ماهي أغرب المخلوقات البحرية المُكتشفة؟

ماهي أغرب المخلوقات البحرية المُكتشفة؟

27 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

ندى آل قاسم

دقق بواسطة:

عبد الله الحربي

الكائنات البحرية التي يميل الناس إلى معرفتها غريبة جدًا نأخذ مثال على ذلك السمك المفلطح، له جسم مضغوط لحد كبير، وعينان على جانب واحد من الرأس وأيضًا يستطيع بعض السمك المفلطح تغيير ألوانه لتتطابق مع الخلفية، وهي تشبه في ذلك الحرباء. ومن المخلوقات الغريبة المحار، وهو نوع من الحيوانات المائية الصدفية وهو من شعبة الرخويات التي تعيش في المحيطات والذي يبدو في الغالب كالمخاط. وهنالك الحيتان ويعد الحوت حيوان بحري كبير، يصنف من ضمن الثدييات يوجد له رئتين يتنفس منها بعكس الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى التي تتنفس من الخياشيم وهي من بين الحيوانات البحرية القليلة التي تتكيف في العيش في جميع المحيطات الموجودة في العالم.

حبار ذو زعانف كبيرة غريب المظهر يحوم في منتصف المياه في مضيق ليمبه بإندونيسيا

هذا ليس كل شيء يصبح الأمر أكثر غرابة. في الشعاب المرجانية وفي فتحات أعماق البحار؛ في التلال المتوسطة وفي الأعماق المظلمة والباردة، طورت الحيوانات بعض الأجسام والعادات الغريبة حقًا من أجل البقاء على قيد الحياة. والنتيجة هي مخلوقات غريبة مثل أي شيء يمكن العثور عليه يومًا ما على كوكب بعيد. تعيش الكائنات البحرية بدون ضوء، وبدون أكسجين تقريبًا، وفي ضغوط لا تُصدق -أينما كان بإمكانها تدعيم وجودها.

يُظهر (Cirrhilabrus finifenmaa) ألوان قوس قزح الخاصة به.

مخلوقات الشعاب المرجانية

تعد الشعاب المرجانية موطنًا لآلاف الأنواع، لذلك ليس من المستغرب أن يكون بعضها غريب جدًا. وتعتبر الشعاب المرجانية غريبة حيث يتم بناءها من قبل الزوائد المرجانية، وهي أقارب لقنديل البحر الذي يستخرج كربونات الكالسيوم من الماء لبناء منازل واقية على شكل أدمغة ومراوح ونباتات. والأغرب من ذلك، فإن معظم السلائل المرجانية لن تعيش بدون علاقة تكافلية مع طحلب يسمى زوزانتلي الذي يعطي الشعاب المرجانية لونها ويوفر الطاقة عبر عملية التمثيل الضوئي مقابل المأوى وثاني أكسيد الكربون.

الشعاب المرجانية هي الموطن الذي بناه الحيوان بدوره الذي يؤوي مخلوقات غريبة أخرى. على سبيل المثال السمكة التي تتميز بألوانها الزاهية وتشبه “قوس قزح” وتسمى “cirrhilabrus finifenmaa” وتعني الوردة في لغة الديفهية المحلية وهي تعيش في شعاب مرجانية عميقة ضعيفة الإضاءة تسمى “منطقة الشفق”.

ووجدت الأبحاث أن الشعاب المرجانية توفر بيئة مثالية لتطوير الألوان المبهرجة لديها. ويسمح الماء الصافي للذكور والإناث برؤية بعضهم البعض جيدًا، وقد يجعلهم ذلك يطورون أجساماً ملونة لجذب زملائهم؛ كما أن الشعاب المرجانية الصلبة توفر المأوى وأماكن التكاثر والحماية من الحيوانات المفترسة كما أنها تدعم الكائنات الحية الموجودة في قاعدة السلاسل الغذائية للمحيطات.

سمكة ببغاء الرصاص (Chlorurus sordidus) تبدو وكأنها تبتسم وتتباهى بأسنانها.

ومن أشهر سكان الشعاب المرجانية هو سمكة الببغاء وسميت هذه السمكة بهذا الاسم بسبب أسنانها الأمامية المرتبة في مقدمة فمها بحيث تشبه منقار الببغاء تتغذى السمكة الببغائية غالبًا بالطحالب التي تنحتها من الصخور والشعاب بأسنانها القوية وفي الليل يكوِّن الكثير منها نوعًا من الغطاء الرقيق الشفاف الذي يشبه الشرنقة تحيط به نفسها وهي بمثابة حقيبة نوم شديدة اللزوجة قد تحميها من الطفيليات التي تهاجمها أثناء النوم وتقبع فيه حتى يسطع ضوء النهار.

ومن أغرب الحيوانات المتواجدة في الشعاب المرجانية Sacoglossans وهي وتتواجد في جميع المحيطات الاستوائية المعتدلة ومعظمها يعيش في وسط المحيط الهادئ و(Sacoglossans) تعني “امتصاص العصارة”. وغالبًا تُعرف Sacoglossans باسم “الرخويات البحرية التي تعمل بالطاقة الشمسية”وتتغذى هذه البزاقات الملونة على الطحالب وتسرق البلاستيدات الخضراء منها ويمكن لهذه البزاقات جمع الطاقة مباشرةً من الشمس كما يمكنهم أيضًا استخدام جزيئات من الطحالب للدفاع، ويمكن أن يساعد بعضها في الدفاع عن صحة الإنسان أيضًا في نهاية المطاف “اكتشف بعض العلماء مركب مضاد للسرطان تنتجه بكتيريا بحرية مرتبطة بالطحالب يتم اختطافها بواسطة Sacoglossans واستخدامها كجزيء دفاعي”.

هلام المشط الدموي (lampocteis) ليس هلامًا حقيقيًا، ولكنه هلام في أعماق البحار.

تطفو في العمق

المياه المفتوحة للمحيط ليست مليئة بالحياة مثل الشعاب المرجانية. لكن ما يعيش هناك يكاد أن يكون غريبًا عالميًا، خاصة في المناطق المظلمة العميقة. تقديم حجة قوية للأغرب المطلق هي “siphonophores” بمعنى السحاريات.

قال عالم الأحياء البحرية ستيفن هادوك المتواجد في معهد أبحاث الأحياء المائية بخليج مونتيري والذي يدرس هذه الشذوذ بالإضافة إلى المخلوقات الجيلاتينية الأخرى “يكافح الناس لفهم السحاريات” تعمل السحاريات مثل كائن حي واحد لكنها في الواقع مستعمرات لكائنات فردية تتكاثر لاجنسيًا. وقد لاحظ الباحثون في أستراليا سحاريات يصل طولها إلى 45 مترًا، وأفصح ستيفن بأن السحاري المفضل لديه هو إيرينا سيرينا التي تستخدم الإضاءة الحيوية الحمراء لجذب الفريسة.

والهلامي الآخر المفضل لستيفن هو هلام المشط الدموي ويعرف باسم (lampocteis) وهو من المشطيات المتواجدة في أعماق البحار. المشطيات لا تلسع مثل قناديل البحر لأنها تفتقر إلى الخلايا اللاذعة بدلاً من ذلك يرتدون خلايا لزجة لإيقاع الفريسة. ويتميز هلام المشط الدموي بلونه الأحمر الجريء ويدفع نفسه عبر الأعماق بإسقاطات خلوية صغيرة تسمى الأهداب وتتألق عندما يضربها الضوء مقدمة عرضاً ضوئياً ملون.

أنها تشبه بذلك حبار الفراولة عندما يتألق بلونة الأحمر والمعروف باسم (Histioteuthis heteropsis) وهو من سكان منطقة الشفق في المحيط ويميز حبار الفراولة بأن له عين كبيرة موجهة لأعلى لمشاهدة الأشياء في ضوء الشمس الخافت والعين الأخرى صغيرة موجهة لأسفل لمشاهدة التلألأ الحيوي من الفريسة التي تسبح أدناه.

سُميت سمكة الفقاعة كواحدة من أبشع الحيوانات في العالم.

الحياة في القاع

يجب على الحيوانات التي تأمل في البقاء على قيد الحياة في قاع البحر الاستغناء عن الضوء والتأقلم مع الظلام ومواجهة الضغط العالي لآلاف الأمتار من الماء. ومن السكان المشهورين في الأعماق سمكة الفقاعة التي تبدو متواضعة إلى حد ما أثناء السباحة لكن تستطيع الغوص لآلاف الأقدام في البحر ولكنها تنكمش في كيس مترهل عند طرحها على السطح، حيث يكون الضغط أقل 100 مرة مما تتكيف معه الأسماك.

بدأ عالم الأحياء خافيير سيلانيس لوبيز باستكشاف الجبال البحرية قبالة سواحل أمريكا الجنوبية التي ظهرت فيها مجموعة مخلوقات عديدة الأنواع مثل (Eunice decolorhami) وهي دودة متعددة الأشكال وجدت تعيش في أنابيب من (180 إلى 340 مترًا) على عمق منحدرات جزر ديسفنتوراداس والجبال البحرية في نازكا ريدج. كما أيضا كشف الباحثون عن عينات من السلطعون الأبيض والأحمر (Ebalia sculpta) وهو من سكان القاع ينطلق وسط ديدان الأنبوب وشقائق النعمان على عمق (200 مترًا) تحت السطح.

قال سيلانيس لوبيز لمجلة لايف ساينس: «ميزتها المميزة الرئيسية هي وجه منحوت في استرواح الرأس والجسم المنصهر الذي يشبه صورة العالم السفلي». بعبارة أخرى، إنه سرطان البحر الشيطاني.

دعونا نتعمق أكثر. رشحت ليزا ليفين، عالمة المحيطات البيولوجية في معهد سكريبس لعلوم المحيطات في كاليفورنيا، حيوانات (Xenophyophores) كواحدة من مخلوقاتها الغريبة المفضلة في أعماق البحار وهي كائنات وحيدة الخلية تسمى الأوليات التي تجمع الرواسب معًا لتشكيل منازل متقنة تسمى «الاختبارات». تبدو هذه الاختبارات مثل النباتات أو الشعاب المرجانية. تم العثور عليها تحت حوالي (400 متر) في قنوات أعماق المحيطات مثل خندق ماريانا، وفي هذا العالم القاحل، توفر المأوى للافقاريات وتطور أجنة الأسماك، كما قالت ليفين لـ Live Science: «أجد حقيقة أن الأوليات يمكن أن تصنع منزلاً للافقاريات أو توفر موطنًا للحضانة لأسماك الحلزون فكرة مبهجة».

ربما تكون الديدان التي تأكل العظام (Osedax) أقل إمتاعًا، وهي غرابة في أعماق البحار اقترحها عالم الأحياء البحرية في معهد سكريبس جريجوري روس. تأكل هذه الديدان الحمراء الريشية بدون أفواه أو أحشاء، وبدلاً من ذلك تفرز الحمض لتحطيم عظام الحيوانات البحرية النافقة. تنمو الإناث ليبلغ طولها حوالي (2.5 سم). ويبلغ طول الذكور (1 ملم) ويعيشون في أنابيب تشبه الهلام تتشبث بالإناث، وهي موجودة فقط لتخصيب بيض الإناث.

ما هو أغرب مخلوق بحري على الإطلاق؟ هل يمكن أن يكون سلطعونًا منحوتًا بوجه الشيطان، أم شيء هلامي يضيء بيولوجيًا وهو في الواقع الكثير من الأشياء الصغيرة أم بزاقة تقوم بعملية التمثيل الضوئي أو دودة تتدفق عبر العظام بالحمض. أو ربما هو شيء آخر. إذا كان هناك ضمان واحد في المحيط، فهو أن شيئًا أكثر غرابة دائمًا ما يكون قاب قوسين أو أدنى.

ترجمة: ندى القاسم

المصدر: https://www.livescience.com

مراجعة وتدقيق: عبدالله الحربي

لينكد إن: abdullahalharbi


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!