crossorigin="anonymous">
25 ديسمبر , 2022
لقد كنت أمًا لمدة 20 عامًا وطبيبة نفسية متخصصة للأطفال لفترة أطول من تلك، لذا وبعد التحدث لمئات الأطفال على مر هذه السنوات يمكننى أن أؤكد لك أن طفلك لا يكرهك.
في الحقيقة هم يتمنون قربك منهم وتفهمهم، نعم حتى في أثناء صراخهم وضربهم للأبواب بقوة والتصرف بشكل عدائى.
لست متأكدة مما إذا كانت أعظم تجاربى والتي اكتسبت منها تلك الخبرة، جميع العائلات التي عملت معها أم تعاملى مع طفلىًّ المراهقيْن ولكني متأكدة من أن كل مرحلة من نمو أطفالى قد أضافت لى شيئًا جديدًا لخبرتي كأم وكنزًا جديدًا أردت مشاركته مع كل والد يحتاج إلى المساعدة.
إليكم بعض العبارات التي أسمعها عادةً من آباء المراهقين بعيادتي:
هل تبدو تلك العبارات مألوفة لكم؟
إليكم جملة بسيطة وعملية أريدكم أن ترددوها في أنفسكم خلال كفاحكم في تربية طفلكم المراهق: “الأمر لا يتعلق بى”.
من المحتمل نجاحها مع الفئات العمرية الأخرى، ولكن ما اكتشفته أنها مثالية تمامًا مع المراهقين.
تحليل الموقف: هو منخرط بسلوكه المتهور ونبهته مرارًا وتكرارًا للقيادة بتأني. هو لا يحاول أن يعاندك أو يتمرد عليك أو على قواعدك ولا يحاول إثبات أنك أب فاشل لا تدري شيئًا عن قواعد القيادة. هو مجرد طفل مراهق لم تكتمل قدرته على التحكم بانفعالاته، إذن فغضبك من نفسك وفقدانك للتحكم بمشاعرك والشعور بالفشل لا يساعد.
كيفية التعامل مع الموقف: خذ نفس عميق وقل “الأمر لا يتعلق بى” تذكر أنه مازال في طور النمو ويرتكب الأخطاء (وإن كانت خطيرة) واتخذ رد الفعل المناسب في هدوء (مثل أخذ مفتاح السيارة لمدة أسبوع، وتسجيله ببرنامج لتعلم القيادة، أو يمكنك مصاحبته أثناء القيادة لعدة أيام لمراقبته، إلخ).
تحليل الموقف: في هذا العمر تتعامل ابنتك مع ضغوط عاطفية كبيرة، لذلك تعاني مشاعر سلبية وغير متوقعة معظم الوقت، فضلاً عن تقلبات المزاج وهو شيء طبيعى ومتوقع لدى أي مراهق. فأصدقاؤها يخبرونها أن تكرهك وكذلك هرموناتها تخبرها أن تكرهك ولكنها في الحقيقة لا تكرهك هي تكره الكبار وتكره تحكماتهم بل تكره مشاعرها المتقلبة وفى خلال ستة أشهر أو ربما ست ساعات ستتيقن أنها تحبك.
كيفية التعامل مع الموقف: ردد “الأمر لا يتعلق بى” وابتعد قليلاً بهدوء وأعطها مساحتها ولا تمُنّ عليها وتذكرها بكل ما فعلته لها، لأن الأمر ليس شخصيًا وفى خلال أعوام قليلة ستدرك بنفسها أنها تحبك وأنه لا غنى عنك بحياتها وستساعدك بل وستعتذر لك عن كل الهفوات التي حدثت منها هذا في حالة احتوائك للأمر بشكلٍ صحيح.
تحليل الموقف: إن أداء واجباته هي مسؤوليته هو، ويعلم العواقب المترتبة على عدم أدائه لها. فهو لا يقوم بأداء هذه الواجبات من أجلك أنت واختياراته ليست انعكاس لأبوتك كما أنه لايريد معاندتك بالفشل كما أنه لايكرهك وليس همه أن يثبت أنك والد سئ ولكنه يتعلم أن يصبح مسؤولاً وذلك يتطلب وقتًا طويلاً.
كيفية التعامل مع الموقف: ردد “الأمر لا يتعلق بى” واسأله عما إذا كان هناك ما يمكنك مساعدته به وبعدها ابتعد قليلاً وحاول أن تقدم له الدعم بلطف لمواجهة ضغوط المدرسة والتي أصبحت أكبر من أى وقتٍ مضى وتذكر جيدًا أنه لا زالت هناك مرحلة الجامعة، نعم كما توقعت، الأمر لايتعلق بك.
فلتكررها الآن مرارًا وتكرارًا في قرارة نفسك حتى تمر هذه المرحلة.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة : هديل السيد
لينكد إن: hadeel-elsayed
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً