حقن خلايا دم الحبل السري بأمان في شقيق مصاب بالشلل الدماغي

حقن خلايا دم الحبل السري بأمان في شقيق مصاب بالشلل الدماغي

11 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

مرنا عماد

دقق بواسطة:

زينب محمد

وجدت دراسة أسترالية أولية أن جمع الخلايا وتخزينها من الحبل السري للطفل ونقلها لاحقًا إلى شقيق مصاب بالشلل الدماغي يعد آمنًا.

أشارت التجربة السريرية، التي قادها معهد مردوك لأبحاث الأطفال (MCRI) ونشرت في مجلة سيتولوجى، إلى أن خلايا دم الحبل السري المتطابقة تمامًا من طفل واحد يمكن أن تُغرس بأمان في شقيق مصاب بالشلل الدماغي. مُولت الدراسة من قِبل مؤسسة أبحاث الشلل الدماغي وبنك سيل كير لجمع الحبل السري .

أُبلغ عن رد فعل عكسى واحد فقط يتعلق بالدراسة، بينما عانى ستة من 12 مشاركًا من ردود فعل عكسية طفيفة. وقد عولجت جميع ردود الفعل العكسية بشكل فعال في المستشفى.

قالت الدكتورة كايلي كرومبتون، باحثة الأطفال في مردوك، إنه بينما لا يوجد علاج للشلل الدماغي، فإن خلايا دم الحبل السري لديها القدرة على تحسين إصابة الدماغ والوظيفة الحركية الإجمالية بسبب قدرتها على تنشيط عمليات الإصلاح وتجديد بعض الأنسجة في جسم الإنسان.

وأضافت: “توصلت دراستنا إلى أن حقن خلايا دم الحبل السري المتطابقة في الأطفال المصابين بالشلل الدماغي هو إجراء آمن نسبيًا، ولكن يجب إجراؤه فقط في مستشفيات من الدرجة الثالثة  ذات إمكانية  لعلاج ردود الفعل العكسية غير المتكررة”.

تضمنت المرحلة الأولى من التجربة السريرية 12 مشاركًا، تتراوح أعمارهم بين 1-16 عامًا، من جميع أنحاء أستراليا الذين تلقوا خلايا دم الحبل السري لأخٍ وتمت متابعتهم لمدة 12 شهرًا بعد الحقن.

أظهر معظم المشاركين، الذين خضعوا للملاحظة لمدة عام، تقدمًا تطوريًا نموذجيًا للأطفال المصابين بالشلل الدماغي. لوحظ  تحسن في الوظيفة الحركية الإجمالية لدى ثلاثة أطفال، بعد ثلاثة أشهر من الحقن الوريدي،  بينما كانت التغييرات أقل وضوحًا بعد عام واحد.

قالت الدكتور كرومبتون إن أكبر التحسينات الحركية الإجمالية شوهدت لدى الأطفال الأصغر سنًا الذين لم يصلوا بعد إلى 90% من إجمالي المهارات الحركية المتوقعة لديهم.

وأضافت: “هذا يشير إلى أن التدخل قد يكون أكثر فعالية في السنوات القليلة الأولى من الحياة”. لمعرفة ما إذا كانت هذه هي الحالة، نخطط نحن وباحثون آخرون الآن لتجارب إضافية لفهم هذه الآثار بشكل أفضل”.

يحدث الشلل الدماغي بسبب تلف الدماغ النامي أثناء وجوده في الرحم، أو أثناء الولادة، أو في السنوات الأولى من العمر. يؤثر الاضطراب الخلقي على حوالي اثنين من كل 1000 مولود حي في جميع أنحاء العالم، مما يجعله أكثر الإعاقات الجسدية شيوعًا في مرحلة الطفولة. حيث يولد طفل أسترالي مصابًا بالشلل الدماغي كل 20 ساعة.

وقالت دينا ريديهو، أستاذة الأطفال في مستشفى مردوك، إن النتائج كانت نقطة انطلاق قيّمة نحو إثبات سلامة وجدوى استخدام دم الحبل السري في علاج الشلل الدماغي. ومع ذلك، لن تتوفر خلايا أشقاء مطابقة تمامًا لجميع الأطفال المصابين بالشلل الدماغي.

وأضافت: “إن البحث عن منتج خلوي متاح لمجتمع الشلل الدماغي الأوسع، وليس فقط أولئك الذين لديهم أشقاء متماثلون لديهم دم الحبل السري المخزن، مما يجعله خطوة مستقبلية مهمة”.

“هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت الأشكال المختلفة من الشلل الدماغي أكثر قابلية للتغيير بعد حقن خلايا دم الحبل السري، وما هي جرعة الخلية المطلوبة وما إذا كانت الجرعات المتعددة ستوفر نتائجًا أفضل”.

بعد تشخيص إصابتها بالشلل الدماغي، لم تستطع شارلوت في سن الثانية الإمساك بزجاجة ماء أو قلم أو التواصل لفظيًا ولم تتخذ خطواتها الأولى بعد، وبعد المشاركة في التجربة السريرية، قالت الأم لورا ويست إن الأمر يشبه “تشغيل مفتاح الضوء”. ومع ذلك، قالت لورا إن التقدم التطوري لشارلوت تباطأ بمرور الوقت منذ الحقن.

أثناء حملها بابنتها الصغرى إيما، قررت لورا جمع الخلايا من الحبل السري وتخزينها لنقلها لاحقًا إلى شارلوت. وصلت لورا إلى برنامج  سيل كير لجمع وتخزين دم الحبل السري الخاص بـأخوة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي. يضمن البرنامج المجاني جمع هذه الخلايا الجذعية بطريقة مدققة بالكامل ومعتمدة من الحكومة بحيث تكون متاحة للاستخدام في التجارب السريرية المستقبلية في أستراليا.

قالت لورا إن التغييرات في شارلوت، البالغة من العمر الآن سبع سنوات، كانت واضحة بعد بدء حقن الخلايا.

وأضافت: “كانت شارلوت ثابتة تمامًا في تطورها وتقدمها حتى الحقن ثم رأينا هذا الاختلاف الملحوظ”.

“كان الأمر مذهلاً في البداية ثم استقرت بعد ذلك في تحسن مطرد. كانت شارلوت تتغذى دائمًا من خلال أنبوب، ولكنها سرعان ما تعلمت أن تشرب من الزجاجة. لم نعتقد أبدًا أنها ستكون قادرة على الإمساك بالقلم الرصاص بشكل صحيح ولكن بعد ذلك فجأة كانت تمسكه بشكل صحيح”.

“لقد انتقلت من كونها مدعومة بالوسائد إلى الجلوس والوقوف والجري. كان من الرائع رؤيتها مستقلة تمامًا وقادرة على القيام بهذه الأشياء بنفسها. كان معدل التغيير في شارلوت في أعقاب ذلك واضحًا جدًا، ولكن تطورها الآن تباطأ إلى خطوات صغيرة”.

“يسعدنا أن يواصل الباحثون العمل لمعرفة ما إذا كان التدخل قد يكون أكثر فاعلية في السنوات الأولى من عمر الطفل، لمنح الأمل للعائلات الأخرى”.

قالت الأستاذة  نادية بدوي، رئيسة تحالف الشلل الدماغي في أبحاث الشلل الدماغي بجامعة سيدني، إنها كانت دراسة تاريخية وفّرت معرفة جديدة لكيفية استخدام خلايا دم الحبل السري في يوم من الأيام لتحسين حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.

وأضافت: “نحن مدينون للأطفال وأسرهم الذين شاركوا في هذا البحث، والذين ساعدوا في تمهيد الطريق للعديد من التجارب المستقبلية”.

“في تحالف الشلل الدماغي، نلتزم بإجراء البحوث التي تمكن الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي وأسرهم. وبالرصد المجتمعي نستطيع القول أن الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي وأسرهم يرغبون بالمزيد من البحث في العلاجات المحتملة، وهذه الدراسة هي خطوة مهمة إلى الأمام في إثبات سلامة استخدام خلايا دم الحبل السري في أحد المستشفيات الأسترالية”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ميرنا عماد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!