crossorigin="anonymous">
5 فبراير , 2023
ينصح الأطباء بالكشف الروتيني عن العديد من أنواع السرطان المختلفة، بهدف الكشف المبكر عن المرض قبل انتشاره في الجسم، من أجل إنقاذ الحياة. ولكن تبقى المعضلة بصعوبة الإجراءات وتكلفتها على المريض، فعلى سبيل المثال، يُستخدم تنظير القولون للكشف عن سرطان القولون، وللكشف عن سرطان الثدي تُجرى صورة شعاعية للثدي (الماموغرام). ولكن هذه الإجراءات قد تكون غير مريحة بالنسبة للمرضى.
يقول الطبيب بريتشارد، طبيب وباحث في الطب المخبري ومطور للتحاليل الجزيئية للسرطان: “أؤمن بأنه من المرجح أن تحاليل (MCED) بإمكانها الكشف عن السرطان في المستقبل القريب، خصوصًا إذا كانوا يتلقون دعم فيدرالي قوي لتمكين التطور السريع”.
ترمُز (MCED) للتحاليل المبكرة للسرطانات؛ حيث تبحث عن بقايا الحمض النووي لخلايا الأورام في مجرى الدم، يحتوي هذا الدم على خلايا الحمض النووي على معلومات عن أي نوع من الأنسجة جاءت منها وفيما إذا كانت طبيعية أو سرطانية.
يستخدم الأطباء تحاليل الدم للبحث عن طفرات في الحمض النووي للورم من أجل المساعدة في توجيه العلاج؛ نظرًا لأن المرضى بالمرحلة المتقدمة من المرض يميلون في الحصول على كمية كبيرة من الحمض النووي للورم المنتشر في الدم، فمن السهل نسبيًا اكتشاف وجود هذه التغييرات الجينية.
تُعتمد تحاليل الخزعات السائلة في المراحل المتقدمة من السرطان، بالمقابل يُستخدم تحليل (MCED) في المراحل المبكرة عندما لا توجد كمية كافية من خلايا الورم.
الكشف المبكر عن هذه الخلايا قد يكون أمرًا صعبًا لكون الخلايا غير السرطانية أيضًا تقوم بالتخلص من الحمض النووي في مجرى الدم. ولجعل الأمور أكثر تعقيدًا، وُجد الحمض النووي للخلايا المتقدمة بالعمر أيضًا. حيث تسبب هذه الخلايا إرباكًا في الكشف عن الحمض النووي للسرطان.
لحسن الحظ، تستطيع تحاليل جديدة تجنب تداخل خلايا الدم بالتركيز على الرمز الجزيئي المتواجد في الحمض النووي للسرطان الذي يكشف عن نوع النسيج القادم منه. هذه التعديلات تتواجد على سطح الحمض النووي التي هي نتيجة مثيلة الحمض النووي، الذي يختلف بين نوع نسيجي وآخر. وبالتالي، خلايا السرطان تحتوي على نمط مثيلة غير طبيعية للحمض النووي التي تتوافق مع نوع السرطان.
عند فهرسة الأنماط المختلفة لمثيلة الحمض النووي، تحاليل (MCED) يمكنها التركيز على أقسام الحمض النووي التي تميز بين أنواع السرطانات والنسيج الطبيعي وتحديد المصدر الرئيس للسرطان.
لتنفيذ تحاليل (MCED) في العيادة قد تأخذ سنوات عديدة، يبدأ الباحثون والأخصائيون تحديد من يجب فحصه، وفي أي عمر والتاريخ المرضي والتاريخ العائلي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
ولكن، هناك قلقٌ بأن تحاليل (MCED) قد تؤدي إلى الإفراط بتشخيص السرطانات منخفضة الخطورة التي لا تظهر عليها أعراض التي يُفضل تركها دون اكتشافها، حيث حدث ذلك في أثناء الكشف عن سرطان البروستات. هنالك مشكلة أخرى تتعلق بالتحاليل الإضافية لتأكيد نتائج (MCED) إيجابية في كونه مكلفًا وعبئًا على النظام الطبي، وخصوصًا إذا كان تصوير الأشعة للجسم مطلوبًا.
كما أنه لا يوجد تحليل (MCED) معتمد من هيئة الغذاء والدواء، فإنه غير مغطى بالتأمين الصحي، ويبلغ سعره لدى إحدى الشركات 949$، ولكنها توفر خطة دفع بالقسط.
بغض النظر عن هذه المخاوف، لاتزال تُظهر الدراسات السريرية أملاً في الكشف المبكر عن السرطان. حاليًا يوجد العديد من تحاليل (MCED) قيد التطوير في الأبحاث العلمية، حيث أطلقت شركة (GRAIL) في عام 2021 أول إعلان عن توافر تحليل (MCED) في الولايات المتحدة يمكنه تحديد أكثر من 50 نوع من السرطانات. تَستخدم بعض هذه التحاليل طرق مختلفة للكشف عن السرطان بالإضافة للحمض النووي للورم المنتشر، مثل البحث عن البروتينات المترافقة مع السرطان في الدم.
قد تُحدث اختبارات (MCED) ثورة قريبًا في الطريقة التي يتعامل بها الأطباء مع فحص السرطان، ويبقى السؤال هو ما إذا كان نظام الرعاية الصحية جاهزًا لهم؟
المصدر: https://www.sciencealert.com
ترجمة: راما أبوهاشم
مراجعة وتدقيق: ريما الحربي
تويتر: @_reemaharbi
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً