crossorigin="anonymous">
21 سبتمبر , 2022
تعد النباتات الطبية إحدى نعم الله العظيمة علينا لما تزخر به من فيتامينات ومعادن ومركبات طبيعية لها خصائص علاجية وفوائد صحية كبيرة، ومن هذه المركبات مجموعة تعرف بالفلافونويدات (Flavonoids) التي تعد من أقوى مضادات الأكسدة والالتهاب. ويساهم تناولها في الحفاظ على صحة الجسم ووقايته من الأمراض.
رافقنا عزيزي القاريء في هذا المقال للتعرف إلى مجموعة الفلافونويدات وأنواعها وفوائدها الصحية العظيمة ومصادرها.
مجموعة من المركبات الكيميائية النباتية القابلة للذوبان في الماء، تنتج من الاستقلاب الثّانوي للنبات، وتنتمي لفئة متعددات الفينول (Polyphenols) وتُعرف أيضًا بمصطلحات (البيوفلافونيدات –الفلافونيدات الحيوية Bioflavonoids).
اُكتشفت مركبات الفلافونويد في عام 1930، عندما فصل العلماء مادة جديدة من البرتقال واعتقدوا في ذلك الوقت أنها فئة جديدة من الفيتامينات، وأطلقوا عليها اسم فيتامين P، لكن تبين لاحقًا أنها ليست فيتامينات حقيقية بالمعنى الدقيق.
يوجد حوالي 6000 نوع مختلف من مركبات الفلافونويد، تستخدم النباتات هذه المركبات للنمو وجذب الملقحات ومكافحة العدوى، كما أنها المسؤولة عن إعطاء بعض الفواكه والخضروات ألوانها الزاهية.
لا يستطيع جسم الإنسان تصنيع الفلافونويدات ولا تعتبر مركبات الفلافونويد من العناصر الغذائية الأساسية، أي أن الجسم لا يحتاجها للنمو، لكن تناول الأطعمة الغنية بالفلافونويد يمكن أن يساعد على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
يمكن تقسيم الفلافونويدات حسب التركيب الكيميائي إلى ستة أنواع مختلفة، كالآتي:
أثبتت العديد من الدراسات التي أُجريت على مركبات الفلافونويدات أنها تمتلك فوائد صحية عظيمة، فهي غنية بالنشاط المضاد للأكسدة الذي يساعد الجسم على التخلص من السموم اليومية ويقلل خطر السرطان، كذلك تمتلك الفلافونويدات فعالية مضادة للالتهاب وللهستامين والفيروسات؛ لذلك تُستخدم في علاج أو منع أمراض عديدة.
نذكر فيما يلي بعض من الفوائد الصحية للفلافونويدات التي أثبتتها الأبحاث الحديثة:
تعد الجذور الحرة (Free radicals) جزيئات غير مستقرة يمكن أن تدمر خلايا الجسم، وتؤدي زيادة هذه الجذور الحرة إلى حدوث إجهاد تأكسدي والتهابات ومشاكل أخرى، مثل: السرطان وأمراض القلب والشيخوخة المبكرة.
تلعب الفلافونيدات دورًا مهمًا في تنظيم النشاط الخلوي، ومكافحة وتحييد الجذور الحرة وإزالة السموم، إذ تزيد مركبات الفلافونويد من إنتاج الجلوتاثيون، وهو مضاد الأكسدة الرئيسي ومزيل السموم الأول في خلايا الجسم، مما يساعد الجسم على القيام بوظائفه بصورة أفضل، ويساهم في تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض المزمنة.
يمثل الالتهاب استجابة مناعية للجسم تجاه بعض المواد المسببة للتحسس والسموم والجراثيم والمواد المهيجة الأخرى، ويؤدي حدوث الالتهاب إلى أعراض مرضية مزعجة، لكن قد تساعد مركبات الفلافونويد الجسم على التخلص من التفاعل الالتهابي وتخفيف تلك الأعراض.
قد يساعد تضمين مركبات الفلافونويد المنوعة في النظام الغذائي على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، إذ تقلل من احتمالية حدوث النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، بسبب خواصها المضادة للأكسدة والمضادة للالتهاب، كذلك تعمل هذه المركبات على ما يأتي:
أشارت الأبحاث إلى أن اتباع نظام غذائي يحتوي على الفواكه والخضروات الغنية بالفلافونويد، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان ويبطئ نمو الخلايا السرطانية.
تقضي الفلافونويدات على الجذور الحرة التي يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الجسم وجزيئاتها، مثل: الحمض النووي، كما يمكن أن تساعد مركبات الفلافونويد على إصلاح الحمض النووي وتثبيط تكوين الأوعية الدموية المغذية للورم السرطاني.
وتجدر الإشارة إلى أن لكل نوع من الفلافونيدات قدرة على محاربة نوع معين من السرطانات، فقد تساعد الفلافونيدات من نوع الإنثوسيانين على تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة، بينما تساعد الفلافونيدات من نوع الفلافانول على الوقاية من سرطان البروستاتا.
لذلك ينصح العلماء بالحرص على تناول أنواع مختلفة من الفلافونويد والتنويع في المصادر الطبيعية لهذه المركبات ضمن النظام الغذائي اليومي.
وجدت إحدى الدراسات أن تناول كميات وفيرة من بعض أنواع الفلافونويدات ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كذلك تساهم الفلافونويدات في إبقاء مستوى سكر الدم تحت السيطرة وتخفض مقاومة الأنسولين.
أظهرت عديد من الدراسات أن الفلافونويدات تقلل من استجابة الخلايا للألم؛ لذلك يعتقد الباحثون أنه يمكن استخدام الفلافونويدات لعلاج الألم المزمن.
تمتلك الفلافونيدات خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، وقد أظهرت عديد من الدراسات المختبرية أن بعض الفلافونويدات تمنع تكاثر خلايا إنفلونزا (H1N1)، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وفيروس السارس وفيروس (RSV)، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد كيفية عمل الفلافونويدات في الجسم ضد الفيروسات، وهل يمكن أن تكون تدبيرًا وقائيًا فعالًا.
تمتلك الفلافونويدات القدرة على حماية خلايا الدماغ بسبب خواصها المضادة للالتهاب وقدرتها على حماية الأوعية الدموية، وتشير الدراسات إلى أن مركبات الفلافونويد الموجودة في الكاكاو يمكن أن تحسن وظائف المخ والذاكرة وتدفق الدم إلى الدماغ.
يعد الكيرسيتين، وهو من أشهر أنواع الفلافونويدات، مضادًا طبيعيًا للهيستامين؛ لذا يساهم في علاج حمى القش ومرض الشرى.
من الممكن جني فوائد الفلافونيدات من خلال:
1. تناول مصادر الفلافونيدات الطبيعية، والتي تضم:
2. تناول مكملات البيوفلافونويد الغذائية، مثل: مكملات كيرسيتين (Quercetin)، وروتين (Rutin)، وفيستين (Festin).
تجدر الإشارة إلى أهمية مراعاة الأمور التالية المتعلقة بمصادر الفلافونويدات للحصول على فوائدها التي لا حصر لها:
ختامًا نذكر بأن تضمين المزيد من الفلافونويدات في النظام الغذائي يعد طريقة فعّالة للحفاظ على الصحة، ومن المحتمل أن يقلل من خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية المزمنة، وإن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات، يعد طريقة طبيعية مثالية للحصول على الفلافونويدات المعروفة بفاعليتها المضادة للأكسدة والالتهابات والسرطان، إلى جانب قدرتها على تنظيم وظيفة الإنزيمات الخلوية الرئيسية، فضلاً عن خفض ضغط الدم.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية تحتوي على الفلافونويدات؛ لتجنب التفاعلات الدوائية المحتملة.
المصادر:
بقلم: د. نور هشام الأطرقجي
لينكد إن: noor-hisham
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً