة

23 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

رنا ماهر

دقق بواسطة:

زينب محمد

أوضحت دراسة جديدة كيفية تهيئة الدماغ البشري لأداء حركات ماهرة، مثل العزف على البيانو، والمنافسة في الألعاب الرياضية أو الرقص من خلال استخلاص ودمج المعلومات عن توقيت الحركات وترتيبها قبل البدء في أدائها.

اكتشف الخبراء أن الدماغ يفصل توقيت الحركات وترتيبها في التسلسلات المعقدة قبل دمجها وتحويلها إلى أوامر حركية معينة أو ما يُسمى بالذاكرة العضلية حينما يبدأ الشخص بأدائها.

ووجدوا أيضًا بأنه من الممكن تخزين ذلك التسلسل الحركي عالِ المستوى (مثل التوقيت والترتيب) عبر عدة مناطق مسؤولة عن الحركة في الدماغ، وغالبًا يُخزن خلال عدة أيام من التدريب والحفظ التسلسلي للأحداث قبل بدء تنشيطها من مُحفز معين مثل إشارة موسيقية، أو إطلاق رصاصة من مسدس.

يعتقد الباحثون من جامعة بيرمينغهام وجامعة بانجور إن الاكتشاف قد يساعد في تحسين إعادة الـتأهيل الحركي لمرضى السكتة الدماغية، ونُشرت هذه النتائج في دورية نيوروساينس Neuroscience.

وعلّقت الدكتورة كاتجا كورنيشيفا، الباحثة الرئيسية، من مركز صحة الدماغ البشري بجامعة برمينجهام قائلةً: “يعد أداء التسلسل الحركي من الذاكرة سمة مميزة للسلوك البشري الماهر ويتضح ذلك في ممارسة الكتابة اليدوية والعزف على آلة موسيقية”.

وأضافت: “إن ما يثير الاستغراب هو أن الدماغ يفصل هذه المهارات إلى خصائصها المكوِنة لها بدلًا من تشفيرها كذاكرة عضلية متكاملة حتى بعد التدريب المكثف، ويحدث تغيير في المعلومات داخل الدماغ عند أداء مثل هذه المهام”.

واستطردت قائلةً: “حينما نحتاج إلى هذه المعلومات، فإنها ستُسترد من الذاكرة غير المضغوطة قبل ضغطها سويًا لبدء تنفيذ مهمة معينة. وربما قد تساعدنا آلية الاستخلاص هذه للحفاظ على مرونتنا للتعديلات حتى ولو كانت في آخِر وقت قبل بدء الحركة، على سبيل المثال: عندما نريد أن نغير سرعة أو موعد عمل قادم”.

شوهدت سلسلة مكونة من ما يقرب من 1000 مشاركٍ يستخدمون يدهم اليمنى باستثناء -الموسيقيين المحترفين- يتعلمون ويحفظون أربعة تسلسلات موسيقية من إشارة بصرية قاموا بإعدادها وإنتاجها بعد ذلك. أنتج المشاركون التسلسلات الموسيقية بعد التدريب عليها في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي بدوره يقيس أنماط النشاط داخل الدماغ. ولم تظهر إشارة الانطلاق في بعض التجارب مما سمح للباحثين بفصل التحضيرات عن الحركة نفسها.

علّق ريس يوبري، صاحب التجربة الأول، من جامعة بانجور قائلًا: “لقد اكتشفنا عدة مناطق في الدماغ تستطيع التحكم في التوقيت أثناء إنتاج الحركة، ولكننا لم نجد أيًا منهم يستطيع التحكم في الحركة دون دمجها مع التوقيت”.

وأوضح أيضًا: ” كان هناك شيئًا متشابهًا في سلوك المشاركين وهو أنهم كانوا أسرع في تعلم تسلسل جديد من حركات الأصابع حينما كانوا على دراية بالتوقيت وعلى عكس ذلك، وجدوا صعوبةً في تعلم تسلسل قديم سبق تدريبه عند ربطه بتوقيت جديد، وربما التحكم في توقيت الحفاظ على النشاط أثناء الإنتاج يسمح بالمرونة والتغيير حتى بعد بدء الحركة”.

يعتقد الباحثون أن الدماغ يفصل ترتيب التسلسل والتوقيت، مثل ماهية العناصر التي تتحكم بمستوى عالٍ، والتي تُدمج لتحديد “كيفية” أداء الحركة بدقة.

وتساعدنا هذه النتائج الجديدة في فهم كيفية تخزين الأعمال الماهرة والتحكم فيها داخل الدماغ فهمًا أفضل، والتي تُستخدم في المهارات اليومية مثل الكتابة، وربط أربطة الحذاء، والعزف على آلة موسيقية وفهم أيضًا سبب مرونتها وقدرتها على التحكم في التغيرات البيئية أو في الاضطرابات العصبية.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: د. رنا ماهر

 لينكد إن: rana-hassan

 تويتر: ranatamaa

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!