crossorigin="anonymous">
27 نوفمبر , 2022
أفادت مجلة ذا ساينتيست (The scientist) أنه يمكن للعلماء الآن فك تشفير أفكار البشر دون حتى أن يلمسوا رؤوسهم.
اعتمدت تقنيات قراءة الأفكار في الماضي على زرع أقطابٍ كهربائية عميقًا في أدمغة البشر. بدلاً من ذلك تعتمد الطريقة الجديدة الموضحة في التقرير المنشور في سبتمبر الماضي بقاعدة بيانات المسودات بايوريكسيف (bioRxiv) على تقنية تصوير للدماغ غير مؤذية تسمى التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.
يتتبع تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي مسار الدم المؤكسج عبر الدماغ، وبما أن خلايا الدماغ النشطة تحتاج المزيد من الطاقة والأكسجين، فإن هذه المعلومة توفر لنا قياس غير مباشر لنشاط الدماغ.
بحكم طبيعة هذه الطريقة في التصوير، فإنها لا تستطيع أن تلتقط الوقت الحقيقي لنشاط الدماغ، حيث إن الإشارات الكهربية التي تطلقها خلايا الدماغ تتحرك بسرعة أكبر بكثير من حركة الدم عبر الدماغ.
لكن من اللافت للنظر أن باحثي الدراسة قد وجدوا أنه ما زال بإمكانهم استخدام هذا المقياس البديل غير المثالي لفك شفرة المعنى الدلالي لأفكار البشر، رغم أنهم لم يتمكنوا من إخراج ترجمة حرفية لها.
“إذا سألت أي متخصص بالعلوم العصبية المعرفية في العالم منذ 20 عامًا إن كان ذلك ممكنًا، لجعل منك أضحوكة.” صرّح بذلك كبير الباحثين في الدراسة ألكسندر هوث، أخصائي العلوم العصبية بجامعة تكساس بأوستن لمجلة ذا ساينتيست (The scientist).
وبخصوص الدراسة الجديدة التي لم تخضع لاستعراض الأقران بعد، قام الفريق بعمل مسح لأدمغة امرأة ورجلين في العشرينات والثلاثينات من عمرهم. استمع كل مشارك لملفات صوتية وبرامج إذاعية مختلفة لمدة 16 ساعة إجمالية على عدة جلسات على جهاز المسح.
ثم غذى الفريق خوارزمية الكمبيوتر التي أسموها بمُفسر الرموز بتلك الصور الماسحة، وقد قارنت الخوارزمية أنماط الملفات الصوتية بأنماط نشاط الدماغ المسجلة.
وبالتالي تستطيع الخوارزمية أن تأخذ تسجيل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي وأن تُنشِيء قصة بناءً على محتواها، قد تتطابق تلك القصة مع المخطط الأصلي للملف الصوتي أو البرنامج الإذاعي، ووصف هوث ذلك بقوله “جيد جدًا”.
بعبارة أخرى، يستطيع مفسر الرموز أن يستدل على القصة التي استمع إليها كل مشارك بناءً على نشاط أدمغتهم.
ومع ذلك، أخطأت الخوارزمية بعض الأخطاء، مثل تبديل ضمائر الشخصيات واستخدام الشخص الأول والثالث. قال هوث: “إنها تعرف ما الذي يحدث بدقة شديدة، ولكن ليس من يقوم بالحدث”.
في اختبارات أخرى استطاعت الخوارزمية إلى حدٍ كبير أن تشرح بدقة المخطط لفيلم صامت شاهده المشاركون على الماسح الضوئي. حتى أنها استطاعت أن تعيد سرد قصة تخيل المشاركون أنهم يروونها في رؤوسهم.
على المدى البعيد يأمل فريق البحث أن يُطِوِّر هذه التكنولوجيا حتى يمكن استخدامها في واجهات الدماغ والحاسوب المصممة للأشخاص الذين لا يستطيعون التحدث أو الكتابة.
المصدر: https://www.sciencealert.com
ترجمة: سارة السعيد دربالة
مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا
تويتر: @F_D_Almutiri
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً