البحث في لغز الوعي بعد إصابة الدماغ

البحث في لغز الوعي بعد إصابة الدماغ

4 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

سلمى نور

تظل عودة الوعي بعد إصابة الدماغ الرضحية (tbi) لغزًا للعلماء وليس من السهل التنبؤ به، وجدت سلسلة من الدراسات المنشورة مؤخرًا من قبل باحثين في قسم جراحة الأعصاب في مدرسة رينيسانس للطب بجامعة ستوني بروك، أنه باستخدام التقنيات لمراقبة وظائف الدماغ بعد إصابات الدماغ الرضحية، من الممكن أن يتمكن العلماء من التنبؤ بشكل أفضل بمن ʺسيستيقظʺ بعد إصابات الدماغ الرضحية،  وما هي دوائر الدماغ التي يجب استهدافها لعلاج اضطرابات الوعي المحتملة.

البشر قادرون على مجموعة لا حصر لها من السلوكيات، لذلك فإن التنبؤ قصير المدى لسلوكيات البشر أمر مستحيل. ومن خلال دراسة مرضى إصابات الدماغ بالتفصيل، عملت مجموعة بحثية في مختبر جراحة الأعصاب بقيادة الدكتور سيما مفخم، الأستاذ المساعد في قسم الجراحة وقسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب، والدكتور تشارلز ميكيل، الأستاذ المساعد في قسم جراحة الأعصاب، على تحديد دوائر الدماغ المترافقة مع السلوك الذي لا يمكن التنبؤ به، والتي يعتقدون أنها سمة أساسية مشتركة في الوعي البشري.

وقال الطبيب ميكيل: “بعد إصابة الدماغ، لا يفعل المرضى الفاقدون للوعي وشبه الواعون الكثير، ولا ينخرطون في سلوك هادف، ويمكن التنبؤ بسلوكياتهم بشكل كبير”.

وتوضح د. مفخم تلخيصًا لتجميع البحث وهذا الوضع مع مرضى إصابات الدماغ الرضحية قائلةً: “تظهر قابلية التنبؤ في إشارات دماغ المرضى المسجلة بأقطاب كهربائية خاصةً على فروة الرأس والدماغ”، فمن خلال دراسة مرضى إصابات الدماغ، حددنا دوائر الدماغ المترافقة مع السلوك الذي لا يمكن التنبؤ به، وتحديدًا، وجدنا أن إصابات منطقة دماغية المعروفة باسم “المهاد” تؤدي إلى حركية الجذب في الدماغ، والجاذبات هي طرق لوصف نشاط متكرر، والذي يواجه الدماغ صعوبة في الهروب منه، مثل محاولة الهروب من الدوامة،  والمهاد هو قطعة من أنسجة المخ بحجم الجوز، تعمل على تنسيق النشاط في أجزاء أخرى من الدماغ.

ʺوبالنسبة للشبكات القشرية، تحد الجاذبات من توافر حالات الدماغ المختلفة، وبالتالي السلوكيات،  حيث وجدنا أن سلامة الروابط القشرية المهادية قد تدعم عدم القدرة على التنبؤ بالسلوك وعلم الوظائف الكهربائي المرتبط بالوعي”.

ونُشرت الورقة الأولى في دورية communication biology، وتشمل استخدام أقطاب كهربائية مزروعة في الدماغ للنظر في ديناميكيات الدماغ لدى مرضى الغيبوبة أثناء استعادة الوعي بعد إصابات الدماغ.  ويعد هذا الاستخدام للأقطاب الكهربائية المزروعة (في العمق) الأول من نوعه، حيث فتح نافذة جديدة على ديناميكيات الدماغ بعد الإصابة لمرضى الغيبوبة.  وتم تقييم خمسة مرضى،  في دراسة فريدة جمعت تسجيل موجات الدماغ وتصوير الدماغ في محاولة لفهم كيفية تأثير إصابة المهاد على الوظيفة القشرية. وكانت النتيجة الرئيسة التي توصل إليها الفريق البحثي، هي أن المهاد يسهل تكوين مجموعات قشرية مطلوبة لعودة الوظيفة الإدراكية والوعي، وتدعم هذه الملاحظة الرأي القائل بأن المدخلات المهادية للقشرة تحفز الديناميكيات القشرية الغنية المرتبطة بالوعي.

كما نُشرت ورقة بحثية أخرى لنفس الفريق البحثي بقيادة د. مفخم وميكيل في دورية progress in neurobiology، حيث وجدوا في مجموعة أخرى من المرضى وعددهم 15، أن عدد الحالات القشرية محدود، ويمكن التنبؤ بنشاط الدماغ في المرضى الذين يعانون من إصابات في المهاد وتأثيره على قشرة الدماغ، ووجدوا أن سحب مدخلات المهاد يؤدي إلى حالة جاذبة قشرية مع توفر عدد محدود من الحالات، مما يؤدي إلى سلوكيات محدودة.

وصرح الفريق البحثي مفيدًا بإن النتائج تتماشى مع الرؤية الجديدة للمهاد. فالمهاد ليس مجرد مركز تتابع، ولكن يمكنه التحكم ديناميكيًا في الحركة التكيفية الموزعة داخل وعبر الشبكات القشرية لدعم المهمة المعرفية المستمرة، وتدعم تقارير متعددة هذا الرأي وتحدد دورًا جديدًا للمهاد وتحديدًا نواة المهاد عالية الرتبة، مثل النواة الظهرية الوسطى، باِعتبارها منظم للاتصال.

وأظهرت الأبحاث المنشورة في Frontiers in Neurology أن الأشخاص المصابين بإصابات المهاد وإصابات في النواة الظهرية الوسطى، هم أقل عرضة لاستعادة محتوى الوعي، وتضمنت هذه الدراسة تحليل 25 مريضًا بعد إصابات الدماغ الرضحية الشديدة، قاموا بالتحقيق فيما إذا كانت سلامة دوائر المهاد والفص الجبهي التي قُيمت عن طريق التصوير الموتر للانتشار، مرتبطة بعودة السلوك الموجه نحو الهدف.

وتعافى بعض المرضى فيما ظل آخرون دون تعافي، حيث عاد أكثر من نصفهم إلى حالة يمكنهم فيها اتباع الأوامر أو الانخراط في سلوك آخر موجه نحو الهدف. ودعمت جميع بيانات الباحثين من تصويرهم واختبارهم للمرضى أن اتصال المهاد والفص الجبهي السليم كان ضروريًا للعودة إلى السلوك الموجه نحو الهدف.

وبشكل عام، قَدم المحققون مسارًا لفهم الدماغ والتعافي بشكل أفضل بعد الإصابة الدماغية الرضحية.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سلمى نور

تويتر: SalmaNo16414526

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!