طريقة تصوير جديدة يمكن أن تقودنا إلى التشخيص المبكر لمرض باركنسون

طريقة تصوير جديدة يمكن أن تقودنا إلى التشخيص المبكر لمرض باركنسون

1 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

غادة أحمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

داء باركنسون (الشلل الرعاش) هو مرض منهك للدماغ، ويُضعف قدرة الإنسان على المشي وحتى التحدث، حتى أن تشخيصه معقد، لكن في مراحله المبكرة يكون مستحيلاً.

وتستخدم الطريقة المعتادة لتصوير بنية الدماغ -تقنية يعرفها معظمنا- وتسمى التصوير بالرنين المغناطيسي، ومع ذلك فهو ليس حساسًا بما يكفي للكشف عن التغيرات البيولوجية التي تحدث في دماغ مرضى باركنسون، ولكنه في الوقت الحالي يستخدم فقط في المقام الأول لاستبعاد أي تشخيصات محتملة أُخرى.

وأدرك الباحثون أنه يمكن الكشف عن التغيرات الخلوية لمرض باركنسون من خلال اقتباس تقنية مُقاربة تُعرف بالتصوير بالرنين المغناطيسي الكمي، ومكنتهم طريقتهم هذه من النظر إلى الهياكل الدقيقة داخل جزء عميق من الدماغ يُعرف بالجسم المخطط، وهو عضو معروف بأنه يتدهور أثناء تقدم مرض باركنسون، وباستخدام طريقة تحليل جديدة -طورها إليور دروري طالب دكتوراه- كُشفت التغيرات البيولوجية بوضوح في النسيج الخلوي للجسم المخطط، بالإضافة لذلك، تمكنوا من إثبات أن هذه التغيرات كانت مرتبطة بالمراحل المبكرة من باركنسون واضطراب الحركة لدى المرضى، ونشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Science Advances.

يكتسب التصوير بالرنين المغناطيسي الكمي حساسيته من خلال التقاط العديد من الصور بالرنين المغناطيسي باستخدام طاقات إثارة مختلفة، وهذا أشبه بالتقاط نفس الصورة بألوان مختلفة، كما تمكن الباحثون من استخدام التصور بالرنين المغناطيسي الكمي الخاص بهم للكشف عن التغيرات في بنية الأنسجة بمناطق واضحة من الجسم المخطط، لم يكن من الممكن تحقيق الحساسية الهيكلية لهذه القياسات إلا في المختبرات التي تفحص خلايا الدماغ للمرضى بعد الوفاة، وهو وضع غير مثالي لاكتشاف المرض المبكر أو مراقبة فعالية الدواء.

وأوضح الباحثون أنه عندما لا تتوفر لديك قياسات فحينها لا تعرف ماهو الطبيعي وما هو غير طبيعي في بنية الدماغ وما الذي يتغير أثناء تقدم المرض. ستسهل المعلومات الجديدة التشخيص المبكر للمرض وتوفر كذلك علامات لمراقبة فاعلية العلاجات الدوائية المستقبلية، ووصفوا اكتشافهم هذا بإنه قمة جبل الجليد. إنها تقنية ستُعمم الآن لتحري التغيرات الهيكلية المجهرية في مناطق أخرى من الدماغ. علاوةً على ذلك، يقوم الفريق الآن بتطوير تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الكمي إلى اداة يمكن استخدامها في بيئة سريرية، ويتوقعون أن يكون ذلك بعد حوالي 3-5 سنوات.

يقترح أحد الباحثون أيضًا أن هذا النوع من التحليل سيمكن من تحديد المجموعات الفرعية داخل السكان الذين يعانون من مرض باركنسون، وبعضهم يمكن أن يستجيب بشكل مختلف لبعض الأدوية عن البعض الآخر. في النهاية، يرون أن هذا التحليل يؤدي إلى علاج شخصي، مما يسمح للاكتشافات المستقبلية للعقاقير من أجل حصول كل شخص على الدواء الأكثر ملاءمة.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: غادة أحمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!