سرطان الدماغ أحد أبرز النتائج لإصابات سابقة في الرأس

سرطان الدماغ أحد أبرز النتائج لإصابات سابقة في الرأس

31 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

نانسي المصري

دقق بواسطة:

زينب محمد

صدرَ عن معهد كليَّة جامعة لندن للسرطان مفهومًا جزيئيًّا هامًّا حول مدى تأثير الإصابة في تشكيل الأورام الدماغية النادرة نسبيًا أو حتى العدوانية والتي يُطلَق عليها اسم “الورم الدبقيّ”. 

أشارت الدراسات السابقة إلى احتمال وجود صلة بين إصابة الرأس وارتفاع معدلات الإصابة بأورام دماغية، إلَّا أنه لا يتوافر دليلًا قاطعًا في هذا الخصوص. عملَ الباحثون في الكليّة ذاتها على شرح هذه الصلة، حيث تبيَّن أنَّ الطفرات الوراثية تعمل بالتنسيق مع أنسجة الدماغ الملتهبة على تغيير سلوك الخلايا، ممَّا يجعلها أكثر عرضة للتحول لخلايا سرطانية. ورُغم أن هذه الدراسة أجريت على عدد كبير من الفئران، إلَّا أن نتائجها مهمة وقد تفسر الورم الدبقي عند البشر.  

إنَّ الورم الدبقي هو ورم دماغيّ ويتشكَّل غالبًا في الخلايا الجذعيّة العصبيّة؛ فالأنواع الأكثر تقدُّمًا من الخلايا الدماغية كالخلايا النجميّة، تبيّن أنها من الخلايا الأقل عرضة لتشكيل أورام؛ إلَّا أنَّ الأبحاث الأخيرة تشير إلى أنَّ فترات ما بعد الجراحة قد ينتج عنها إثارة سلوك الخلايا الجذعيّة مجددًا.   

وفي هذا السياق، أجرى البروفيسور بارينيلو وفريقه بحثًا يهدفُ إلى معرفة ما إن كان هذا الطابع يسمح للخلايا النجميّة بتشكيل ورمًا ملحقًا بصدماتٍ دماغيّة باستخدام نموذجًا من فئران ما قبل السريرية.   

حُقنت الفئران البالغة ذات الإصابات الدماغية بمادَّةٍ أبرزت الخلايا النجميَّة باللون الأحمر وأظهرت عمل جين (P53)، والذي يلعب دورًا حيويًّا في كبت أشكالًا عدّة من السرطانات. وكذلك، تم معالجة مجموعة مرجعية بالطريقة ذاتها، إنَّما الجين (P53) تُرك على حاله، حيث خضعت مجموعةً أخرى من الفئران إلى هذا الجين في غياب أي إصابة.   

وذكر البروفيسور بارينيلو أنَّ الخلايا النجميّة عادةً تكون كثيرة التشعّب، لذا شُبهت بالنجوم؛ ولكن اكتشفنا أنَّ هذه الخلايا تتحول من أشكالٍ متشعِّبة إلى أشكالٍ دائرية فقط في غياب الجين (P53) أو في حال الإصابة، لم تبدو وكأنها خلايا جذعية، إنَّما الأمر تغير. لذا، تركنا الفئران تكبر وراقبنا الخلايا حتى تبين لنا تغير شكلها لتصبح شبيهة بالخلايا الجذعية مقدّمةً دلائل على ظهور أولى علامات ورمًا دبقيًّا الذي قد ينقسم. وهذا ساعد البروفيسور بارينيلو وزملائه على اكتشاف ارتباط الطفرات التي تحدث في بعض الجينات بالتهاب الدماغ الناجم عن إصابة حادة تتفاقم حدتها مع الوقت لتجعل الخلايا النجمية أكثر عرضة لتشكيل سرطان. في الحقيقة عملية التغير هذه تسارعت وتيرتها حين حُقنت الفئران بمادة تعمل على تشكيل الالتهاب.

نظر الفريق بعد ذلك إلى دلائل تثبت هذه الفرضية على البشر؛ حيث استعانوا بقاعدة بيانات، وبالتعاون مع الدكتورة ألفينا لاي في قسم المعلوماتية الصحية، لأكثر من 20,000 شخصًا شُخصوا بإصابات في الرأس، مقارنةً بعدد الأشخاص الذين لديهم سرطان في الدماغ، إضافةً للمجموعات المرجعية، المطابقين بالعمر، والجنس، والحالة الاجتماعية والاقتصادية.

وتوصلوا إلى أنَّ الأشخاص الذين تعرّضوا لإصاباتٍ في الرأسِ، هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدماغ بعد عمر طويل، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتعرّضوا لإصاباتٍ في الرأس. ومن المهم أيضًا أن نأخذ في عين الاعتبار، أنَّ احتمالية الإصابة بسرطان الرأس ضعيفة عمومًا، قُدّرَت بأقل من 1% على مدة الحياة، حتّى بعد ظهور إصابةٍ ما يبقى خطر الإصابة ضئيل.  

ولقد صرّح البروفيسور بارينيلو قائلًأ: “نعلمُ جيدًا أنَّ الأنسجة الطبيعية تحملُ طفراتٍ عدّة، حيث تبدو محايدة ومن دون تأثيرات رئيسية؛ إلَّا أنَّ بحسب أبحاثنا وجدنا أنَّه إذا حدثت أي إصابة، وهذه الطفرات موجودة سيشكلان تأثيرًا تآزري، بمعنى آخر سيصبح الوضع أكثر خطورة”.

كما ذكر قائلًا: “إنَّ نسبة الالتهاب القاعدي في دماغٍ صغير تكون منخفضة، لذا يجب إبقاء هذه الطفرات قيد الملاحظة حتّى بعد حدوث إصابةٍ في الرأس ولكن مع التقدم بالعمر أظهر لنا عمل الفئران ارتفاعًا في نسبة الالتهاب في كامل الرأس، وخاصةً في بداية الإصابة لتبلغ الحد الأقصى حتى تبدأ الطفرات بالظهور”.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: نانسي المصري

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!