تلسكوب هابل يرصد أبعد نجم تم رصده على الإطلاق!

تلسكوب هابل يرصد أبعد نجم تم رصده على الإطلاق!

1 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

فاطمة الربح

دقق بواسطة:

غادة هيكل

أسماه الفلكيون النجم “إيرندل” والذي يعني في الإنجليزية القديمة “نجمة الصباح”.

رصد تلسكوب هابل مؤخرًا نجم يُعتبر من أبعد النجوم التي رُصدت على الإطلاق.  حيث يقع النجم على بُعد 28 مليار سنة ضوئية عن الأرض. يُعد هذا النجم الموُغل في القدم، والذي من المحتمل أن يكون نجمًا مفردًا أو نظامًا نجميًا ثنائيًا، أكبر بـمعدل 500 مرة من شمسنا.

بالإضافة إلى أنه أكثر سطوعًا من الشمس بملايين المرات وقد تكوّن في فترة زمنية مبكّرة من عمر الكون.

تمكّن هابل من اكتشاف هذا النجم البعيد خلال تعريض مدته 9 ساعات بسبب حدث غير متوقع وهو اصطفاف النجم في الخلفية مع عنقود مجري. وقد أفاد العلماء في مجلة نايتشر في يوم الأربعاء 30 آذار/مارس بأن هابل استطاع رصد النجم بسبب ما يعرف “بتأثير عدسة الجاذبية”. حيث أن الجاذبية من المجرّات الهائلة والمتصدرة سببّت انحناء الفضاء المحيط بها.

وبالتالي تسبّب هذا التأثير بتضخيم ضوء النجم عشرات آلاف المرات، مما مكّن معدّات تلسكوب هابل من رصده.

الاسم الرسمي للنجم WHL0137-LS والذي سمّاه الباحثون اختصارًا “إيرندل”  ويعني نجمة الصباح في اللغة الإنجليزية القديمة. وقد أكدّت الصور اللاحقة من هابل بأن مشاهدة النجم لم تكن بمحض الصدفة. بل أنه لا يزال قائمًا في الموقع الحالي تحت تكبير عالي منذ 3.5 سنة.

تقترح المحددات الراديوية للنجم والتي تم توليدها عن طريق نماذج حاسوبية، بأن النجم هو نجم مفرد أو نجم ثنائي وليس عنقود نجمي. وأفاد الباحثون بأن النجم إيرندل قد تكون بعد 900 مليون سنة من الانفجار العظيم. مما يجعله من ضمن أوائل أجيال النجوم في الكون.

تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة فيكتوريا سترايت في تصريح لها، باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد أبحاث Cosmic Dawn Center في كوبنهاغن: “كلما أمعنّا النظر في الكون، فإننا بالتالي ننظر للوراء في الزمن. وبالتالي فإن هذه الأرصاد عالية الدقة تسمح لنا لفهم بناء الأساس لبعض أولى المجرّات المتكونة في الكون”.

وتضيف سترايت: “عندما انبعث الضوء الذي نراه من النجم إيرندل، فإن عمر الكون كان يقدّر بأقل من مليار سنة. ممّا يعني بأنه كان يمثّل نسبة 6% من عمره الحالي. في ذلك الوقت كان النجم يبعد مسافة 4 مليار سنة ضوئية من مجرّة درب التبانة البدائية. ولكن خلال ما يقارب 14 مليار سنة وهو الوقت الذي استغرقه الضوء من النجم ليصل إلينا، فإن الكون قد توسّع لذا فإن النجم الآن يتهادى على بُعد 28 سنة ضوئية”.

مشهد مقرّب لمنطقة صغيرة يظهر فيها النجم إيرندل في خط دقيق يزداد فيها التكبير بسبب عدسة الجاذبية بعشرات آلاف المرات.   يظهر في الصورة مقابل الخط عنقود مجرّي يحوي العديد من النجوم ويظهر كالمرايا بسبب تأثير الجاذبية. حقوق الصورة: NASA/ESA/Brian Welch (JHU)/Dan Coe (STScI)/Peter Laursen (DAWN))

منظور جديد إلى الكون

الجدير بالذكر بأن تلسكوب هابل قد أُطلق في 24 أبريل عام 1990 وذلك بعد عقود من التخطيط والبحث. أمدّنا هابل بمناظر من الفضاء لا مثيل لها ساهمت في إعادة تشكيل دراسة علماء الفيزياء الفلكية للكون. كما ساعد هابل العلماء في صنع خرائط ثلاثية الأبعاد للمادة المظلمة، بالإضافة إلى تحديد عمر الكون ومعدل التوسّع الكوني.

تتضمن الملاحظات الحديثة لهابل رصد اندماج ثلاثي لمجرّات؛ “Sword” فضائي يخترق “قلب” سماوي هائل

 بالإضافة إلى  ظاهرة أخرى تدُعى بحلقة إينشتاين” والتي يتسببّ فيها أن تحني مجرتان تقعان على بُعد 3.4 مليار سنة ضوئية عن الأرض الضوء من كويزار أو نجم زائف (quaser) مجرة أخرى بها ثقب أسود ضخم، لإنشاء حلقة مكبرة من الضوء.

مع العلم بأن إينشتاين نفسه لم يرصد واحدة من هذه الحلقات، ولكنه تنبأ باحتمالية وجودها في عام 1915 م في نظريته النسبية العامة؛ حيث كتب إينشتاين أن الأجسام الضخمة يمكن أن تشوه نسيج الكون، مما يظهر الضوء كأنه ينحني.

 اصبح لدى هابل بعد مضيّ ثلاثة عقود له في المدار جارًا جديدًا يستطلّع أنحاء محيطنا الكوني وما بعده ونعني بذلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي، وهو مرصد فضائي ضخم أُطلق مؤخرًا إلى الفضاء في 25 ديسمبر الماضي. وهو الآن في مدارٍ حول الشمس في نقطة تقارب 1 مليون ميل (1.5 مليون كيلومتر) عن الأرض. يعمل القادم الجديد منذ أكثر من عقد من الزمن وهو مشروع مشترك بين وكالة ناسا للفضاء (NASA)، ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA)،   ووكالة الفضاء الكندية (CSA).

وفقًا لما أفادت به وكالة ناسا سيستخدم ويب مراياه الرئيسية الضخمة لالتقاط مشاهد بالأشعة تحت الحمراء لبعض أكثر الأجسام الفضائية قدمًا وخفوتًا، مثل أقدم النجوم والمجرات في الكون.

وقد كتب الباحثون في الدراسة أنه لا يزال الكثير ليتم اكتشافه بخصوص النجم البعيد المكتشف حديثًا. مثل كتلة النجم ودرجة حرارته وتصنيفه النجمي. يرجو الباحثون الحصول على بيانات أكثر دقة عن طريق الاستعانة بتلسكوب ويب.

يقول الباحث المشارك في الدراسة سوني سوفت، رئيس معهد أبحاث Cosmic Dawn Center وأستاذ في معهد نيلز بور في كوبنهاغن في تصريح له: “سيمكّننا تلسكوب ويب من قياس المكونات الكيميائية للنجم”. ويضيف: ” يُحتمل أن يكون النجم إيرندل أحد الأمثلة لأوائل أجيال النجوم في الكون”.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: فاطمة الربح

مراجعة وتدقيق: غادة هيكل

تويتر: DrGhadaheikal


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!