هل تعاني من القلق الشديد؟

هل تعاني من القلق الشديد؟

7 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

أماني محمد

دقق بواسطة:

هناء أحمد

اضطراب القلق مشكلة شائعة للغاية، ووفقًا لما ذكره التحالف الوطني للأمراض العقلية، فإن أكثر من 40 مليون بالغ في الولايات المتحدة يعاني من اضطراب القلق بمختلف أنواعه، وبعضها للأسف يعيق حياتهم بشكل مؤسف. ولكن يبدو أن بعضهم قادر على العمل بكفاءة عالية، رُغم هذه المشاعر المزعجة.

القلق هو عبارة عن خوف حتمي، ولسوء حظنا نحتاج إلى القلق كثيرًا في حياتنا، حيث نشعر بالقلق في كثير من الأحيان للبقاء على قيد الحياة، وعندما تخف وطأة الخوف، فإننا نرتكب أفعالاً غير حكيمة أو نفشل في الانتباه إلى المخاطر المحتملة.

القلق هو إنذار من المستحيل تجاهله. فقد تقرر “التغلب على الخوف” من خلال تحمّله، ولكنك ستظل تشعر به. وللأسف، فإن البعض يساوي القلق بالافتقار إلى الشجاعة والالتزام الأخلاقي، أو حتى بالجبن، بينما في الواقع يمكن القول إن أولئك الذين يستيقظون في الصباح على الرغم من قلقهم هم أكثر شجاعة من أولئك الذين لا يشعرون بالخوف في المقام الأول،  وأولئك الذين لا يستطيعون حتى الاستيقاظ في الصباح بسبب قلقهم يستحقون مساعدتنا وتعاطفنا.

الكرّ أو الفرّ

 يولّد الخوف لدى البشر استجابة “الكرّ أو الفرّ”، ففي حالة مواجهة تهديدًا فإن الحيوانات تقاتل إذا شعرت بإمكانية الفوز؛ وإلا، فالفرار سيكون القرار الأفضل.  في كلتا الحالتين، يُثار جسدنا وعقلنا أثناء استجابة القتال أو الهروب.  مما يتيح لنا أن نجمع بسرعة كبيرة كل الطاقة الجسدية والتركيز الذهني الضروريين إما للقتال أو الهروب.

هذان الخياران (القتال أو الفرار) يرتبطان بردود الفعل المختلفة التي نجدها في القلق. وعلى الجانب الآخر، فإن شعور الخوف عادةً ما يعزز الحاجة إلى التجنب، وهو ما يعادل استجابة “الهروب”، في حين أن الآخرين قد يستمرون في المضيّ قدمًا إلى الأمام على الرغم من إحساس الخوف.

بينما في اضطراب “القلق الشديد” ستكون استراتيجية القتال هي الحل. فعلى الرغم من عدم تشخيصه رسميًا وليس في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، فقد استُخدم المصطلح لوصف أولئك الذين يعانون من أحاسيس القلق التي في ظاهرها ليس لها أي آثار سلبية على أدائهم، فقد يملك هؤلاء الأفراد ذوي الإنتاجية العالية وظيفة جيدة وحياة ناجحة ولكنهم يشعرون بالتوتر والقلق باستمرار، وقد يجاهدون من أجل الاسترخاء أو قد يعانون من عسر هضم متكرر أو يجدون صعوبة في النوم ليلاً.

طيف القلق

 أعتقد أنه من الجيد رؤية القلق كبُعدٍ أو طيف، و يمكن اعتباره قلقًا عاديًا لا مفرّ منه ومتقطع في أحد طرفي  منحنى الطيف، ومن المحتمل أن يكون الأشخاص المصابون بالقلق الشديد في مكان ما في الوسط ( أي قد لا يزال بعضهم يحتاج إلى مزيد من التشخيص)، أو اضطرابات القلق السريرية الكاملة، والتي يمكن تشخيصها بالتأكيد في الطرف الأدنى من منحنى الطيف. أنا أميز بين النقاط المختلفة في الطيف ببساطة لأنني أعتقد أنه من المهم أن أوضح إذا ما كان إمكانية أو عدم إمكانية الفرد على العمل هو علامة على شدة قلقه وليس خيارًا شخصيًا، أو أنها مسألة شجاعة شخصية وقدرة على التحمل.

القلق أمر مروع، حتى وإن كان جزءًا طبيعيًا من حياتنا، وسيحتاج المريض إلى الدعم والعلاج عندما يزداد الأمر سوءًا. فلا ينبغي أن نفترض أن الشخص القلق الذي يعمل بكفاءة لا يحتاج إلى هذا الدعم. ولا ينبغي أن نلوم الشخص الذي يعاني من تحديات وظيفية والقلق الشديد على تحدياته بقول أنه يفتقر إلى الشجاعة في مواجهة خوفه حتى وإن كانت هذه التحديات هينة من وجهة نظرنا.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: أماني محمد

مراجعة وتدقيق: هناء أحمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!