تحسّن النمو الدماغي للطفل الخديج بتعزيز تواصله العاطفي مع والديه

تحسّن النمو الدماغي للطفل الخديج بتعزيز تواصله العاطفي مع والديه

17 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

هيام حسن

دقق بواسطة:

زينب محمد

أدرجت هذه الدراسة الأطفال الخُدج في مجموعات المشاركة الأسرية التعزيزية ومجموعات معايير الرعاية، مع إجراء مخطط كهربية الدماغ لتقييم التوصيل الشبكي والمخرجات المعرفية العصبية في وقت لاحق من الحياة.

إن دعم الاتصال العاطفي بين الطفل الخديج والأم أثناء تلقيه العلاج داخل وحدة العناية المركزة، يُحسّن وبشكل فعّال من عملية النمو الدماغي له. ويظهر هذا التأثير بوضوح على وظيفة الشبكة الدماغية للطفل، وعلى التطور المعرفي العصبي لديه فيما بعد.

وقد أظهرت دراسة مشتركة أجرتها جامعة هلسنكي وجامعة كولومبيا والتي نُشرت كبحثٍ علمي في مجلة علوم الطب الانتقالي، أن حدوث تحسَن في عملية نمو دماغ الطفل سببه دعم العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها الخديج داخل وحدة العناية المركزة في المستشفى بعد الولادة.

واكتشف الأستاذان بجامعة كولومبيا مارثا ج. ويلش ومايكل م. مايرز سابقًا أن دعم العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها أثناء تلقيه العلاج داخل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة قد تسبب في تحسّنٍ كبير بالتطور السلوكي والعصبي للطفل في وقتٍ لاحق.

 وأٌجريت في الدراسة الحالية عملية قياس لوظائف شبكة الدماغ للأطفال الخدج عند بلوغهم العمر الحملي الكامل، بعد مرور مايقارب الست أسابيع من خضوعهم للتدخل الأسري التعزيزي. وقد تلقى جميع الأطفال الخُدج الرعاية الطبيعية وبمستوى عالٍ، ولكن بعض العائلات  تلقت دعمًا أسريًا تعزيزيًا إضافيًا للاتصال العاطفي بين الأم وطفلها.

كما أظهرت الدراسة أن الدعم الأبوي للأطفال الخدج أثناء العلاج داخل العناية المركزة قد أزال النمو غير الطبيعي في الوظيفة الدماغية، والذي يظهر عادةً عند الأطفال الخدج. فلم تكن الحالة الوظيفية للشبكة الدماغية للأطفال الخُدج في مجموعة العلاج تختلف عن أقرانهم في هذا البحث والذين وُلدوا عن عمر حملي مكتمل.

 تأثير الرعاية الأسرية التعزيزية على الشبكات والتوصيلات العصبية في مناطق مختلفة من القشرة الدماغية

أوضح الأستاذ سامبسا فانهاتالو، المشرف على البحث : “لقد تحسّن علاج الأطفال الخدج في وحدة العناية المركزة تحسنًا هائلاً، إلاً أن دعم نمو الدماغ لا يزال تحديًا عالميًا، فإلى جانب الابتكارات العلاجية، لايزال هناك حاجة إلى إيجاد طرق أفضل لقياس كيفية تأثير الطرق العلاجية الجديدة على دماغ الطفل النامي وبشكل مباشر.

كما عملت وسائل البحث الجديدة على تسهيل مستجدات الرعاية من خلال قياس التأثير المباشر للعلاجات الجديدة على الدماغ، وأظهرت وسائل التحليل الحديثة لوظيفة دماغ الطفل أن الرعاية الأسرية التعزيزية قد تسببت في حدوث تأثير على تطور شبكات الدماغ العصبية للأطفال الخدج والتي تطابقت وبشكل كبير عند بلوغهم العمر الحملي المكتمل مع الشبكة الدماغية للأطفال مكتملي النمو المندرجين في هذه الدراسة.

وأشارت الباحثة والدكتورة باولينا يرجولا، التي أجرت التحليلات الحسابية إلى مايلي: “من المثير للاهتمام، أننا وجدنا أن هذه التغييرات ترتبط أيضًا بحدوث تطور معرفي عصبي أفضل عند بلوغ الأطفال عمر 18 شهرًا”.

كما يوضح البحث الحالي أيضًا مدى أهمية الربط بين تقنية البحث والتطوير على المدى الطويل والتطوير المبتكر للعلاجات السريرية. وقد نُفذ عمل رائد في علم الأعصاب لمدة عقدين في جامعة هلسنكي، لتحسين عملية تقييم وظيفة دماغ الأطفال الرُضّع، بينما في نيويورك أُجريت أبحاث غير صيدلانية استثنائية مثيرة للاهتمام حول علاج الأطفال الخدج.

وأفاد الدكتور أنطون توكاريف، الذي كان مسؤولاً عن التطور التقني قائلاً: “هذه النتائج فتحت الكثير من الأفاق في مجال أبحاث علم الأعصاب والعلاج السريري”.

 يوضح هذا الرسم التخطيطي فرضية ميكانيكية لكيفية تأثير الإثراء البيئي على الشبكات العصبية.

وفي السنوات الأخيرة ، قدمت العديد من الدراسات أساليبًا مختلفة “لإثراء” بيئة الطفل داخل العناية المركزة لحديثي الولادة باستخدام محفزات حسيّة محددة، مثل الموسيقى أو التدليك أو ملامسة الجلد. وأكدت واحدة من الدراسات الحديثة على أهمية التواصل الحي والطبيعي بين الطفل ووالديه.

وتٌظهر الأبحاث أن دعم الاتصال العاطفي بين الأم والرضيع يؤدي إلى حدوث تطورات مباشرة في الشبكات العصبية للنشاط الدماغي، والتي تُعدٌ أساس الأداء المعرفي العصبي للطفل مدى الحياة.

وقد خلُص البروفيسور فانهاتالو إلى: “من وجهة النظر العالمية، فإن النتائج الجديدة مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأن هذا النوع من التقدم في العلاج يجعل التدخل في متناول الجميع، بغض النظر عن موارد  نظام الرعاية الصحية أو المريض الفرد”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة : هيام حسن محمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!