هل تسيطر اللوزة الدماغية على مخك؟

هل تسيطر اللوزة الدماغية على مخك؟

15 يناير , 2023

دقق بواسطة:

زينب محمد

يشير التقدم المحرز في علم الأعصاب أن الإجابة “لا”.

النقاط الرئيسة

  • إن اللوزة الدماغية ليست حكرًا على مركز الخوف فقط. بل تشمل أيضًا معالجة الأحداث المجزية والمؤلمة.
  • تساعدنا اللوزة الدماغية في صنع القرارت الحكيمة التي لها تداعيات مستقبلية حساسة.
  • تربط اللوزة الدماغية والقشرة الجبهية الأمامية علاقة تعاون وليست علاقة تضاد.

في عام 1995، صاغ الباحث دانيل جولمان مصطلح “سيطرة اللوزة الدماغية”-الفكرة التي ظهرت لاحقًا في مدونات لا حصر لها، وكتب المساعدة الذاتية ومقاطع فيديو أيضًا. ووفقًا لهذه الفكرة، فإن جزءً من المخ يسمى اللوزة الدماغية يمثل مركز الخوف الذي يبالغ في ردة فعله على المواقف العصيبة كما يسيطر على باقي المخ. ويقال أنه يفعل ذلك بإيقاف المناطق المسؤولة عن التفكير المنطقي مثل القشرة الجبهية الأمامية. تاركًا إيانا تحت رحمة اندفاعاتنا العاطفية الجامحة.

اعتمدت الفكرة على أدلة علم الأعصاب المتاحة في ذلك الوقت. أوضحت دراسات علم الأعصاب الأولية أن اللوزة الدماغية مسؤولة عن تعلم الأشياء التي قد تسبب لنا الألم وعن تعديل استجابتنا للخوف لتلائم تلك التهديدات. وفي الوقت نفسه بينت دراسات أخرى أن القشرة الجبهية الأمامية مسؤولة عن القدرات الإدراكية مثل الذاكرة، والاستدلال، والتحكم المثبط.  ربط تلك الأفكار معًا، يجعل فكرة سيطرة اللوزة الدماغية ردًا مقنعًا عن كيفية أداء الدماغ أثناء الأحداث المرهقة ولمَ قد نعاني حتى نتصرف بحكمة.

لكن على مدار العقدين الماضيين، تعلمنا كثيرًا عن آلية عمل الدماغ، وخرجت لنا صورة جديدة عن تناغم أداء كل من اللوزة الدماغية والقشرة الجبهية الأمامية معًا -وأنهما ليستا في صراع- لدعم التصرف الحكيم. بمعنى آخر، قد لا تستحق اللوزة الدماغية تلك السمعة السيئة!

عندما بدأت العمل بجامعة ستانفورد، قررت أنا وكارول دويك تلخيص كل الأدلة العلمية الجديدة في ورقة بحثية نُشرت حديثًا. إليك بعض النقاط البارزة.

أولًا، بينما حقيقة أن اللوزة الدماغية مسؤولة عن رصد الأحداث الخطرة التي قد تسبب الخوف، نحن نعلم الآن أنها كذلك تفعل مع الأحداث المجزية أيضًا. حسنًا، فماذا تفعل اللوزة الدماغية حقًا؟ ببساطة، تساعدنا اللوزة الدماغية أن نحدد ونستجيب بدقة لأي نوع من الأحداث التي قد نعبأ بها مثل: (الأشياء المتعلقة باحتياجنا للسلامة البدنية، والعلاقات الاجتماعية الإيجابية، والتنافس، والإنجاز).

بعبارة أخرى، تتحفز اللوزة الدماغية تحت أي ظرف سواء كان يستحق المتابعة فيدعم متطلباتنا ويولد لنا السرور أو قد يجب تجنبه -الحدث- لأنه قد يعوق حاجتنا ويجلب لنا الألم. لذا فإن اللوزة الدماغية ليست حكرًا على مركز الخوف فقط. (الحقيقة أنه لا توجد منطقة منفردة في الدماغ تعتبر مركزًا للخوف).

ثمة ملاحظة رئيسية أخرى من الدراسات الحديثة، أن اللوزة الدماغية تلعب دورًا مركزيًا جدًا في سلوكنا الذكي أكثر مما اعتقدنا سابقًا. فعلى سبيل المثال إذا تدمرت اللوزة الدماغية، سيميل المريض إلى إهمال التداعيات المستقبلية لاختياراته، كما أنه سيبذل ما في وسعه لتحقيق أفضل النتائج، وقد لا ينجح في مواكبة السياقات الأجتماعية. كما أوضحت الدراسات أنه بتحديد ما هو هام لنا فإن اللوزة الدماغية ستساعدنا حقًا لننتبه ونتذكر المعلومات الهامة. لذلك بدلًا من عرقلة قدرتنا على التفكير بوضوح وحكمة فإن اللوزة الدماغية بالغة الأهمية لهذه القدرات.

وختامًا، تعمل اللوزة الدماغية والقشرة الجبهية الأمامية في تناغم معًا، لمساعدتنا الخوض في عالمنا المعقد، تلك هي الرسالة الجوهرية. قد نضيع أو نأخذ قرارات ساذجة إذا فقدنا إحداهما. ربما تكون تلك النتيجة أقل إثارة عن فكرة المعركة الملكية العقلية، ولكن إذا كان الأمر أن أجزاء دماغنا المختلفة لا تعمل معًا بشكل جيد، لكنا في مأزق حقيقي!

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: أميرة سامي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!