الجراثيم الخارقة في تزايد: تقرير لمنظمة الصحة العالمية يُشير إلى زيادة مقاومة المضادات الحيوية

الجراثيم الخارقة في تزايد: تقرير لمنظمة الصحة العالمية يُشير إلى زيادة مقاومة المضادات الحيوية

26 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

هند حمدي

يكشف تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية (WHO) عن نِسب عالية من المقاومة في البكتيريا، مُسببة عدوى مهددة للحياة في مجرى الدم، فضلًا عن زيادة المقاومة للعلاج في العديد من البكتيريا المُسببة للعدوى الشائعة في المجتمع بناءً على بيانات ذُكرت من 87 دولة في عام 2020.

ولأول مرة، يقدم تقرير النظام العالمي لرصد مقاومة مضادات الميكروبات واستخداماتها (GLASS) تحليلات لمعدلات مقاومة مضادات الميكروبات (AMR) في إطار تغطية الاختبارات الوطنية، واتجاهات هذه المقاومة منذ عام 2017، وبيانات حول استهلاكها في البشر في 27 دولة. وقد حقق النظام العالمي لرصد مقاومة مضادات الميكروبات واستخداماتها في غضون ست سنوات، المشاركة من 127 دولة مع 72% من سكان العالم. يتضمن التقرير تنسيقًا رقميًا تفاعليًا مبتكرًا لتسهيل استخراج البيانات والرسومات.

يُبين التقرير نسب عالية من المقاومة (تزيد عن 50%) مُسجلة في البكتيريا المُسببة لعدوى مجرى الدم على نحو متكرر في المستشفيات، مثل الكلبسيلا الرئوية وفصائل بكتيريا الراكدة. وتتطلب هذه العدوى المهددة للحياة علاجًا باستخدام المضادات الحيوية كحل أخير، مثل أدوية الكاربابينيمات.

ومع ذلك، فقد سُجل أن 8% من عدوى مجرى الدم الناجمة عن الكلبسيلا الرئوية تُعد مقاومة للكاربابينيمات، مما يزيد من خطر الوفاة بسبب العدوى التي لا يمكن السيطرة عليها.

أصبحت العدوى البكتيرية الشائعة مقاومة للعلاجات بشكل متزايد، وأظهرت أكثر من 60% من عزلات النيسرية البنية، وهي مرض شائع ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، مقاومة لإحدى أكثر المضادات البكتيرية التي تؤخذ عن طريق الفم استخدامًا، وهو السيبروفلوكساسين. وتبين أن أكثر من 20% من عزلات الإي كولاي—وهي أكثر مسببات الأمراض شيوعًا لعدوى الجهاز البولي—كانت مقاومة لأدوية الاختيار الأول (الأمبيسيلين والتريموكسازول المشترك) وعلاجات الاختيار الثاني (الفلوروكينولون) كليهما.

قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “تضر مقاومة مضادات الميكروبات الطب الحديث وتُعرض حياة الملايين للخطر”.

وأضاف قائلًا أنه: “لكي نفهم حقًا مدى خطورة التهديد العالمي ونتخذ إجراءات فعالة للصحة العامة لمقاومة مضادات الميكروبات، يجب علينا توسيع نطاق اختبارات علم الأحياء الدقيقة وتوفير بيانات مضمونة الجودة على نطاق جميع البلدان، ليس فقط في البلدان الأكثر ثراءً”.

على الرغم من أن معظم اتجاهات المقاومة ظلت مستقرة على مدار السنوات الأربعة الماضية، إلا أن عدوى مجرى الدم بسبب مقاومة الإي كولاي وفصائل السالمونيلا ومقاومة عدوى السيلان زادت بنسبة 15% على الأقل مقارنةً بمعدلات عام 2017.

هناك حاجة إلى المزيد من البحث لاكتشاف الأسباب التي تكمن وراء الزيادة الملحوظة لمقاومة مضادات الميكروبات وإلى أي مدى يتعلق هذا الأمر بزيادة فترة الإقامة بالمستشفيات وزيادة العلاجات باستخدام المضادات الحيوية أثناء جائحة كوفيد-19. وتعني الجائحة أيضًا أن العديد من البلدان عجزت عن الإبلاغ عن البيانات لعام 2020.

تُظهر التحليلات الجديدة أن البلدان التي لديها تغطية منخفضة للاختبارات، خاصةً البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط (LMICs)، تكون أكثر عرضة لتسجيل معدلات مرتفعة من مقاومة مضادات الميكروبات على نحو ملحوظ لمعظم التركيبات المقاومة.

قد يحدث هذا (جزئيًا) ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، يقدم عدد محدود من مستشفيات الإحالة تقاريره إلى النظام العالمي لرصد مقاومة مضادات الميكروبات وتسجيلاتها. وكثيرًا ما تعتني هذه المستشفيات بأكثر المرضى سقمًا الذين ربما تلقوا علاجًا سابقًا بالمضادات الحيوية.

على سبيل المثال، بلغ متوسط مستويات مقاومة مضادات الميكروبات العالمي 42% لميكروب (الإي كولاي) و35% (للمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين—MRSA)—وهما مؤشرا تحقيق الوضع المستمر لمقاومة مضادات الميكروبات. لكن عندما نُظر إلي البلدان الوحيدة التي لديها تغطية عالية للاختبارات، وُجد أن هذه المستويات انخفضت بنحو ملحوظ إلى 11% و6.8% على التوالي.

كما هو الحال مع استهلاك مضادات الميكروبات في البشر، فإن 65% من 27 دولة مسجلة حققت هدف منظمة الصحة العالمية للتأكد من أن 60% على الأقل من مضادات الميكروبات المستهلكة تكون ضمن مجموعة “ACCESS” من المضادات الحيوية، أي التي تكون—وفقًا لتصنيف (AWaRE) لمنظمة الصحة العالمية—فعالة في نطاق واسع من العدوى الشائعة ولديها مخاطر منخفضة نسبيًا لخلق المقاومة.

لا يزال من الصعب تفسير معدلات مقاومة مضادات الميكروبات بسبب التغطية غير الكافية للاختبارات وضعف قدرة المختبرات، لاسيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وللتغلب على هذه الفجوة الحرجة، فإن منظمة الصحة العالمية ستتبع نهجًا ذا شقين يهدف إلى إيجاد أدلة على المدى القصير من خلال الدراسات الاستقصائية وتعزيز القدرات على المدى البعيد بهدف المراقبة الروتينية.

سيترتب على ذلك استحداث الدراسات الاستقصائية الوطنية التمثيلية لمدى انتشار مقاومة مضادات الميكروبات لإيجاد مقاومة مرجعية وتوجيه البيانات لتنمية السياسات ومراقبة الإجراءات التدخلية والزيادة في عدد المختبرات مضمونة الجودة التي تسجل بيانات تمثيلة لمقاومة مضادات الميكروبات على كافة المستويات في النظام الصحي.

تتطلب الاستجابة لاتجاهات مقاومة مضادات الميكروبات التزامًا من البلدان على مستوى عال لتعزيز القدرة على المراقبة وتوفير بيانات مضمونة الجودة فضلًا عن الإجراءات التي تتخذها جميع الأفراد والمجتمعات. ومن خلال تعزيز جمع البيانات موحدة الجودة التي تتعلق بمقاومة مضادات الميكروبات واستهلاكها، سوف ترتكز المرحلة المقبلة للنظام العالمي لرصد مقاومة مضادات الميكروبات واستخداماتها على إجراءات فعالة مبنية على البيانات لإيقاف ظهور حالات مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها ولحماية استخدام أدوية مضادات الميكروبات للأجيال القادمة.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: هند حمدي

لينكد إن: hend7amdy

مراجعة وتدقيق: فاتن ضاوي المحنا


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!