المريخ قد يمزق ببطء أكبر أقماره

المريخ قد يمزق ببطء أكبر أقماره

27 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

وفاء عادل

دقق بواسطة:

زينب محمد

كشفت دراسة جديدة أن الأخاديد المتوازية الغريبة على سطح فوبوس، أكبر أقمار كوكب المريخ، قد تكون علامة على أن جاذبية الكوكب الأحمر تمزق القمر الصناعي.

كشفت دراسة جديدة أن فوبوس أكبر أقمار المريخ يظهر علامات تمزقه بفعل قوى جاذبية الكوكب الأحمر الشديدة. وكشف الباحثون أن الأخاديد غير العادية التي تغطي سطح فوبوس، والتي كان يُفترض سابقًا أنها ندوب نتجت عن اصطدام كويكب قديم به، هي في الواقع أودية مملوءة بالغبار تتسع كلما تمدد القمر بفعل قوى الجاذبية.

ووفقًا لوكالة ناسا، فإن قطر فوبوس يبلغ نحو ١٧ ميلًا (٢٧ كيلومترًا) في أوسع مكان منه ويدور حول المريخ بارتفاع يبعد ٣٧٢٨ ميلًا (٦٠٠٠ كيلومترًا) عن سطحه، مستكملًا دورةً كاملةً حول الكوكب الأحمر ثلاث مرات يوميًا. ومن حيث المقارنة، فإن قطر قمر الأرض يبلغ نحو ٢١٥٩ ميلًا (٣٤٧٥ كم)، ويرتفع عن كوكبنا بمسافة نحو ٢٣٨,٨٥٥ ميلًا (٣٨٤,٤٠٠ كم) ويستغرق نحو ٢٧ يومًا لاستكمال دورة واحدة.

إلا أن دوران فوبوس حول المريخ غير مستقر على عكس قمر الأرض: فالقمر الصناعي الصغير محاصر في دوامة الموت ويقترب ببطء من سطح المريخ بمعدل ٦ أقدام (١,٨ مترًا) كل ١٠٠ عام وفقًا لوكالة ناسا.

ولكن يمكن القول أنّ السمة الأكثر غرابة لفوبوس هي سطحه الشريطي الغامض. تغطي الأخاديد المتوازية أو التصدعات السطحية القمر. وتشير النظرية الأكثر قبولاً على نطاق واسع إلى أن التصدعات تشكلت عندما اصطدم كويكب بفوبوس في لحظة ما في الماضي، تاركًا ورائه فوهةً بركانية في جانب القمر عرضها ٦ أميال (٩,٧ كم) وتعرف باسم ستكني (Stickney).

ولكن تشير دراسة جديدة نُشرت بتاريخ ٤ نوفمبر في مجلة علوم الكواكب The Planetary Science إلى أن الأخاديد ربما تكون في الواقع نتيجة تمزق القمر ببطء بفعل جاذبية المريخ الشديدة حيث أن فوبوس يدور بقرب غير مسبوق من سطح الكوكب.

الفكرة وراء الدراسة الجديدة هي أنه عندما يقترب أي جسم، وهو في هذه الحالة فوبوس، من جسم أكبر منه، مثل المريخ، فإن الأصغر سيبدأ يتمدد في خطٍ باتجاه الجسم الأكبر، وهذا يُعرف باسم قوة المد والجزر.

وفي حالة فوبوس، فإنه من المتوقع أن تزداد قوة المد والجزر بين المريخ والقمر؛ حيث إن فوبوس يقترب أكثر وأكثر من سطح المريخ إلى أن تصبح قوة المد والجزر في النهاية أكبر من الجاذبية التي تربط القمر الصناعي والمريخ ببعضهما البعض. ووفقًا للدراسة، فإن فوبوس في هذه المرحلة سيتمزق كليًا وربما يشكل الحطام حلقة ضيقة حول الكوكب، مثل حلقات زحل.

وبينما أشارت أبحاث سابقة إلى أن قوى المد والجزر أنتجت خطوط فوبوس، فإن النظرية قد رُفضت إلى حدٍ كبير بسبب تكوين القمر الرقيق أو “الهش”، مما يجعله ناعمًا جدًا لا تتشكل فيه مثل هذه التصدعات.

صورة تفصيلية لتصدعات سطح فوبوس (مصدر الصورة: وكالة ناسا/ JPL-Caltech/ جامعة أريزونا)

في الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون المحاكاة الحاسوبية لاختبار فكرة أن سطح القمر الرقيق قد يكون مرتكزًا على طبقة فرعية متماسكة إلى حدٍ ما. واستنتجت المحاكاة أن القشرة الصلبة المدفونة تحت السطح الرقيق قد تكون شكلت أودية عميقة يمكن أن يسقط فيها غبار السطح، مما يخلق أخاديد مرئية على السطح.

وكتب الباحثون في الورقة البحثية أن تصور فوبوس على أنه مكوّنٌ من كومة أنقاض داخلية مغطاة بطبقة متماسكة، يوصلنا إلى أن قوة المد والجزر قد تخلق تصدعات متوازية بأبعاد منتظمة.

وأضاف الباحثون أن فوبوس، بمعدله الحالي، سيكمل دوامة موته ويصطدم بالمريخ في نحو ٤٠ مليون سنة. ولكن إذا كانت قوى المد والجزر تمزق القمر بالفعل، فمن ثَم قد يتدمر القمر الصناعي بالكامل قبل ذلك الوقت بكثير.

ومن المقرر في عام ٢٠٢٤ أن تطلق وكالة الفضاء اليابانية (JAXA) مهمة جديدة، تُعرف بمهمة استكشاف قمري المريخ (MMX) تهبط فيها مركبة فضائية على كل من فوبوس وديموس. ومن المفترض أن تكشف العينات التي ستعود في عام 2029 ما يحدث مع سطح فوبوس الشريطي.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: وفاء عادل مصطفى

لينكد إن: wafaa-adel

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!