كيف تتعايش مع الضغوطات الناجمة عن الأخبار والأحداث؟

كيف تتعايش مع الضغوطات الناجمة عن الأخبار والأحداث؟

31 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

عبد الرحمن رجب

دقق بواسطة:

ندى ماجد

ضع حدودك وابحث عن توازنك

في عصرنا الحديث، هناك العديد من الضغوطات ومصادر القلق، حيث يمكن أن تتراكم سريعًا الأحداث العالمية، والقضايا المتعلقة بالصحة، وفيض المعلومات، وكل ذلك يخلق ضغوطًا هائلة.

يقول دكتور علم النفس ماثيو ساكو: “أصبحت الأخبار أكثر استمرايةً وسرعةً، فمن الصعب الاَن الابتعاد عن العالم الرقمي، ويغير تدفق المعلومات المستمر ما نتعرض له وما تفعله أدمغتنا”.

يمكن أن تتسبب الضغوطات الناجمة عن فيض المعلومات في عواقب خطيرة، حيث يمكن أن تؤدي الضغوطات الزائدة إلى العديد من المشكلات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والغثيان، لكن د. ساكو وضح أنه مثلما يتغير العالم؛ فإن وسائلنا في التعامل مع الضغط تتغير أيضًا، يمكن أن تأتي الضغوطات من مجموعة مصادر يومية، لذلك من المهم إيجاد وسائل للتحكم في الضغوطات اليومية.

يقول د. ساكو: “لقد غمرتنا الكثير من الأشياء وليس فقط الأخبار، فنحن مغمورون بأشيائنا الخاصة التي تحدث، وبرغم أنهم في حد ذاتهم ليسوا ساحقين، ولكن بمرور الوقت عندما يعالج عقلك كل تلك المعلومات تبدأ بالشعور بها في النهاية.”

يشارك الدكتور ساكو بالنصائح والوسائل التي يمكن استخدامها في أوقات الضغوطات الزائدة.

الحد من وسائل التواصل الاجتماعي وتصفح الأخبار السلبية بهوس

نحن جميعًا نفعل ذلك، فعندما تحدث أزمة أو حدث إخباري كبير يلجأ كثير منا إلى هاتفه، وعمليات البحث على الانترنت، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة المعلومات، ولكن بدون رادع، تؤدي تلك العادة إلى (هوس تصفح الأخبار السلبية) والتي تعني تعريض نفسك إلى تدفق مستمر من الأخبار السلبية والمسببة للضغط من وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تؤدي إلى استنفاد طاقتك والشعور بالإرهاق، لذلك من الضروري وضع الحدود.

في حين أنك قد تشعر برغبة ملّحة في البقاء على اطلاع على الأحداث العالمية وأسعار الغاز والأخبار المحلية، فإن وضع حدود حول مقدار المعلومات التي تحصل علىها أمر مهم. يقول د. ساكو إن شيئًا بسيطًا مثل تلقي إشعار يذكرك بالمدة التي كنت تحدق فيها في شاشتك يمكن أن يساعدك في إيقاف دورة هوس تصفح الأخبار السلبية، إذا تسببت الجرعات الصغيرة من التحديق في شاشتك في شعورك بالتوتر، فقد ترغب في بذل جهد أكبر لإبعاد هاتفك عن متناول يديك.

يقول د. ساكو: “الأمر كله يتعلق بإيجاد توازن، لأنه يجب أن يكون هناك بالتأكيد قدرًا من الوعي بما يحدث في العالم لديك، إذ أن الأمور تتغير يومًا بعد يوم، ولكن الانتباه إلى رد فعلك تجاه هذه الأشياء أمر مهم”.

كيف تقلل التوتر الناتج عن الأخبار؟

عندما يتعلق الأمر بذلك، قد تكون هناك بعض الأيام التي يصعب فيها الهروب من الأخبار السلبية أو الساحقة التي تظهر على شاشتك، قم بتقييم ردود أفعالك وكيف تشعر. بعد ذلك، يوصي الدكتور ساكو بالتركيز على ما يمكنك التحكم فيه، ويقول: “أن تكون منتبهًا أولًا إلى كيف تتفاعل مع الأحداث وكيف تعدل ما يظهر في هاتفك، هذا هو الشيء الوحيد حقًا الذي يمكنك التحكم فيه”.

1. ضع حدودًا لوقت التصفح:

وضع الحدود متعمدًا هي طريقة جيدة للتخلص من الضغط الناتج عن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ووفقًا لما أفاد به د. ساكو، فإن الانضباط الذاتي يقطع شوطًا طويلاً في خلق توازن أفضل بالنسبة لكيفية استهلاكنا لوسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، ويضيف: “يبدو الأمر سخيفًا، ولكن إذا كنت تصارع في تلك المواضيع، فمن الضروري أن تكون قادرًا على وضع البعض من تلك القيود على نفسك، وربما الحصول على بعض الدعم”.

2. شارك واندمج:

يمكن أن يكون الابتعاد عن التلفزيون أو هاتفك الذكي والاندماج في مجتمعك للمساعدة طريقة استباقية للتخلص من الضغط، ويقول الدكتور ساكو: “التطوع عمومًا هو وسيلة رائعة للشعور بأنك تفعل شيئًا لرد الجميل للصالح العام”، كما يضيف: “إنها طريقة أكثر تعمدًا للعثور على الأشياء الجيدة والشعور بالرضا عن نفسك، بدلاً من الاستهلاك السلبي للمعلومات الواردة”.

3. جد وقتًا لنفسك:

يجب أن تكون لطيفًا مع نفسك، سواء كان الأمر يتعلق بإيجاد وقت مع العائلة أو لحظات أخرى في حياتك الشخصية، تلك ستكون طريقة متعمدة للتحكم في محيطك وجعله إيجابيًا، ويقول الدكتور ساكو: “قد لا تتمكن من فعل أي شيء آخر غير ارتداء حذائك، أو ارتداء معطفًا، أو الذهاب إلى إحدى المتنزهات لمدة ساعة”، ويضيف: “أو قد تكون ليلة لعب مع عائلتك حيث كل الأجهزة مغلقة”.

4. كن على دراية بمن حولك:

يرى د. ساكو أنه هناك عنصر ضغط آخر، ألا وهو الأشخاص الذين نحيط أنفسنا بهم، فحتي لو نجحت في إيقاف هاتفك، فقد تستمر مناقشة الموضوعات المُجهِدة في الظهور فجأة في المحادثات مع بعض الأشخاص. إذا كان هناك أشخاص في حياتك أو في عائلتك أو أصدقائك أو دائرتك تسببوا في إثارتك بالأخبار السيئة، ابتعد عنهم.

التعامل مع الضغوط والأخبار المتعلقة بالوباء

تسبب العامان الأخيران من الوباء المستمر في ضغط وقلق إضافي لكثير من الناس. الآن، عندما يبدأ المجتمع في الانفتاح مرة أخري، فإن إعادة التكيف مع الأنشطة السابقة يمكن أن يجلب سببًا آخر من التوتر والضغط، إذ يكون من الصعب العودة إلى الأشياء العادية مثل تناول العشاء مع الأصدقاء أو الذهاب إلى الحفلات الموسيقية براحة.

إذا كنت تكافح من أجل عودة أنشطة وتجمعات ما قبل الوباء، فإن الدكتور ساكو يوصي بالعودة إلى إعدادات المجموعة والتجمع بطريقة جيدة لصحتك الجسدية والعقلية، هذا يعني أن تحيط نفسك بأشخاص في حياتك يحترمون حدودك المتعلقة بالوباء وتدابير السلامة الخاصة بالوباء وكوفيد 19.

ينصح الدكتور ساكو قائلاً: “إذا كنت ستعود اجتماعيًا وتختلط بالناس، فربما تريد أن تبدأ مع مجموعة الأشخاص الذين تشعر معهم بالراحة”.

المصدر: https://health.clevelandclinic.org

ترجمة: عبد الرحمن رجب عبد الوهاب

لينكد إن: abdelrahman-ragab-translator

مراجعة وتدقيق: ندى ماجد الشاذلي


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!