خلافًا للافتراضات السابقة: تعد الغابات التي تتعافى من قطع الأشجار مصدرًا للكربون

خلافًا للافتراضات السابقة: تعد الغابات التي تتعافى من قطع الأشجار مصدرًا للكربون

14 مارس , 2023

دقق بواسطة:

زينب محمد

وفقًا لدراسة جديدة، فإن الغابات الاستوائية التي تتعافى من قطع الأشجار تعد مصادر للكربون لسنوات عدة بعد قطع الأشجار، على عكس الافتراضات السابقة.

كان يُعتقد أن الغابات الاستوائية التي تتعافى من قطع الأشجار تمتص الكربون، حيث تنمو الأشجار  الجديدة بسرعة. ولكن أظهرت دراسة جديدة أجراه باحثون من إمبريال كوليدج لندن عدم صحة هذا الافتراض، حيث أظهرت الدراسة أن الكربون المنبعث من التربة والأخشاب المتعفنة يفوق الكربون الذي تمتصه الأشجار جديدة النمو.

يقول الباحثون إن النتيجة تسلط الضوء على الحاجة إلى ممارسات قطع الأشجار التي تقلل من الأضرار الجانبية لتحسين استدامة الصناعة. وقد نشرت الدراسة في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في يناير 2023، ورصدت الدراسة كميات الكربون في الغابات في بورنيو الماليزية كجزء من مشروع استقرار النظام البيئي للغابات المتغيرة.

وقالت الباحثة ماريا ميلز، التي بدأت العمل على المشروع في إمبريال وأكملته في جامعة ليستر: “تظهر نتائجنا أنه بالنسبة للغابة الاستوائية التي درسناها، فإن المناطق المقطوعة هي مصدر للكربون حتى بعد عقدٍ من حدوث قطع الأشجار. هذا يعني أننا بحاجة إلى إعادة تقييم دورهم في ميزانيات الكربون العالمية، فلم يعد بإمكاننا تطبيق الافتراض الشامل بأنهم أحواض للكربون”.

وأضاف الباحث الدكتور تيرهي ريوتا، الذي يعمل حاليًا في جامعة إكستر: “إن أغلب الكربون المنطلق في الغابات المستعادة  ناتج عن أضرار جانبية. كالأشجار التي ماتت أثناء عمليات قطع الأشجار وتُركت لتتعفن، أو التربة المضطربة. لا تزال الغابات التي تحتوي على أشجار مقطوعة ذات قيمة، فنحن نعلم أنها تتمتع بتنوع بيولوجي فريد، ولذا فإن التأكد من أنها لا تطلق كربونًا إضافيًا من خلال اتباع ممارسات قطع الأشجار مثلى سيعزز استدامتها”.

ركزت العديد من الدراسات السابقة لاستعادة الغابات على قياس نمو الأشجار لتقدير كمية الكربون المأخوذة من الغلاف الجوي. قاست الدراسة الجديدة أيضًا كمية الكربون المنبعثة من الأرض (التربة والأخشاب الميتة) لحساب ميزانية الكربون من تدفقات الكربون الواردة والصادرة للغابات التي قطعت أشجارها وكذلك التي لم تُقطع أشجارها.

شهدت الغابات المقطوعة أشجارها التي شملتها الدراسة قطع الأشجار في مراحل مختلفة على مدار العقود القليلة الماضية. وأخذت قياسات مستويات الكربون بين عامي 2011 و2017. ولقياس مستويات الكربون المنبعث من الأرض، استخدم الباحثون جهاز مراقبة لثاني أكسيد الكربون لاختبار بقع من الأرض وقطع من الخشب الميت في عدة أراضِ شهريًا لعدة سنوات. أنشأ الفريق أيضًا برجًا يبلغ ارتفاعه 52 مترًا فوق مظلة الغابة لقياس تدفق الكربون إلى الغابة وخارجها باستمرار لمعرفة ما إذا كان مصدرًا صافيًا أم مصرفًا للكربون.

ووجدوا أن مناطق الغابات غير المقطوعة أشجارها محايدة للكربون بشكل عام، ولكن تعد مناطق الغابات الاستوائية ذات الأشجار المقطوعة بشكل معتدل وكبير مصدرًا للكربون. ويقدر متوسط مصدر الكربون 1.75 +/- 0.94 طن من الكربون لكل هكتار داخل الأراضي التي قطعت أشجارها بشكل معتدل و5.23 +/- 1.23 طن من الكربون لكل هكتار في الأراضي التي قطعت أشجارها بشكل كبير، مع استمرار الانبعاثات بهذه المعدلات لمدة عقد واحد على الأقل بعد قطع الأشجار.

وعلق البروفيسور روب إيويرز، من قسم علوم الحياة في إمبريال: “تُظهر لنا القياسات من البرج ما إذا كانت منطقة الغابات مصدرًا أو مصرفًا للكربون، وتخبرنا مراقبة التربة عن سبب ذلك. من خلال هذه القياسات، نعلم أن الغابات التي قطعت أشجارها لا تزال مصدرًا للكربون حتى عقدٍ من الزمان بعد قطع أشجارها، وأن الكربون ينبعث في المقام الأول من المواد العضوية في التربة أو من الخشب المتعفن”.

واختتم الفريق قوله بإنه يجب مراقبة مستويات الكربون في غابات أخرى في مناطق مختلفة لبناء صورة أكثر دقة لكيفية مساهمة الغابات المقطوعة في ميزانيات الكربون العالمية.

المصدر: https://scitechdaily.com

ترجمة: عبير عبدالله الحقبي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!