النباتيون أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب ولكن ليس للسبب الذي تظنه!

النباتيون أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب ولكن ليس للسبب الذي تظنه!

30 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

نبيلة السيد

دقق بواسطة:

زينب محمد

أجريت دراسة حديثة على النباتيين ووجد أنهم معرضين بمقدار الضعف للإصابة بالاكتئاب عن آكلي اللحوم.

وقد بُنيت هذه الدراسة على بيانات استقصائية من دولة البرازيل حيث توافقت مع أبحاث سالفة التي وجدت أن أعلى معدل للإصابة بالاكتئاب بين الأشخاص الذين لايأكلون اللحوم . ولكن أشارت هذه الدراسة إلى عدم وجود صلة بين الإصابة بالاكتئاب ومقدار التغذية.

قد يبدو وجود علاقة بشكل صريح بين الغذاء وبعض المشكلات الصحية وقد نفترض أن الغذاء قد يؤثر على الصحة نتيجة نقص بعض العناصر الغذائية.

بيد أن نتائج أحد التحاليل الحديثة التي نشرت في أحد المجلات العلمية عن الاضطراب الوجداني أخذت في الاعتبار مدى واسع من العوامل الغذائية متضمنة تناول السعرات الحرارية والبروتينات ومستوى معالجة الطعام.

وهذا يشير إلى أن معدلات الإصابة بالاكتئاب بين النباتيين ليس له علاقة بالمحتوى الغذائي الخاص بحميتهم.

لذلك ما العلاقة التي تفسر الرابط بين النباتية والإصابة بالاكتئاب؟ هل هناك آلية غير غذائية تسبب الإصابة بالاكتئاب عند النباتيين؟

بدايةً، من المحتمل أن الإصابة بالاكتئاب تجعل الأشخاص أكثر عرضة لأن يكونوا نباتيين في اتجاه عكس المتوقع.

إن من أعراض الاكتئاب اجترار بعض الأفكار السلبية والشعور بالذنب، وبافتراض أن المصابين بالاكتئاب وغير المصابين متساويين في مواجهة الحقيقة المزعجة عن المذبح إلا أن المصابين بالاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة لاجترار هذه الأفكار والشعور بالذنب تجاه احتياجهم للحوم، ولذلك فإن النباتيين المصابين بالاكتئاب قد يكونون منطقيين في طريقة تفكيرهم.

إن الاكتئاب في بعض الأحيان يتسم بالتصورات السلبية بشكل غير واقعي وبالتالي فإن الأشخاص المصابين بالاكتئاب بدرجة خفيفة إلى متوسطة لديهم أحكام وتصورات واقعية لأدوارهم ومقدراتهم، وفي هذه الحالة فإنهم يعتقدون أن الحيوانات تتعرض للمعاملة القاسية لإنتاج اللحوم نتيجة لاحتياج المستهلك.

ثانيًا، من أسباب تعرض النباتيين للاكتئاب أنه قد يؤثر في علاقتهم مع الآخرين والانخراط في بعض الأنشطة الاجتماعية وأحيانًا يكون مصحوبًا ببعض المضايقات وبعض أشكال النبذ الاجتماعي.

إن هذه الدراسة الحديثة مبنية على البيانات الاستقصائية المجمعة في البرازيل وهي دولة معروفة بحميتها الشديدة للحوم وقد أشارت بعض البيانات الاستقصائية إلى زيادة حادة في نسبة النباتيين في البرازيل في السنوات الأخيرة حيث ارتفعت نسبتهم من 8% عام 2012 إلى 16% عام  2018.

ومع ذلك في أطروحة حديثة شملت 14000 مواطن برازيلي وجد أن الأشخاص النباتيين عددهم 82 أي بالكاد  0.5%!

وقد تتساءل إذا كانت هذه الصلة بين النباتيين والاكتئاب ملحوظة في الهند أو دول أخرى، فهل تُعد عرفًا اجتماعيًا بها؟

والأكثر أهمية ومع زيادة معدل النباتيين في المملكة المتحدة وبعض الدول المتقدمة، فهل ستختفي العلاقة بين النباتيين والاكتئاب؟

وأخيرًا، فإن من المحتمل أن النباتيين والاكتئاب لا يسبب أحدهما الآخر، ولكن قد يكونا مصاحبين لعوامل أخرى، على سبيل المثال السيدات أكثر عرضة من الرجال لأن يكنّ نباتيات وأن يصابن بالاكتئاب إلا أن الدراسة البرازيلية قد أخذت عامل النوع  في عين الاعتبار واستبعدت هذا المتغير.

ويعد التعرض لرؤية الصور العنيفة لصناعة اللحوم أحد المتغيرات التي لم يتم دراستها ولكن جديرة بالتصديق كمتغير يرتبط بصلة مع  النباتية والاكتئاب، ومن ثَم فإن القسوة على الحيوانات أحد الأسباب التي يستشهد بها النباتيون لتجنب اللحوم. إن الأفلام الوثائقية التي تصور القسوة في صناعة اللحوم لايمكن وصفها بالجيدة مما يتسبب في إصابة بعض الأشخاص الذين يتعاطون هذا النوع من الإعلام بالاكتئاب والتحول إلى النباتية.

وختامًا، فإن هناك العديد من الأسباب التي تربط بين النباتية والاكتئاب، كالتجارب الاجتماعية أو وجود متغير ثالث يربط بينهما، ولكن ليس لعوامل التغذية صلة تربط النباتية بالاكتئاب بحسب  الدراسة الحديثة.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: نبيلة السيد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!