22 مايو , 2022
تعد احتمالية خطر إصابتك بالتصلب المتعدد احتمالية ضعيفة، فهذا المرض لا يصيب إلا 0.1 %. أما المصابون بهذا المرض الخطير؛ فإنهم يعانون من تأثيره على الجهاز العصبي المركزي؛ معرقلاً الاتصال ما بين المخ وباقي الأجزاء الأخرى من الجسم.
وعلى الرغم من أن هذا المرض يصيب كل شخص بطريقة مغايرة فيختلف تأثيره ما بين طفيف إلى شديد، إلا أنه غالبًا ما يصعُب تشخيصه.
وأوضح د. روبرت بيرميل، وهو طبيب اختصاصي أعصاب: “لا تظهر الأعراض ذاتها على مرضى التصلب المتعدد، وأضاف: “لا يوجد فحص قياسي يجزم الإصابة بمرض التصلب المتعدد. ومع ذلك، فهناك بوادر قد تظهر تستدعى أن تلجأ لمساعدة طبية”.
فإن كنت تتعرض لتشويش في الرؤية، أو الشعور بالخدر أو التنميل، أو أن لديك شعور بالوهن أو الدوار في نفس الوقت ولمدة تزيد عن يوم.، فربما أن هذه الأعراض هي مؤشرات مبكرة محتملة إلى الإصابة بالتصلب المتعدد. ومن المهم ألا تسمح أن ينصرم الوقت أكثر من اللازم قبل استشارة الطبيب، لأنه في حال كنت مصابًا بالمرض، فإن تلقيك العلاج بشكل عاجل يساعدك في التعامل مع الأعراض بشكل أفضل، حتى أنه قد يساعد في تباطئ تفاقم المرض. وكما قد أوضح د. بيرميل، فإن الأعراض المبكرة يجب الحذر منها.
هناك أربع علامات محتملة مبكرة على الإصابة، يجب ألا تتجاهلها.
قد يوجد العديد من الأسباب لفقدان الرؤية، ولكن إن كان هناك فقدان للرؤية مع ألم أو تشويش في عين واحدة، ويستمر لأكثر من بضعة أيام، فعليك بفحصها. وقد أشار د. بيرميل إلى ذلك قائلاً: “إن المريض يصف هذا الأمر على أنه كما لو أنك تنظر عبر نظارة شمسية ذات عدسة واحدة ملطخة”.
عندما يصبح جانب واحد من وجهك مشلولاً، أو يبدو متدليًا، فهذه الحالة هي ما يطلق عليها “شلل العصب الوجهي”. وهذه حالة تستلزم الانتباه لها.
لقد اختبرنا جميعًا ذلك الشعور بالتنميل أو الوخز في ذراع ما أو ساق من بعد النوم في وضعية غريبة، أو ربما الجلوس في وضعية خاطئة لمدة أطول مما يجب. فإذا كان هذا الشعور يتحسن في غضون ساعة أو ما شابه، فلا يجب القلق حياله، أما إذا استمر لأكثر من يوم أو اثنين؛ فعليك ألا تتجاهله.
يوجد العديد من الأسباب للشعور بالدوار، ولكن عادةً ما يكون الدوار الناتج عن الإصابة بالتصلب المتعدد أكثر شدة، ويستمر مدة يومين على الأقل. فقد أوضح د. بيرميل قائلاً: “في حالة الإصابة بالتصلب المتعدد، فإن نوبات الدوار قد تعيق سيرك، إذ أن شعورك بالإتزان معدوم”.
يقول د. بيرميل: “واحدة من الأشياء التي يبحث عنها الأطباء عند تشخيص الإصابة بالتصلب المتعدد، هو أن تكون الأعراض مستمرة لأكثر من بضعة أيام”. فضلاً عن ذلك، فهم يبحثون في أمر توقيت الأعراض؛ بمعنى السرعة التي تظهر بها الأعراض، فهذا الأمر يمكن أن يساعد الطبيب أن يتبين إذا ما كان السبب هو التصلب المتعدد أو شيئًا آخر”.
وأضاف: “على سبيل المثال، فإن أعراض التصلب المتعدد تكون دون الحادة، بمعنى أنها لا تكون فجائية كأعراض السكتة الدماغية. كما أنها لا تتدهور ببطىء بمرور الوقت، بل هي في منزلة ما في المنتصف، فيمكن أن تتدهور في غضون ساعات أو أيام”.
يوجد قرابة المليون شخص في الولايات المتحدة مصابين بالتصلب المتعدد، والنساء أكثر تأثرًا بأمراض المناعة الذاتية من الرجال. وبالنسبة لمعظم الأشخاص، فإنهم سيتعرفون على تشخيص إصابتهم بالمرض في أعمار ما بين 20 و40 عامًا.
حيث أفاد د. بيرميل قائلاً: “هذا هو العمر حيث يكون الجهاز المناعي نشط نشاطًا كبيرًا، ويزداد الاعتقاد بأن هناك دورًا لعوامل أخرى، كالتعرض المسبق لفيروس إبشتاين-بار (EBV)، وهو الفيروس المسبب لداء الوحيدات المعدي”.
ذكر د. بارميل: ” أنه في واقع الأمر نسبة عدد مرضى التصلب المتعدد، هي نسبة ضئيلة من بين جموع الناس الكثيرة الذين يذهبون لزيارة الأطباء بشكاوى تتعلق بالشعور بالتنميل، والوخز، أو مشاكل تتعلق بالعضلات والعظام”.
لذلك يجدر بالأطباء عقد توازن بين كفتيّ الميزان، من ناحية التمحيص في الفحوصات اللازمة لتشخيص المرض، ومن الناحية الأخرى التخوف من إثارة قلق المرضى، ودق ناقوس خطر بغير داعٍ”.
ولكن تُظهر الأبحاث أن الناس تلجأ لطلب المزيد من الرعاية الطبية في الشهور التي تسبق التوصل للتشخيص بمرض التصلب المتعدد فعادةً ما تلجأ للزيارة من أجل أعراض غير محددة، مثل:
وبالرغم من ذلك، يحتاج الباحثون إلى مزيدٍ من المعرفة قبل تشخيص هذه الأعراض غير المتعلقة بمرض التصلب المتعدد.
وعندما يأتي الحديث عن مرض التصلب المتعدد، يجدر الإشارة إلى أنه كلما كان التشخيص مبكرًا، أصبح الوضع أفضل. ولأن تشخيص هذا المرض أمرًا محيّرًا، وخصوصًا في المراحل المبكرة، لذا من المهم الاعتماد على اختصاصيّ أعصاب متخصص في هذا المرض.
وينصّب جُلّ الاهتمام لمعالجة هذا المرض في التعامل مع الأعراض، وتقليص أي فرص لحدوث انتكاسات والعمل على تبطئة وتيرة تفاقم المرض. فتتنوع خيارات العلاج، ما بين أدوية لتحسين تطور المرض (DMTs)، وأدوية للتعامل مع حالات الإنتكاسات، و إعادة التأهيل البدني، بالإضافة إلى الإستشارات الصحة العقلية النفسية.
يمكن أيضًا أن يساعد في الأمر ما تتبعه من تغيّر في نظام حياتك، من اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين، والحد من تناول الكحوليات.
يوضح د. بيرميل ذلك بقوله: “نحاول، قدر الإمكان، التعرّف على هؤلاء ممن يعانون من التصلب المتعدد في المراحل المبكرة للمرض، إذ أننا نعي كم يمكن أن يكون العلاج المبكر مجديًا لهم”.
المصدر: https://health.clevelandclinic.org
ترجمة: منال خلف اليشع بلنك
مراجعة وتدقيق: حنان صالح
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً