خمس دقائق من المشي كفيلة بأن تحفظ  لك صحتك!

خمس دقائق من المشي كفيلة بأن تحفظ لك صحتك!

18 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

أثير مسفر

دقق بواسطة:

هناء أحمد

قدمت تجربة جديدة نتائج مطمئنة للأشخاص القلقين بشأن الآثار الصحية الناتجة عن الجلوس طوال اليوم في العمل؛ حيث توصلت الدراسة إلى أن أخذ خمس دقائق استراحة مشي على الأقل كل نصف ساعة يساعد على تثبيت معدلات السكر في الدم وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم مقارنةً بالجلوس لفترة طويلة، وأفاد الناس أيضًا بأن استمرارهم على المشي بانتظام ساعد على تحسين مزاجهم وتوفير جهد أقل مما كانوا يشعرون به سابقًا.

تعد كثرة الجلوس مؤشر خطر جدًا للإصابة بأمراض متعددة، مثل: أمراض القلب، والأوعية الدموية، ومرض السكري من الدرجة الثانية. بالنسبة لمعظمنا تعد فترات الجلوس الطويلة في العمل أو حتى في المنزل السبب في خمولنا وعدم إنتاجيتنا، إثر ذلك، ربطت الدراسات بين الجلوس لفترات طويلة وبين ارتفاع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وإصابات العضلات والظهر، وبعضٍ من أنواع السرطان، بإلاضافة إلى أمراض أخرى.  

قد يساعد الانتظام على التمارين الرياضية في تخفيف بعضٍ من آثار كثرة الجلوس وليس بالضرورة جميعها، لذلك هناك توصيات من الأطباء ومنظمات الصحة بتقسيم الوقت اللازم في الجلوس على مدار اليوم تجنبًا للإصابات.

من جهةٍ أخرى، يعتقد علماء التمارين من جامعة كولومبيا أن هناك احتمالية ضئيلة نسبيًا بوجود أبحاث ناقشت فاعلية استراحات المشي.

قام كاتب الدراسة الأستاذ المشارك في الطب السلوكي في كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين الكولومبية بإرسال رسالة بريد إلكتروني إلى موقع قيزمودو، حيث قال فيها: “دائمًا ماتشير الإرشادات بأن يجلس البالغون قليلاً، ويتحركون كثيرًا ولكنها لا تقدم نصائح محددة لعامة الناس عما يجب فعله بالتحديد؛ فمثلما لدينا توصيات على مقدار الفواكه والخضروات التي يجب تناولها يوميًا أو مقدار مزاولتنا للرياضة، قمنا بالبحث أيضًا عن كيفية مكافحة أضرار الجلوس، بالتحديد، أردنا معرفة الأساس في أقل جهد يمكنك بذله لمنع الأضرار الصحية الناتجة عن الجلوس”. 

للتحقق من ذلك، اختير أحد عشر متطوعًا بالغًا من الأصحاء للمشاركة في تجربة جامعية حيث نفذ المتطوعون ٥ سيناريوهات مختلفة للجلوس وكانت عينة الاختبار هي الجلوس لمدة ٨ ساعات على كرسي مريح للقراءة أو العمل على الحاسوب أو الهاتف المحمول.

في الأربع ساعات الأخرى ذهب المتطوعون في جولات مشي خفيفة لفترات متفاوتة على مراحل مختلفة في اليوم تتضمن دقيقة واحدة من المشي بعد كل نصف ساعة من الجلوس، دقيقة واحدة من المشي بعد كل ساعة من الجلوس، خمس دقائق من المشي بعد كل نصف ساعة، خمس دقائق من المشي بعد كل ساعة. بالإضافة إلى استراحات الوجبات واستراحات دورات المياه عند الحاجة.

أثناء تجربة كل عينة تابع فريق دياز معدل ضغط الدم والسكر -حيث إنهما أهم مؤشران على صحة الفرد العامة- وأجابوا على الاستبيانات وتبين أن من بين كل العينات كانت عينة واحدة هي الإجابة.

قال دياز: “وجدنا أن خمس دقائق من المشي الخفيف كل نصف ساعة هي الطريقة الوحيدة التي تخفض معدلات السكر في الدم بصورة ملحوظة مقارنةً بالجلوس طوال اليوم. بالتحديد، انخفض معدل السكر في الدم بعد الأكل بمعدل ٦٠٪ تقريبًا بالإضافة إلى انخفاض ضغط الدم بمقدار ٤ إلى ٥ نقاط مقارنةً بالجلوس طوال اليوم.

لقد امتد أثر هذه النتائج حتى على الصحة العقلية؛ حيث أفاد المتطوعون بأنهم لاحظوا تحسنًا في الحالة المزاجية وتوفير جهد أقل مما كانوا يشعرون به سابقًا بعد المشي لمدة خمس دقائق كل نصف ساعة وقد نُشرت نتائج الفريق في دورية الطب والعلوم في الرياضة والتمارين الرياضية Medicine & Science in Sports & Exercise.

 أضاف دياز بأن عينة الاختبار التي أنشؤوها ليست بالضرورة صورة تمثل العالم الخارجي حيث تعتمد على عينة صغيرة جدًا لذلك يجب استخدامها بحذر، ولكنها تعني أيضًا أن المسؤولين يمكنهم التحكم بالمتغيرات التي من شأنها أن تحدد المدة المثالية لاستراحات المشي.

في كل الحالات، لا أحد يستطيع الإنكار بأن المشي عمومًا مفيد جدًا للصحة مهما كانت مدته؛ رُغم إثبات التجربة بأن المشي خمس دقائق كل نصف ساعة هي المدة الأمثل إلا أن حتى الفترات الأقصر أو الأقل انتظامًا لها فائدتها في تحسين مستويات ضغط الدم إلى المعدل المتوسط بالنسبة للمتطوعين.

نظرًا للنتائج الفورية التي ظهرت على الصحة العقلية للمشاركين تبين أن هذه الاستراحات قد تضيف إلى إنتاجية مكان العمل، لذلك يأمل دياز تسليط ضوء بحوثهم على مخاطر الجلوس لفترات طويلة وتنبيه أصحاب العمل على إيلاء الموضوع اهتمام أكبر.

وقال في هذا الصدد: “هناك حاجة لمزيد من الدراسات التي تؤكد نتائج بحثنا ولا أظن أن علينا الانتظار أكثر من ذلك، إذ أن لدينا الآن أدلة كافية عن الأضرار الصحية الناتجة عن الجلوس ولماذا يتوجب على أصحاب العمل التعزيز والتشجيع على أخذ استراحات من الجلوس. من جهة أخرى، لازلنا بحاجة إلى فرز النتائج مرات عديدة، ولكن تعتبر نتائجنا نقطة انطلاق ممتازة”.

لقد بدأ الباحثون بالفعل بدراسة جديدة تختبر ٢٥ استراتيجية تعالج أضرار الجلوس تتضمن طرق فعالة للموظفين الذين ليس باستطاعتهم أخذ استراحات كافية بشكل منتظم، مثل سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة.

المصدر: https://gizmodo.com

ترجمة: أثير مسفر الغامدي

تويتر: @AtheerAlGh1_

مراجعة وتدقيق: هناء أحمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!