هندسة الدماغ، أبعاد العقل: اكتشاف طرق جديدة لوصف حالات الوعي

هندسة الدماغ، أبعاد العقل: اكتشاف طرق جديدة لوصف حالات الوعي

26 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

آية قابيل

ما يعنيه أن تكون واعيًا هو أكثر من مجرد سؤال فلسفي، حيث يواصل الباحثون التحقيق في كيفية خروج التجربة الواعية من النشاط الكهروكيميائي للدماغ لفهم صحة الدماغ أثناء الغيبوبة. حيث يكون الشخص على قيد الحياة ولكنه غير قادر على الحركة أو الاستجابة لبيئته، بسبب التخدير الجراحي، أو التغيرات الناتجة عن فصام الشخصية.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه لا يوجد موقع واحد في الدماغ مسؤول عن الوعي، مما يشير إلى ظاهرة “الشبكة”، لذا كان من الصعب جدًا تتبع الروابط المختلفة بين المواقع في شبكات الدماغ التي تؤدي إلى الوعي واليقظة.

يوفر نهج جديد باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (MRI)، وهي تقنية تصوير تسمح لك برؤية نشاط الدماغ من خلال التغيرات في تدفق الدم بمرور الوقت، نظرة ثاقبة جديدة حول كيفية دراسة الحالات الواعية.

قال د. زيروي هوانغ، أستاذ مساعد باحث في قسم التخدير بكلية الطب بجامعة ميشيغان: “الوعي معقد ودراسته تشبه حل مكعب روبيك معقد. إذا نظرت إلى سطح واحد فقط، فقد تشعر بالارتباك بسبب طريقة تنظيمه. تحتاج للعمل على اللغز بالنظر إلى جميع الأبعاد”.

وبالإسقاط على الوعي، يمكن أن تشمل هذه الأبعاد:

1) الإثارة؛ أي القدرة على الاستيقاظ،

2) الوعي، أو ما نختبره بالفعل مثل: احمرار الوردة.

3) التنظيم الحسي، أو كيف يتم نسج المشاهد والأصوات والمشاعر معًا لتكوين تجربة حسية متناسقة.

لعقود من الزمان، نُظر في هذه الأبعاد من الناحية المفاهيمية، دون رسم أي خرائط لنشاط الدماغ نفسه. في الدراسة التي أجراها الطبيبين هوانغ، وجورج ماشور، أستاذ ورئيس قسم التخدير ومؤسس مركز علوم الوعي، ود. أنتوني هوديتز، مدير مركز علوم الوعي، سعى الباحثون إلى إيجاد تلك الأبعاد للعقل في هندسة الدماغ.

عادةً ما تقيم دراسات تصوير الدماغ مناطق دماغية منفصلة ومحددة جيدًا. فلنأخذ ولاية كولورادو على خريطة الولايات المتحدة كمثال لفهم الأمر أكثر، ستجد أن لها حدود واضحة جدًا في شكل مستطيل تقريبًا.

ولكن بالنظر إلى الحدود التي تفصل بين كولورادو ووايومنغ، على سبيل المثال ستجد أنها غير مبررة. علي النقيض من ذلك، فإن تضاريس وجغرافيا الجبال في كولورادو ووايومنغ يمنحك معلومات أكثر عن طبيعة المنطقة. قام الباحثون بشيء مشابه جدًا في دراسة التصوير العصبي، فبدلاً من النظر في مناطق الدماغ المحددة بدقة، حققوا في التضاريس أو التدرجات عبر مناطق الدماغ. 

ولتطوير خريطة لما يسمى بالتدرجات القشرية للوعي، استخدم الفريق بيانات الرنين المغناطيسي الوظيفي للمشاركين في الدراسة الذين كانوا مستيقظين، أو مخدرين، أو في غيبوبة، أو لديهم تشخيصات نفسية مثل الفصام.

تمكن الفريق بعد ذلك من ترتيب تسجيلات 400 منطقة دماغية مختلفة إلى تدرجات، ومقارنة كيفية تغييرها فيما يتعلق بهذه الحالات أو التشخيصات.

وجدوا ثلاثة تدرجات قشرية يبدو أنها تتماشى مع أبعاد الوعي، بما في ذلك الإثارة والوعي والتنظيم الحسي.

قال هوديس، كبير مؤلفي الدراسة: “ما كان يتم رسمه فقط كمخطط مفيد للحالات الواعية رُسم في الدماغ نفسه حاليًا”.

وقال هوانج: “تفتح دراستنا رؤية جديدة للوصل بين الوعي والدماغ، علاوةً على ذلك، يُلاحظ أن النتائج لديها القدرة على تطوير شخصيات أو تقييم مرضى الأعصاب”.

أوضح مشور: “تمثل هذه المقالة مساهمة هامة في علم الوعي وتتماشى مع مهمتنا المتمثلة في تحقيق فهم أعمق مع تعزيز الرعاية السريرية”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: آية قابيل

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!