تفسير جديد لمفهوم الوعي

تفسير جديد لمفهوم الوعي

22 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

أسماء عطية

دقق بواسطة:

أماني نوار

الوعي هو وعيك بنفسك والعالم من حولك؛ لكل فرد وعيه الخاص به والفريد من نوعه.

طور باحث في كلية الطب بجامعة بوسطن تشوبانين وأفيديسيان نظرية جديدة للوعي، مفسرًا سبب تطورها، وما الفائدة منها، وما هي الاضطرابات التي تسببها، ولماذا يعد اتباع نظام غذائي (وكبح الرغبات الأخرى) أمرًا صعبًا للغاية.

أوضح المؤلف والأستاذ الجامعي في علم الأعصاب أندرو بودسون الآتي: “باختصار، تنص نظريتنا على أن الوعي تَطور كنظام للذاكرة، يستخدمه دماغنا اللاواعي ليساعدنا على تخيل المستقبل بطريقة مرنة وإبداعية، والتخطيط له وفقًا لذلك”. وأضاف: “وضَّحت هذه النظرية أننا لا نستطيع إدراك العالم أو اتخاذ القرارات أو ممارسة الأفعال مباشرةً، بل نقوم بكل تلك الأشياء بشكل غير واعٍ، ثم بعد حوالي نصف ثانية، نتذكر طريقة القيام بها بشكلٍ واعٍ”.

فسّر بودسون أنه طور هذه النظرية رفقة المؤلفين المشاركين في هذا البحث، كالفيلسوف كينيث ريتشمان المتحصل على درجة الدكتوراه في كلية ماساتشوستس للصيدلة وعلوم الصحة، والأخصائية النفسية د. إليزابيث كينسنجر من كلية بوسطن؛ وذلك غاية تفسير سلسلة من الظواهر، التي قد لا تُفهم بسهولة، مع نظريات الوعي السابقة.

وأضاف: “لا يمكننا الحديث عن عمليات واعية في إطار أنشطة تتطلب ردود فعل في أجزاء من الثانية، كالموسيقى والألعاب الرياضية والأنشطة الأخرى؛ لكونها عمليات بطيئة للغاية. لذلك نحن في حاجة إلى تفسيرٍ أدق لمهمة الوعي، الذي لم يكن مشاركًا في تلك الأنشطة”.

وفقًا للباحثين تعد هذه النظرية أمرًا مهمًا، إذ توضح أن كل قراراتنا وأفعالنا تُتخذ فعليًا بلا وعي، رغم اعتقادنا بأننا اتخذناها بوعي. فمثلاً، نستطيع أن نقول لأنفسنا بأننا سنتناول ملعقة واحدة فقط من المثلجات، والخطوة التالية هي أننا نعرف أن الوعاء فارغ، وذلك لأن عقلنا الواعي لا يتحكم في أفعالنا. أوضح بودسون: “حتى أفكارنا ليست عمومًا تحت سيطرة وعينا. فافتقارنا لقدرة التحكم بوعينا هو السبب في أننا قد نواجه صعوبة في إيقاف تيار الأفكار الذي يدور في رؤوسنا، بينما نحاول الخلود إلى النوم أو اليقظة”.

يعتبر بودسون وزملاؤه المشاركين في البحث أن عددًا من الاضطرابات العصبية والنفسية والنمائية تعد اضطراباتٍ في الوعي، كمرض الزهايمر والخرف، والهذيان، والصداع النصفي، والفصام، واضطراب الهوية التفارقي، وأنواع معينة من التوحد، والمزيد.

وخلاصة القول، توفر هذه الورقة البحثية خارطة طريق حول أفضل السبل التي قد تساعد الأطباء السريريين والمدربين والأفراد على تقويم السلوك بطريقة مثلى واكتساب المعرفة، وذلك باستخدام الأساليب السريرية والتعليمية التي قد تكون فعالة في تشكيل كل من العقل الواعي والدماغ اللاواعي.

وبالمزيد من الاستكشاف، قد يسمح هذا العمل للمرضى بتحسين مشاكلهم السلوكية مثل فرط الأكل، ومساعدتنا على فهم الطرق التي تدعم بها بنى الدماغ الذاكرة، وحتى توفير أفكار هامة لبعض القضايا الفلسفية كالإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية.

المصدر:  https://medicalxpress.com

ترجمة: أسماء عطية عبد الحميد

لينكد إن: asmaa-attia

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!