crossorigin="anonymous">
8 أغسطس , 2022
أنت لست ملزمًا بإيجاد الجانب المشرق!
بالرغم من أن الحزن شعور شائع، إلا أنه من الصعب فهمه بشكل جيد. فقد أصبح الشعور بالحزن مدونًا وفي إطار محدود وضيق، بدلًا من أن يكون تجربة واسعة غير محددة ومتفردة تمامًا. غالبًا لدى من يشعرون بالحزن معتقدات عن الطريقة التي يجب أن يمارسوا بها حزنهم، ولكن حقيقة الحزن هي أكثر اختلافًا ومرونة.
فيما يلي ست حقائق صارمة، ولكن مطمئنة عن الحزن:
في كثير من الأحيان، يتعامل من يشعرون بالحزن وأحبائهم مع هذا الشعورعلى أنه مشكلة يجب حلها. كتبت ميغان ديفين في كتابها لا بأس ألا تكون على ما يرام، إن الحزن ليس بمشكلة يجب عليك حلها، ولكنه تجربة تحياها، كل ما عليك فعله هو أن تجد وتستقبل الدعم والراحة التي تمكنك من التعايش مع الواقع، فالمصادقة هي الطريق إلى التقدم وليس التصحيح. وأوضحت ديفين أن مهمتنا هي معرفة “الفرق بين حل مشكلة الألم والمرور به”، و مع ذلك ينظر الكثير من الناس إلى الحزن على أنه مهمة يجب تنفيذها، حتى يتمكنوا من العودة إلى الحياة اليومية. ولكن هذا الضغط من أجل شعور أفضل وعودة الأمور كالسابق يمثل عبئًا، ولا يُقدم المساعدة لمن يشعر بالحزن للتعايش مع ألمه.
يظهر الحزن في حياتنا لأسباب كثيرة، فإن فقد الصداقات، والعلاقات، والهويات، والوظائف، والاستقرار، جميعها تثير الحزن. حددنا هذا التعريف ليلائم أكثر طريقة شائعة يظهر بها، وبهذه الطريقة نفشل في إعطاء الآخر مساحة ليرثي تجاربه الصعبة، مما يؤدي إلى الإحساس الشديد بالفقد.
هذا العام، وضع الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5-TR) تشخيصًا جديدًا يُسمى: اضطراب الحزن المُطوَّل، يذكر بأن الفرد الذي يعاني من حزن شديد لفترة تزيد عن عام، ينطبق عليه تعريف الحزن المطول. وعلى الرغم من أن هذا التعريف يفيد العديد لتيسير الحصول على خدمات التأمين الصحي لعلاج الصحة النفسية، إلا أن البعض احتجَّ على وضع وقت محدد للذين يمرون بهذا الحزن، لم يساعدنا ذلك في اتخاذ قرار ما إذا كان حزن الفرد بعد مرور 365 يوم غير طبيعي ويتطلب التدخل أم لا.
وكما وضعت المراحل الخمسة لإليزابيث كوبلر روس إطارًا سهلًا لفهم ما يحدث أثناء الحزن، فإن لها أهمية استثنائية، حيث تعد هذه المراحل خريطة تعريفية للفرد لكيفية ممارسة حزنه. وبالإشارة إلى نقاط متعددة من تجربة إلى أخرى تليها، يُترك من يشعرون بالحزن ليتسائلوا ما إن كان هناك خطأ ما حدث، وذلك لأن تجربتهم الآن أصبحت متوقعة، وموصوفة، ومعدَّة كما وصفتها المراحل الخمسة. لنأخذ معنا هذا الإطار والآخرين، ونعدل الطريقة التي نراهم بها، لوصفهم لا لتوجيههم، حيث توصف تجربة بعض الأفراد، وتقدَّم لغة لوصف هذه التجربة، فهم ليسوا مفوَّضين أو مجرد وصف للمألوف.
إن هدف من يشعرون بالحزن غالبًا هو العودة لحالتهم قبل الفقد، ولكن أي حدث مهم في الحياة؛ سلبيًا أم إيجابيًا، يُمكنه تغيير الفرد. نحن لا نعود كما كنا، ولكن نتكيف، ونرثى حالنا، ونحتفل، وننضج، ونتوقف، ونمضى قدمًا، ولكننا لا نعود.
إيجاد الجانب المشرق من الفقد يساعد بعض الأفراد، ويُمكّن البعض من الشعور بالراحة، ولكن بالنسبة لآخرين، الضغط الذي تسببه مقولة “على الأقل….” بعد حدوث فقد كبير يعزز الشعور بالألم، ويشكّل ضغطًا كبيرًا على كاهل الفرد ليعيش حزنه بطريقة أفضل. لا بأس في ألا تتمكّن من إيجاد الجانب المشرق أو المضئ، ففي بعض الأحيان تحدث الأشياء السيئة، ولا بأس في أن تقضي وقتًا لتتعلم التعايش مع الواقع بدلًا من إيجاد الطرق لجعل هذا الواقع أقل سوءًا.
هذه الحقائق خلقت صورة غير مرتبة للحزن، فهي تتحدث عن حقيقة أنّ تجربة ويوميات واستنتاجات كل فرد ستكون مختلفة عن الآخر، وبذلك تمنح الفرد مساحة ليتحرك بالطريقة التي يختارها، وأن يشعر بأي شئ يحتاج أن يشعر به، ولا يمارس الحزن من أجل الآخرين لخلق شعور أفضل لديهم. وبزوال هذه الخرافات، فإننا نخلق نموذجًا أكثر لطفًا للمضي بآلامنا في هذا العالم.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: مي محمد كمال
مراجعة وتدقيق: أماني نوار
تويتر: amani_naouar
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً