لماذا نُدمن مواقع التواصل الاجتماعي؟

لماذا نُدمن مواقع التواصل الاجتماعي؟

5 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

زينب الهواري

دقق بواسطة:

سارة محمد

ما الذي يدفعك للتصفح مرارًا وتكرارًا !!

كم مرة حدثتك نفسك بأن تتصفح هاتفك لدقائق قليلة فقط، لينتهي بك الأمر وقد أضعت ساعة من عمرك دون هدف ؟ كم مرة نبهت ابنك المراهق ليترك هاتفه ويغلق حسابات التواصل الاجتماعي دون جدوى؟

هناك العديد من المزايا لمنصات التواصل الاجتماعي ولكن مازال هناك العديد من الأضرار والتي ينبغي علينا كمجتمع إيضاحها والتعرف على طبيعتها حتى نستخدمها بوعي دون انسياق.

فهيا بنا نتعرف على أهم ١٠ نقاط تجعلنا ندمنها رغمًا عنا:

١-  اللانهائية

بخلاف ما يحدث عند قراءة كتاب أومشاهدة فيلم ينتهي، فمواقع التواصل الإجتماعي تعرض لك مع كل تصفح سيل دائم من المشاركات بلا توقف، فكلما تصفحت وجدت المزيد.

 لذا كان لزامًا على كل عاقل أن يفكر بجدية ويسأل نفسه متى يجب أن أتوقف وما جدوى الاستمرار؟! وهذا دور القشرة المخية الأمامية في المخ، المسئولة عن التفكير المنطقي والتي لا تنضج تمامًا إلا بوصول الشخص لعمر العشرين عامًا وهي آخر ما ينضج في مخ الإنسان.

٢-  سرعة الحصول على المعلومات والترفيه

لطالما سعى البشر للحصول على محتوى ترفيهي تحفيزي ولكن لم يكن لدينا أبدًا هذا الحد الهائل من الرفاهية والسرعة.

فالآن وفي لمح البصر يمكنك مشاهدة صورة أو ڤيديو وقراءة منشور بهم الكثير من المعلومات والترفيه، ولكن ماذا عن الإستفادة والتدبر ! لقد حصلنا على المتعة والتحفيز ولكننا فقدنا قدرتنا على التفكير والاستنباط ورؤية الأفكار من منظورنا الخاص لنتخذ قرارات تتناسب مع احتياجاتنا.

٣-  السعي وراء التقدير الاجتماعي:

ماذا لو كانت مواقع التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك والانستجرام بدون إعجاب أو تعليقات، هل كانت لتحظى منا بنفس الشغف؟!

تُولد خاصية الإعجابات والتعليقات وإعادة النشر حالة من تعزيز الثقة بالنفس، بل وتجعل الكاتب دائمًا في حالة ترقب وشغف للمنشور الجديد، فالعقل يُدمن هذا الشعورالإيجابي ويدفعك لمواقع التواصل مرارًا وتكرارًا ليحصل علي مكافأة سريعة بأقل مجهود.

٤- نشوة المفاجآت المتغيرة

وهذا ما يحدث تمامًا للاعبين، فإدمان الألعاب يعتمد بشكل أساسي على توقع عقلك للفوز السريع والهدايا المفاجئة دون عناء ويقول عنه سكينر هو توقعك للعطايا في أي وقت دون تخطيط مسبق، وهذا ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي فعقلك دائمًا متحفز للعطايا لا يعلم وقتها ولا طبيعتها، فتغدو متعطشًا لطلب الصداقة وإعجاب هذا، وتعليق ذاك وهذا ما يدفعك للتصفح مرارًا، مما يصعب عليك إخماد تلك الرغبة.

٥- مقاطع قصيرة جذابة

بخلاف مشاهدة الأفلام أو قراءة الكتب التي قد تمتد لساعات، تقدم لك مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الڤيديوهات والمنشورات القصيرة التي لا تتجاوز دقائق معدودة، ذات محتوى ممتع ولا تتطلب جهدًا كبيرًا، فالتغريدات لا تتجاوز ٢٨٠ حرف وكذلك ڤيديوهات التيك توك تتراوح ما بين الثواني إلى ٣ دقائق وهذا ما يجذب الأفراد من مختلف الأعمار لهذه المنصات.

٦- إضفاء الطابع الشخصي على المحتوى

تستطيع منصات التواصل الاجتماعي -عبر خوازميات البحث- تخصيص محتوى يناسب أفكارك، كل ما عليك فعله هو زيارة المواقع وستقوم الخوازميات الذكية بجمع كل المعلومات اللازمة عنك : ما المواضيع التي تعجبك وكم دقيقة تشاهدها؟ من تُراسل؟؟ ما المجموعات التي تحب الإنضمام إليها ؟ وكذلك جمع معلومات من مواقع أخرى مختلفة تابعة لمنصات التواصل الاجتماعي.

لذا كان من السهل دائمًا أن تجد ما يثلج صدرك في كل مرة تتصفح، فالخوازميات تتيح لك كل ما يهمك من أخبار وصور ومنشورات وڤيديوهات وتوصيات، وهذا ما يجذب المستخدمين لفترات زمنية أطول.

٧-  الحصار الإلكتروني

ما أن تتخذ قرارًا بالبعد عن منصات التواصل وأخذ راحة، إلا وتجد سيل من الرسائل عبر البريد الإلكتروني تتفقدك وتسأل عن أخبارك وتسألك العودة وتعرض لك العديد من الأخبار والمنشورات التي تفضلها.

فبعضهم قد يرسل لك ” أننا نفتقدك ” أو ” ألق نظرة على هذه التغريدة” ليغريك بالعودة مرة أخرى.

٨- الحث على المشاركة

تخلق لك المنصات الاجتماعية العديد من الواجبات بل وتذكرك بها كلما سنحت الفرصة، فهم حريصون على تذكيرك بكل ما فرضوه عليك حتى ولو لم يكن مهمًا.

فمثلًا قد تتلقى إشعارًا أنه عيد ميلاد صديقك وينبغي عليك مراسلته، أو أنه تم إدراجك في معرض صور لصديق، أو أن هناك أصدقاء قد تعرفهم لتتصفح وتتصفح دون إرادتك لتجد نفسك منغمسًا في كثير من الواجبات والمراسلات والتصفح والمشاركة دون وعي، ولكن بباعث خفي ألزمتك به المنصة دون أن تشعر .

٩- الدوبامين وترقب المكافأة

يُفرز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يوجد في الجسم عند الرغبة وتوقع المكافآت. فعندما يصلك إشعار جديد على منصات التواصل يحصل مخك على جرعة مفاجئة من الدوبامين اللي تبشره بمكافأة جديدة. وتنشيط هذه الدائرة يدخلك في دوامة الدوبامين والمكافآت، فتتوق شوقًا لهذا الشعور وتنتظر المكافأة، وهذا ما يدفعك للتصفح مرارًا وتكرارًا لعلك تجد ما يثلج صدرك ويحفز إفراز الدوبامين.

١٠- مواكبة الأحداث

لمنصات التواصل الاجتماعي مهام عديدة فهي ليست للتسلية والصور والرسائل فحسب، ولكنها أيضًا مكان لتبادل البيع والشراء، لدعوة الناس لمناسبات عامة، ووسيلة للتواصل بين البشر وجمع التبرعات، ولقراءة الأخبار ومتابعة الوقائع المباشرة ومعرفة أحوال الطقس.

ولهذا السبب يخاف البعض من فقدها حتى لا يبتعد عن بؤرة الأحداث الشخصية والعالمية.

فمنصات التواصل الاجتماعي جزء لا يتجزأ من حياتنا، له سلبيات وإيجابيات، ولكن علينا كمستهلكين معرفة أسباب إدمان هذا الساحر سارق العمر لنتجنبها ونتعلم كيف نتخذ قرارتنا بوعي، فكن مُسيطرًا مالكًا لزمام أمرك ولا تجعله عليك سلطانًا.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: د. زينب الهواري

مراجعة: سارة محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!