اكتشاف ناسا لكوكب نادر بحجم الأرض في منطقة صالحة للحياة

اكتشاف ناسا لكوكب نادر بحجم الأرض في منطقة صالحة للحياة

13 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

عبير العبيد

دقق بواسطة:

زينب محمد

حين نبحث عن حياة خارج نظامنا الشمسي، تعتبر الكواكب التي تشابه الأرض هي المكان المناسب. نستطيع الآن أن نضم الجرم السماوي المسمى توي 700 إي (TOI 700) إلى تلك المجموعة الواعدة من الكواكب الصالحة للحياة.

وقد أثبت أن الكوكب  يدور داخل منطقة صالحة للحياة للنجم المسمى (700 TOI)، وهي مكان في الفضاء حيث يوجد كمية هائلة من المياه على  سطحها وله نفس درجة الحرارة المناسبة للحالة السائلة. يعتبر هذا النوع من الكواكب مناسبًا تمامًا للحياة، حارة لا تكون غطاءًا جليديًا، وباردة بالقدر الذي يمنع تكثف البخار.

يعود الفضل للقمر الصناعي التابع لناسا تيس (TESS) على اكتشاف الكوكب ومنحه اسمه الذي يعني جسم مثير للاهتمام، وهو اختصار الحروف الأولى (TESS Object of Interest). وهو الكوكب الثاني في هذه المنطقة الصالحة للحياة في نظام توي 700، إضافةً إلى توي 700 دي (TOI 700 d) الذي سبق رصده عام 2020.

تقول عالمة الكواكب ايميلي جيلبرت: “هذا النظام هو أحد النظم القليلة التي نعرفها، فيها كواكب متعددة، وصغيرة، وفي منطقة قابلة للحياة. مما يجعل النظام توي 700 فرصة رائعة لإجراء المزيد من البحث”. يعتبر كوكب إي (e) أصغر بنسبة 10% من كوكب دي (d)، ويتبين لنا من ذلك أن المزيد من رصد القمر الصناعي تيس سيساعدنا في العثور على عوالم أصغر”.

توي 700 هو نجم صغير من النجوم الباردة التي تسمى القزم الأحمر، يبعُد مئة سنة ضوئية عنا ضمن مجموعة أبوسيف (Dorado constellation). هذه النجوم بعيدة كل البعد عن أن تكون كبيرة بحجم شمسنا أو حارة بقدرها، لذلك تحتاج الكواكب أن توجد بقربها حتى تكون حارة كفاية، منعًا لتجمد المياه.

وبالعودة إلى كوكب توي إي، فإن تكوينه صخري بالمجمل، ويعتقد بنسبة 95% أنه بحجم الأرض. يقع في منطقة صالحة للحياة، حيث يمكن أن يوجد الماء في أي لحظة. أما كوكب توي دي فهو في منطقة صالحة للحياة، لكنه أصغر حجمًا، ويعتقد علماء الفلك أن الماء السائل قد يوجد لأغلب الكائنات على هذا الكوكب وليس كلها.

يرصد التلسكوب هذه الكواكب الخارجية، أي خارج مجموعتنا الشمسية، على أنها ومضات منتظمة في ضوء النجم المصدر كلما عبرت من أمامه، وهو ما يُعرف بالعبور الفلكي. إن فرصة رؤية الكواكب الكبيرة أكبر من رؤية الصغيرة ذات الطبيعة الصخرية بوجود سطح يحجب ضوء النجوم. وهذا ما يجعل اكتشاف الأجسام المشابهة للأرض شيئًا نادر الحدوث.

يحتاج كوكب توي 700 إي إلى 28 يوم ليقوم بدورة واحدة، بينما يدور توي 700 دي وهو أبعد قليلاً عن ما يجاوره في 37 يومًا. وبما أن كوكب إي أصغر حجمًا، فقد جمعت بيانات أكثر للتأكد من أن الصور الظلية تشكل بالفعل كوكبًا جديدًا.

يقول عالم الفيزياء الفلكية بين هورد: “لو كان النجم أقرب، أو كان الكوكب أكبر حجمًا، لكنا رصدنا كوكب توي 700 إي في أول سنة لجمع بيانات القمر الصناعي تيس، لكن الإشارات كانت ضعيفة جدًا حتى احتجنا سنة أخرى من رصد الكواكب العابرة لتحديده”.

يراقب القمر الصناعي تيس حوالي 100 مليون نجم، لذا فإن أي طريقة نستطيعها لتضييق نطاق البحث عن الحياة خارج الكوكب ستكون مفيدة. ومن تلك الطرق البحث عن كواكب خارج المجموعة الشمسية في مناطق ذات صلة بالمناطق الصالحة للحياة.

كلا الكوكبين مقيدين مديًا مع نجمهما، أي أن جزءً من الكوكب يقابل دائمًا نجمه، بنفس الطريقة التي يكون بها القمر مرئيًا من الأرض دائمًا من جهة واحدة. من المسلم به أن كون جهة واحدة من الكوكب عرضة للشمس يقلل فرصة ظهور حياة معقدة بسهولة.

لا يعني كون الكواكب مناسبة تمامًا أنها مثالية للحياة، لكنها قد تفسر لنا شيئًا أو شيئين عن وجود نُظم شمسية مناسبة لذلك. سيفهم علماء الفلك بدراسة نظام النجوم وخصوصًا تلك التي نحن موجودين فيها كيف تطورت أرضنا، والطريقة التي صارت بها الكواكب المجاورة في مداراتها.

يقول عالم الفلك جوي رودريجيز: “حتى وإن كنا اكتشفنا أكثر من خمسة آلاف كوكب خارج النظام الشمسي حتى الوقت الحالي، فإن كوكب توي 700 إي خير مثال على وجود الكثير مما نجهل”.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: عبير العبيد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!