اكتشفت الدراسة أيضًا نوع جديد لتصنيف سرطان البروستات.

وجدت دراستان رائدتان نُشرتا مؤخرًا في مجلتي الطبيعة وطب الجينوم علامات جينية تُفسر التفاوتات العرقية في شدة سرطان البروستات، خاصةً في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية.

طور الفريق تصنيفًا جديدًا لتصنيف سرطان البروستات (مخطط التصنيف) ومحركات السرطان، عن طريق التحليل الجيني لأورام سرطان البروستات من المتبرعين الأستراليين والبرازيليين وجنوب إفريقيا، التي لا تميز المرضى بناءً على أسلافهم الجينية فحسب، ولكن تتنبأ أيضًا بالسرطانات التي من الممكن أن تصبح مهددة للحياة، وهي مهمة صعبة في الوقت الراهن.

أوضحت كبيرة المؤلفين الأستاذة فانيسا هاينز، عالمة الجينوم ورئيسة بيتر لأبحاث سرطان البروستات في مركز تشارلز بيركز وكلية الطب والصحة بجامعة سيدني في أستراليا: “فهمُنا لسرطان البروستات كان محدودًا بسبب تركيز البحث على السكان الغربيين“.

 وأضافت: “يضاعف أصلك الإفريقي أو كونك من إفريقيا خطر إصابة الرجل بسرطان البروستات المميت. وبينما يحمل علم الجينوم مفتاحًا رئيسيًا لكشف العوامل الجينية وغير الجينية المساهمة، إلا أن البيانات الخاصة بأفريقيا كانت غير متوفرة”.

أوضحت الأستاذة ريانا بورنمان من جامعة بريتوريا، والخبيرة الدولية بصحة الرجال وقائدة سريرية لدراسة سرطان البروستات في جنوب أفريقيا: “سرطان البروستات هو القاتل الصامت في منطقتنا”.

 وأضافت: “كان علينا البدء بنهج قواعد شعبية وإشراك المجتمعات بالنقاشات المفتوحة، وإنشاء البنية الأساسية للإدماج الأفريقي في الثورة الجينية، مع تحديد المدى الحقيقي لمرض البروستات”.

اكتُشف مليونيّ متغير جيني خاص بالسرطان في 183 ورم بروستات غير معالج من ذكور مقيمين في مناطق البحث الثلاث باستخدام تسلسل جينوم كامل متقدم (طريقة لرسم خريطة للشفرة الجينية في خلايا السرطان).

أفادت الأستاذة هاينز قائلةً: “وجدنا بأن الأفارقة يتأثرون بعدد وطيف أكبر من التغييرات الجينية المكتسبة (متضمنًا مسببات السرطان)، مع انعكاسات كبيرة على اعتبار الأسلاف عند إدارة ومعالجة سرطان البروستات”.

قال الدكتور ويراشاي جاراتلردسري (Weerachai Jaratlerdsiri) عالم الأحياء الحسابية من جامعة سيدني والمؤلف الأول لورقة الطبيعة: “باستخدام أحدث علوم البيانات الحسابية التي سمحت بالتعرف على مختلف أنواع متغيرات السرطانات، كشفنا عن تصنيف جديد لسرطان البروستات والذي رُبط بنتائج مَرضية مختلفة”.

وأضاف: “جمع معلوماتنا مع مجموعة البيانات المتميزة مع أكبر مصدر للبيانات العامة للجينات الأوروبية والصينية ولأول مرة، سمح لنا بوضع المشهد الجينومي لسرطان البروستات الأفريقي في سياق عالمي”.

كجزء من رسالة الدكتوراه في جامعة سيدني للدكتورة تينجتينج جونج (Tingting Gong) المؤلفة الأولى لورقة طب الجينوم، قامت بغربلة البيانات الجينية بشق الأنفس، بحثًا عن تغيرات كبيرة في بنية الكروموسومات (الجزيئات التي تحتوي على معلومات جينية).

غالبًا يُتغاضى عن هذه التغيرات بسبب التعقيد المتواجد في التنبؤ الحسابي الذي يتوقع وجودها. لكنها، منطقة ذات أهمية حاسمة ومساهمة في سرطان البروستات.

أوضحت جونج: “أظهرنا اختلافات واضحة في اكتساب التباين الجيني المعقد في الأورام المستمدة في أفريقيا وأوروبا، مع عواقب لتطور المرض وفرص جديدة للعلاج”.

مصدر هذا الجينوم السرطاني من الممكن أن يكون الأول والأضخم الذي يتضمن البيانات الأفريقية في العالم.

توضح الأستاذة  بورنمان: “من خلال الإدماج الأفريقي حققنا الخطوات الأولى ليست فقط تجاه عولمة الطب الدقيق، ولكن في الحد من تأثير وفيات سرطان البروستات في المناطق الريفية الأفريقية”.

أضافت الأستاذة هاينز: “كانت قوة هذه الدراسة هي القدرة على توليد ومعالجة جميع البيانات من خلال خط أنابيب تقنية وتحليلية واحدة”.

البحث المتواجد في ورقة طب الطبيعة والجينوم جزء من إرث رئيس الأساقفة الراحل الفخري ديزموند توتو. كان أول أفريقي تُسلسل جينومه الكامل، وهي بيانات ستكون جزءً لا يتجزأ من التسلسل الجيني وأبحاث سرطان البروستات في الجنوب الأفريقي.

أُصدرت نتيجة التسلسل في مجلة الطبيعة عام 2010.

ذكرت الأستاذة هاينز: “شُخص رئيس الأساقفة في السادسة والستون بسرطان بروستات متقدم الذي استسلم له في أواخر تشرين الأول، حيث كان يدافع ليس فقط عن أبحاث سرطان البروستات في الجنوب الأفريقي، ولكن أيضًا في الفوائد التي يقدمها الطب الجيني لكل العالم”.

وأردفت: “نتمنى أن تكون هذه الدراسة هي الخطوة الأولى نحو تحقيق ذلك”.

المصدر: https://scitechdaily.com

ترجمة: راما أبو هاشم

مراجعة وتدقيق: زينب محمد